جمال الوكيل رئيسا للحزب الديمقراطي الامريكي!!!!/سعد الحمداني

Thu, 27 Mar 2014 الساعة : 1:20

الكثير من صدف السياسة التي نواجهها اليوم والكثير من السياسيين الذين نتوقف عند محطاتهم وهم يقفزون على الحقائق ويبتعدون حتى عن تاريخهم وان كان تاريخا بسيطا هامشيا لدى البعض منهم فلم يكونوا ذات تأثير يُذكر سوى الاسماء البراقة والعناوين الكبيرة لحركاتهم ومؤسساتهم .

لدينا اليوم مثالا سياسيا يطرح نفسه على الساحة العراقية ولا يظهر الى العمل السياسي إلا بالصدف او في المناسبات وربما ظهوره محاولة لتسجيل الحضور وهذا المثال هو الشيخ جمال الوكيل رئيس حركة الوفاق الاسلامي الذي يتحدث عن الحالة السياسية العراقية ويحاول تقييم أداء الحكومة وتحديدا رئيسها نوري المالكي مع احترامنا الشديد للأسماء جميعا مع حفظ المقامات ، فعندما يقول الوكيل انه سوف لن يدعم الملكي بعد اليوم فماذا يعني ذلك ؟ هل لدى الوكيل مقاعد برلمانية او رقم في المعادلة السياسية العراقية حتى يتمكن من دعم المالكي في التصدي للحكم ، عادة في علوم السياسة يجب ان تكون المعادلة السياسية قائمة على الارقام والمقاعد البرلمانية التي تفرض معادلات الحسابات السياسية وتقاسم السلطة بين الاحزاب وهو ما معمول به في كل دول العالم.

فعلى أي اساس بنى الوكيل معادلاته وحساباته ؟ فهل يظن انه في المؤتمرات الصحفية والتزويق الاعلامي لحديثه من قبل بعض القنوات الاعلامية هو الذي يجعل المعادلة السياسية قائمة بدعمه لها او الوقوف بوجه هذا السياسي او ذاك، أنا لا أعتقد ياسيدي الكريم انك تملك صوتا سياسيا له تأثير واضح من خلال مقاعد برلمانية فهذه هي المعادلة الحقيقية ، كما ان حركتك لا تمتلك القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يمكن ان تفرض نفسها في الشارع وتؤثر في الانتخابات ، فكما أعلم منذ ان كنت انت وكانت حركتك في سوريا في السيدة زينب كانوا عبارة عن اعضاء الحركة بحساب اصابع اليد الواحدة وجريدة الوفاق الاسلامي التي كان يديرها لكم ولوحده الاخ الاعلامي عمار بغدادي حيث لم يكن فيها طاقم يعمل بها سوى الاخ بغدادي من رئاسة التحرير الى المحرر الى الاخراج والصف وغيرها من مؤهلات اصدار الجريدة وان هذا الجهد الجبار والعمل الدؤوب للأخ عمار بغدادي حيث يعتبر ذلك عملا فريدا في قياسات اصدار الصحف.

كما لم يكن لديك من اعضاء الحركة في بيروت اكثر من عدد اصابع اليد الواحدة ايضا وكان عملكم مقتصرا على ندوة بسيطة او لقاء هنا ولقاء هناك وهذا بحد ذاته لا يرقى الى ان تكون الحركة لها فاعلية كما هي فاعلية الاحزاب الاخرى مثل المجلس الاعلى وحزب الدعوة والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ، وان اختياري لعنوان المقال بأن الشيخ الوكيل مسؤول الحزب الديمقراطي الامريكي ليس تهكما او تقليلا لشأنه وبالمناسبة انا احترم هذا الشيخ كثيرا ، ولكن ذلك توصيف للواقع لما للاحزاب من تأثير في المعادلات السياسية وكما تعلمون في امريكا ودول اخرى توجد احزاب ضاغطة ولها ثقلها في ادارة البلد وليس في المؤتمرات الصحفية وانما بالجماهيرية التي تقف خلف الاحزاب .  

Share |