حكام الجبال/فراس الغضبان الحمداني

Sat, 29 Mar 2014 الساعة : 23:55

كانت لعملية ضرب ثم سحل ثم قتل الزميل محمد بديوي الشمري من قبل ضابط كردي شوفيني أرعن وقع الذهول على كل الأوساط العراقية الشعبية والرسمية وحتى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي حضر ظهيرة السبت الفائت إلى مكان إستشهاد الإعلامي بديوي مدير مكتب العراق الحر في بغداد الذي قتله الأكراد بدم بارد في المنطقة المحتلة التي يديرونها في العاصمة العراقية .

منذ عشر سنوات حيث القصر الذي يمثل مكتب رئيس الجمهورية المفقود جلال طالباني وتتواجد عشرات المكاتب العسكرية التابعة للرئيس ومنهم عناصر ( البيش مركة ) الذين يعيثون في الأرض فسادا كان من صوره الاعتداء الفادح على الزميل بديوي ومن قبل عدد من المواطنين الأبرياء من سكان الحي الراقي والأحياء القريبة بل وحتى الذين يدخلون المنطقة لمراجعة أو زيارة أو عمل فهناك مكاتب لنواب وشخصيات سياسية ومكاتب إعلامية منها مكتب إذاعة العراق الحر الذي يعمل فيه الشمري وعدد من الصحفيين المحترفين والمعروفين على نطاق واسع في العراق.

إن سحل جسد محمد الشمري بطريقة بشعة من قبل عناصر البيشمركة وبشكل متعمد ومقصود وضربه بشكل مبرح ثم قتله بإطلاق النار عليه في منطقة الرأس يمثل تعديا على كل الصحفيين العراقيين وإشارة قاسية إلى استهتار الطيف الكردي في العراق وسعي سياسيين وصحفيين وعسكريين تتملكهم النزعة الشوفينية لإثارة النزعات المتطرفة ضد العرب طلبا للثأر القومي المتجذر في النفوس ونحن لا نقول ان الأكراد كلهم خاصة المواطنين العاديين يحملون نفس الأفكار ولكن نجد أن الكثير من عناصر البيشمركة يتصرفون وكأنهم في كردستان ويتعاملون مع الناس أبناء بغداد كأنهم غرباء فيهينونهم بطرق بشعة وغير مسبوقة تجاوزت كل منطق .

إن قرار السيد رئيس الوزراء باعتقال المجرم رغم كل الاعتراضات من قبل عناصر البيشمركة كان ضربة عظيمة لمشروع الهيمنة الكردية في بغداد وسيطرتهم على القرار السياسي في المدينة العريقة حيث كانوا يمنعون القرارات والقوانين المهمة من التشريع ويفضلون مصالحهم الشخصية والقومية على مصالح الشعب العراقي المظلوم وهاهم يمنعون إقرار الموازنة برغم مرور عدة أشهر على تقديمها إلى البرلمان العراقي حيث لا يدخلون قبة البرلمان ولا يرضون بالتصويت إلا بعد الموافقة على شروطهم التي تتضمن أرقام خيالية ونسبة مهينة من المال الذي يهتك الخزينة الوطنية بصورة مريعة.

النائبة في البرلمان عن دولة القانون السيدة حنان الفتلاوي تعودت ان تتصدى لتخرصات بعض السياسيين الكرد الحمقى خاصة الذين يسيئون للشعب العربي وتردهم بطريقة مثالية قالت في معرض ردها على بيان حكومة الإقليم المتشنج ضد بغداد ووصفهم للحكومة العراقية ب( حكام بغداد) إن ذلك يعود عليهم في كل الأحوال فالذين يسمون من يعمل في إدارة الدولة ببغداد بحكام بغداد أولى بهم ان نسميهم حكام الجبال ( كون الأكراد يستغلون وجود الجبال لشن حروب ضد حكومات العراق وجميع حروبهم بمثابة حرب العصابات ( و يصرحون بطريقة لا يفهمها سواهم لأنهم كمن يحدث نفسه ويصرح بلا دراية ولاوعي وهو غير مصدق أنه حصل على ما لم يكن يحلم به في ظروف غير طبيعية بعد إحتلال الكويت وحصار أمريكا للعراق وتكرار حماقات صدام الذي سبب إنتكاسة في علاقة بغداد المتوترة على الدوام مع العصابات الكردية .. وأنا أرى إن رد السيدة الفتلاوي على تخرصات الأكراد خير رد لا يحتاج إلى إضافة فهم تعودوا الغدر من أيام الجبال القديمة حين كانوا يقتلون الجنود العراقيين غدرا في معادلة دولية صارمة لم تكن تسمح للعراق ان يعطي للأكراد تنازلات لا يقبل بها من يحكم دولا فيها أكراد أيضا كتركيا وايران وسوريا وبرغم ذلك منحناهم الحكم الذاتي وسمحنا لهم بالدراسة في مدن العراق والعيش الكريم والوصول إلى أعلى المناصب حتى لغتهم وتراثهم وعاداتهم ولباسهم التقليدي كان ممجدا ومحترما بينما ما تزال دول المنطقة تضرب على رؤوسهم بالنار والحديد وتذلهم على طريقتها .

هم الآن يحاولون تعويض عقد النقص الكثيرة بطرق عديدة فيقتلون ويهينون في مناطق نفوذهم كما فعلوا بالزميل محمد بديوي وهم يذلون الناس العرب عند مداخل اربيل وسليمانية بينما يعيشون مثل بقية البشر في بقية مناطق العراق .

وختاما نحذرهم إذا ما إستمروا في نهجهم الأخرق بصولة فرسان العروبة الذين علموهم يوما ان يعرفوا حجمهم ولابد من يوم قادم ليعرفوا من جديد ذلك الحجم ويقفوا عند ذلك الحد.

Share |