حسنيات ضياء الدين الخاقاني

Fri, 19 Aug 2011 الساعة : 1:41

بمناسبة ذكرى مولد الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام 2011م
بعض قصائد المرحوم ضياء الدين الخاقاني رحمه الله من ديوانه:
مسيرة الى حوض الكوثر والذي قدم له العلامة الدكتور حسين علي محفوظ ..
...............................................
- 1-
يا شقيق الحسين من بعض مرماك
ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف
.....................................................
لاتلمْ مُغرماً ملكتَ هواهُ .. لمْ يَنَمْ حين أُ غمضتْ عيناهُ
لمْ تنمْ في فؤاده سورةُ الحبّ وهلْ نام قيسٌ عن ليلاهُ
والربيعُ الذي يعيشُ مع الأرضِ اِذا استوحشته لنْ تنساهُ
كلّ حرفٍ أطللتَ منه على روحي .. باقي يعيشُ في معناهُ
والحديث الذي بدأنا به الجولة لا زال راصِداً منتهاهُ
هو اِرثي من الحياةِ وهلْ للروح اِلّا مع الحياةِ اتجاهُ
قدْ تغنيتُ مولداً حبّبَ العمر لأني قدِ استعدْتُ لقاهُ
محتدٍ تهدأ النفوسُ اِليهِ .. وبمحرابهِ تخِرّ الجباهُ
فابنِ يا أوّل السرّاجين صرخاً .. غفت الأمنيات دون سماهُ
أيّها القائدُ الذي ارتجلَ الموقفَ عبىء الحياة ما أقساهُ
قد تحمّلتَ ألفَ جرح من الصبرِ لكي يحفِظ الجهادَ لِواهُ
وتوقفتُ في الطريق لآتيٍ .. مفعم بالمغيبات سُراهُ
يا شقيق الحسين من بعض مرماك انتصار الحسين فيما رماهُ
فهنا حيث يستفيق المحِبّون على الخالدات من نعماهُ
ملتقى العاشقين سبحان من أعطى .. لقوم يقدِّسون عطاهُ
يا أمامي وثيقة من وصاياكَ وفي خاطر الزمانِ انتباهُ
وأخوكَ الحسين وفاكَ عهداً .. دموي الهوى فكان أباهُ
قد بعُدنا عن الحسين فما عادَ ولكننا ابتدعنا سواهُ
قد أعدنا قتل الحسين مراراً .. وشربنا على الغرور دماهُ
ثمّ طفنا برأسهِ تحصِدُ الآهات من ألف زينب تنعاهُ
والحسين الذي اختلقناه ما كان أميناً وخان حتى أخاهُ
أنكرته الصحراءُ زينب لا تحمل في كفّها الخضيب رداهُ
من تجرّى فأحرق الخيمة الكبرى .. وهذا الأسير من أرداهُ
عربٌ نحنُ يا ملايينُ والحزنُ لفقدِ الحسينِ من بلواهُ
ألف دربٍ يقودنا في الدهاليز وفي فجر كلِّ يوم اِلهُ
واستعاد اليهودُ خيبرَ فالقدس كما يشتهون بعض قراهُ
وليحيا رضيعُ خيبر بالأمسِ ذبحنا ابنة الحسين فِداهُ
قد وأدنا ابنائنا نخب عينيهِ وخضنا من الهدى ما ارتضاه
ثمّ عدنا لبيتنا نستبيح العرض فيه ونستحِلّ حِماهُ
اِنما نحن أمّة يقتل الثورة في ذاتها مقامٌ وجاهُ
نحنُ في حاجةٍ الى كربلاء ليس فيها استغاثة أو آهُ
........................................................1978م
قصيدة: يا شقيق الحسين من بعض مرماك
ديوان: مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
....................................................................

- 2 -
أنا في هواكَ أبا محمد والِهٌ
ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف
...........................................................
أتروم حدّ جلالكَ الأقلامُ .. قصُرتْ فمجدُكَ لا يفيهِ كلامُ
ولأنتَ نور العقلِ حين تحوطهُ .. ظلَمٌ فكيف تنوشكَ الأوهامُ
يا ليلة الميلاد لو نطق الدجى .. ألقاً لأنطق صبحكَ الألهامُ
ولو استطاع المجدُ بثّ جلاله .. لأبانَ صفحة قدسِكَ الأسلامُ
وكفاكَ اِذ رفع الخلودُ جبينه .. بعلاكَ وافتخرتْ بكَ الأيامُ
وزكى من الشهر المبارك موسِمٌ .. للزهدِ مؤتلِقاً وطابَ صيامُ
وحياتكَ العصماء صحة ثائر .. حرٍّ يثورُ بروحه الاِ رغامُ
أدركتُ لا متعصّباً عقيدة .. خطواتُ عزم كلها استلهامُ
وكذك كلّ مجاهدٍ فطريقه .. وعرٌ وكلّ حياته آلامُ
أو ما حفظت الشرعَ وهو وديعة .. بيديكَ واكتملت بكَ الأحكامُ
ومددت للأسلام كفّ معاضِدٍّ .. عصيتَ فطاب لمدّها استحكامُ
يا أيها المظلوم في تاريخه .. حقّ لكَ الأجلال والأعظامُ
حدِّثْ فهذا الجمعُ قلبٌ واحدٌ .. يهوى حديثكَ والنفوسُ أوامُ
حدِّثْ عن الأنصار يوهن عزمها .. من واتريكَ المالُ وهو حرامُ
للهِ درّكَ اِذ يخونكَ واثقٌ .. مما تقولُ وتعبدُ الاصنامُ
ويعاتبوك ان رضيتَ بما به .. رَكزتَ لحفظ المسلمين دعائمُ
جهلوا حقيقة ما صنعت وكلهمْ .. نقصٌ وأنتَ بما صنعتَ تمامُ
أينالُ منكَ الجاهلون ضلالة .. ويمسّ قدركَ للغوايةِ ذامُ
أما الأخصاء الذين أهاجهم .. عجبٌ وأذهب حلمَهم اِيهامُ
كبرتْ لديهم أن تساومَ طاغياً .. ويرى نتيجة حزنكَ استسلامُ
جهلوا بان السلمَ أسلمُ للهدى ... حفظاً وأنكَ للرشاد اِمامُ
خلجاتُ نفسٍ لو أطيقُ رسمتها .. شعراً كما يتفنّنُ الرسامُ
أنا في هواكَ أبا محمد والِهٌ .. شجنناً تخفّفُ حزنه الأحلامُ
أرضعتُ حبّكَ من نمير طاهر .. غنّى له التاريخ وهو سلامُ
وكتبتُ من سفر الخلود صحائفاً .. أعلمت فيها المجد كيف يرامُ
يا سيدي يابن البتولة ههنا .. حفلٌ وآخر في القلوبِ يقامُ
في يوم مولدكَ الأغر وطالما .. جُمِعتْ بعِزةِ ليلةٍ أعوامُ
نستافُ من نهج الوصي سلافة .. وعليه من ذكر الحسين وسامُ
....................................................................1967م
قصيدة: أنا في هواكَ أبا محمد والِهٌ
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
...........................................................................

- 3 -
مولاي بابن عليِّ يومك ازدحمتْ
ضياء الدين الخاقاني
1933المحمرة – 2008 النجف الأشرف
..............................................................
فيكَ الحديث ومن اِيحائِكَ الأدبُ .. وعبقرُالشعر في واديكَ ينتصِبُ
يُمْحى الوجودُ و تبقى الذكريات علاً .. كالشمس في مقلةِ التاريخ تنسكبُ
فلا يُخاصَمُ يوم الفخر منتسِبٌ .. انْ كان يمْلِكُ ما يعتز فيهِ أبُ
فليشمخ اليوم بالهادي وعترتهِ .. قوم لهم في ربي الأمجاد محتطبُ
نسيرُ للغاية القصوى ويرفعنا .. أنا لأكرم خلق الله ننتسبُ
فيحاء قافلة الأيام سائرة .. وفيلق الدهر بالأحداث ينقلبُ
مرّتْ بواديكَ فاستوقفتها زمناً .. جنتْ روائعه الأقلامُ والكتبُ
فأطلقتْ حلبات الضاد آيتها .. وحياً بقلب صفيِّ الدين يضطربُ
ديوان يعْرب لم ينضب وفيك جرتْ .. روافدٌ من فم الأسلام تحتلبُ
ونصْبُ عينيك عِملاق قد ارتفعت .. لطالب الحق من أنواره نصُبُ
ماكنت ترضين والأمواج عارمة .. في البحرأنْ يتحاشى مدّها الذهبُ
دنيا من الكلم الخاوي مزوّقة .. كما يزوّق في أسواقه الخشبُ
مجدُ العروبة أسْمى أن يُغازله .. مدح وأن تتولّى رفعُه الخطبُ
رحماك مدرسة الاسلام في فئة .. من الشبيبة في أنواركَ انجذبوا
ذاقوا الأمرّين من جهل ومهزلة .. من المبادئ أوحاهُن مغتصِبُ
رشِّي الطريق لهم ورداً ليرفعهم .. شوق ويعظمُ في عينيْهُمُ الطلبُ
ومَهْديّ النهج يسْتدْني البعيدَ هوىً .. وأوضحى القصدَ كي يرعاه مقتربُ
ومشرعة الحق لا شعبان يرفعها .. ولا يعطل من أحكامها رجبُ
وأمّة بعث الأسلامُ عزتها .. يوماً وأشرق في آماقها النسبُ
محمدٌ شرف الفصحى واِن ظمأتْ .. مروات فالروض منه الشوك والعنبُ
وا ضيْعة المُثل العليا فكلُّ فمٍ .. يبكى وكلّ ضمير راحَ ينتحِبُ
واِنّما لغة القرآن خالدةٌ .. وكيفَ يغفلُ عن أعراقِهِ السببُ
وكان نهْجُ عليٍّ من مفاخِرها .. ومهما التوى الحقدُ واستشرى به الكذِبُ
اِنّا لنعتزّ بالقرآنِ يجمعنا .. كمسلمين وثقنا أننا عربُ
مولاي بابن عليِّ يومك ازدحمتْ .. آلام قومِك في ذكراه والطربُ
فخلف كلِّ ابتسامٍ دمعة ذرفتْ .. قلباً وفي كلِّ عرسٍ مأتم ندبُ
وفوق كلِّ لسان صخرة حجزتْ .. حديه عن أن يصول المزبرُ الذربُ
....................................................................... 1962م
قصيدة: مولاي بابن عليِّ يومك ازدحمتْ
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
...........................................................................

- 4 -
اِيْهِ ذكرى الزكيِّ سطرَكَ المجدُ(
ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة – 20008 النجف الأشرف
....................................................
عاودتني ذكراك دنيا رشادِ .. وترانيمُ عزّة واعتقادِ
عاودتني ذكراك فالقلب نشوانٌ .. على غصن فجرها الميّادِ
عاودتني ذكراك بسمة اِيمان .. على ثغر شاعر منقادِ
فتراءى كما استبانتْ وراء السُحبِ شمسٌ قدسيّة الأتقادِ
ودنى الفجرُ يحشد الكون بالنور ويبني السلام في كلِّ وادي
فجر تاريخك الذي صنع الأفق بخافىٍ من الجلال وبادي
جنة من حقائق تخلق المجد تسامت بأشرف الروّادِ
تنشرُ العطور والضياء على الكون حقولاً زكيّة الأورادِ
عاودتني ذكراك نوراً بعينيّ ولطفا مقدّساً في فؤادي
وبساطاً يدور لا بسلمان يشِق المدى بأكرم حادي
فتسنّمتُ فيه قمّة آمالي .. وحققت فيه أوج مرادي
مبدأ لا أزال أحيى معانيه .. ونهجٌ به استقام اعتقادي
يا بن بنت النبيّ لن يقف التاريخ يوما على اِتجاه حيادِ
وليَ الفخر أن أموت على حبّ بنيه وأن ترى الحبّ زادي
جدّك المصطفى الذي زرع الحبّ وروّى مقدّسات الودادِ
غير انّ العيون لم تسعِ الأشراق اِلّا مبرقعاً بالسوادِ
لم ترَ النصر والسيوف التي تصنع النصر تباشير قوّة واعتدادِ
فانحنى العارفون للنصر من كفيك يبنى بمعجزات القياد
يا حبيب النبي يا صورة منه .. تجلتْ بلوحةٍ من جهادِ
قد وعى العارفون أنك و الأيمان معنى من النبيِّ الهادي
النبيّ الذي اجتباكَ لتحيى .. في مساعيك روحه والمبادي
لم تكنْ أنتَ وابن امّك اِلّا .. واحداً في القياس والتعدادِ
اِيْهِ ذكرى الزكيِّ سطّرَكَ المجدُ بأبهى صحائفٍ ومدادِ
قد بدى اليوم الفُ الفُ أبي .. سفيان يتلو المِآت كابن زيادِ
ملؤها معاوياً ويزيداً .. أغرقاها بظلمةٍ وفسادِ
ربّ رحماك بالشباب الذي .. تجرّ وراء الميول والأرتدادِ
أيّها المسلمون كونوا لما يطبهُ الدين في يومكم على استعادِ
لا تحيدوا عن العقيدة والأيمان واسترْجعوا هدى الأجدادِ
.............................................1955م
قصيدة: اِيْهِ ذكرى الزكيِّ سطرَكَ المجدُ
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
...........................................................................

- 5 -
فيا أول السبطين ما اعتدّ منهما
ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف
..........................................................
وقفتُ على ذكراكَ و الفكرُ شاردُ .. فلاحتْ لِيَ النعمى وفاضتْ مواردُ
وقفتُ على ذكراك والقلبُ مولعٌ .. أكابدُ من أشحانِها ما أكابدُ
تروحُ بيَ الأفكارُ طوراً وتغتدي .. أهونُ لها حيناً وحيناً أعاندُ
وأطرقتُ والتاريخ يلهو بأهله .. ويلعبُ كالسكران فيمن يراودُ
لمحتكَ في داج من الليل مشرقا .. كما لوّحتْ بالنور فيه الفراقدُ
فأنقضْتُ مني غافل الفكر مثلما .. تنبِّه من نوم الطبيعةِ راقدُ
فحُمْتُ على ذكراك فرداً وطالما .. أعاد ادِّ كار المجد بالمجد واحدُ
وزالت غيومُ الريبِ وانقشعَ الدجى .. وآمَنَ مخدوعٌ وأذعن جاحدُ
وقفتُ على ذكراك اسْتلهم الهدى .. واستمطر التاريخ وهو روافدُ
وسائلة هل للحقيقةِ عنده .. صحائفُ نور يجْتليهُنّ ناشدُ
صحائف خطتها دماءٌ زكيّة .. وألهبها بالنور عقلٌ محايدُ
لماذا اِذن هذا التجني من الدجى .. عليك وحتام الأذى والمكائدُ
الم يكفِ ما لاقيتَ والسيف مصْلِتٌ .. وأنتَ عن الحقّ المبين تجاهدُ
ألمْ يكفِ انْ تلقى من الحبِّ جفوة .. وانْ تتلقى خائنين تعاقدوا
وأنْ يستريح الضبّ جحْراً لضبِّهِ .. قريبٌ تخلى عن هوىً وأباعِدُ
اِذنْ فهُمُ اسْتافوك لوماً واِنّما .. يلامُ اِذا لمْ يُحْسِن الفعلَ رائدُ
أبا السلم لو ألهبْتَ بالحرْبِ يومه .. لما فلّ منك السيف وانشلّ ساعِدُ
ولو أنّ مِنْ أعطوكَ عهداً وفوا بهِ .. ومتّ لقالَ الحقدُ أنّكَ ماردُ
فيا أول السبطين ما اعتدّ منهما .. جريء ولا استعْصى على الحقّ فاقدُ
لقد خط سِلمُ المجتبى ماسَرتْ به .. ملاحم في يوم الحسين خوالدُ
وانّي واِنْ لمْ أسْتجبْ لعواطفي .. ولمْ أرْعَ اِلّا ما حكتهُ المشاهدُ
وقفتُ على مسراكَ وقفة رائدٍ .. توهّجَ منه ما بنتهُ المساجدُ
الى أن ْجمعْتَ الحقّ من كلِّ ربْوةٍ .. وأطلقت شمساً خالطتها الزوايدُ
تجرّدتُ من ذاك الضياع ونوّرتْ .. طريقي من الفكر السليم شواردُ
فآمنتُ اِيمان الربيع بسحْرهِ .. وأيقنتُ انّ المعجزات شواهدُ
واِنك يا مولاي سبحان من بنى .. كيانك طودٌ في الأراجيف صامدُ
..........................................................1985م
قصيدة: فيا أول السبطين ما اعتدّ منهما
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
........................................................................

- 6 -
سألتكَ باللهِ يابن النبي
ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف
...........................................
سألتكَ باللهِ يا سيّدي . أماناً من الزمنِ الأسوَدِ
سألتكَ باللهِ يابن النبي أمانَ غدٍ يا لَهُ من غدِ
أمانُ المروّع مما جناه على كفِّ هذا الزمان الردي
سألتكَ يا سيّدي بالحسين بما حزتَ من جدّك الأمجدِ
بما نلتَ من سيّدات النساء حوين الطهارةِ من أحمَدِ
بأمِّكَ سيّدة الساجداتِ اِذا عسعسَ الليلُ في مسْجدِ
بكلّ الذي عشتهُ من أبيك كما أشرق الضوءُ من فرقدِ
بصُلحِكَ تحياهُ فجر الحياة اِذا اجتمع الدهرُ في مولدِ
بيومٍ لكَ اجتاز كلّ الحدود الى الطفِ في زحفهِ الأرشدِ
بنيتَ بيومِكَ يوم الحسين ليختار ضربة مسْتأسِدِ
حضيتَ بصبركَ جرحَ الشهيد أخاً ناصِحاً بأخٍ يقتدي
سألتكَ أن لا يهون العزيز وأن لايخون الهدى مُهْتدي
وها أنا من تلك الغيوم توجّهتُ نحوكَ في مقصَدي
فخذني اليكَ أسيراً يعود الى الأهلِ في زيّ مستعبَدِ
لأنعَمَ بالدفىء في راحتيك ويستافُ جدواكَ قلبي الصّدي
هنالك حيث تسيرُ الحياة لديك مع النور في مشهَدِ
وحيث تلامِسُ كلّ القلوبِ بنعماء جدِّكَ أسنى يَدِ
فاِنا واِنْ لمْ يعِدْ مثلما .. بدأنا نحاولُ كالمبتدي
فهلّا تكرّمتَ يابن البتول علينا بأكثر من موردِ
صحِبناكَ في موكِبٍ للسلام ويدُ القريب من الأبعدِ
فقلْ للعقول التي رافقتكَ مدامع للحزن لاتجحدي
فمن ألفِ عامٍ شربنا الفِداءَ ولا زال عاشِقنا يفتدي
سنبقى كما عاهدتكَ القرون اِباءً على الضيمِ لمْ يفقدِ
وجرحاً من الحبِّ لا يستكين ومأتم حزن على مرقدِ
فحتام يا سيد الصابرين نقارعُ صبركَ أو نرتدي
وهل لدموعٍ جرتْ أن تكون مفاتيحَ موعِدنا الموصِدِ
وها نحن عند ضريح الأمام من النجفِ الحرِّ في موعِدِ
وتحتَ لوائكَ حيث الولاء يسيرُ مع الخير يا سيّدي
......................................................2001م
قصيدة: سألتكَ باللهِ يابن النبي
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
...........................................................................

- 7 -
مولِدُ المجتبى فيا دوحة الأسلام
ضياء الدين الخاقاني
1933المحمرة – 2008النجف الأشرف
.........................................................
روعة الدهر وانتشاء الزمان .. وابتسام الهوى وزهو الأماني
ما أحيلى تألق الحُلُم الحلو واِشراق أمنياتٍ حسانِ
ربّ ما أبهجَ الربيع يرشّ العطرَ في الكونِ ثوبُهُ الأرجواني
ربّ ما أروع الغرام ينالُ الصبّ فيهِ تقارباُ أو تداني
مولِدُ المجتبى فيا دوحة الأسلام حيي العلى بأعلا مكاني
واعمري ياقلاعه المستطيلاتِ صعوداً بكفّ أكرم باني
مولد الفكرة التي ردّد الدهر صداها وهو مسْمع الزمان
مولدُ المعجز الحقيقي في الكون ونبراس دورةِ الأكوانِ
يا رياض الأسلام بلبلك الغريدُ غنّى رقيقة الألحانِ
فاملئي الكون من زهورك بالعطر وزفّي له عروسَ الجنانِ
لصباح الميلادِ في فجره الصادقِ يزهو بأفقهِ النيِّرانِ
بسمةٌ من فم الأمام أبي السبطين ترعى اعتقادنا بالتفاني
أيها الشاعرون ما قيمة الشعر اِذا جانبتْ هوايَ المعاني
ليسَ شعْراً ان لمْ يسلْ عندهُ القلب ويجري الهوى مع الأوزانِ
حيث أحيى مع الملائكِ في الفر دوس بين العروشِ بعض ثواني
سارقاً للقريضِ من وجنات الحور سحراُ ومن جفون الحسان
نظرات من العيونِ وآيات ابتسام تزفّها الشفتانِ
سكبا منه في احتفالك يا مولاي كأسَ المنى وراحَ المعاني
أنت عندي أسمى وأرفعَ ممّا .. قال قومٌ أو افترتْ قئتانِ
وصفوا سيفَكَ المجرّبِ بالعجْز وساموكَ ضلةٌ بالجبانِ
ورموا صلحَكَ الموفقِ بالخلطِ ولقيا ذلٍّ وبشرى هوانِ
أثبَتَ العارفون اِنّكَ في صلحكَ حطمْتَ دولة التيجانِ
لمْ تكنْ طالباً هوان الأعزاء من المسلمين والأخوانِ
لا وحاشاكَ ان تذلّ رقاباً .. كنتَ عزّاً لها ورفعة شان
لستَ فيما نويتَ اِلّا اِماماً .. لمْ يُخالف اِشارة الرحمن
حسبُكَ اليوم انّ صلحَكَ رمزٌ .. للتآخي ومنهلٌ للتداني
فتقبْلْهُ يا كريمَ بني الزهراءِ وامْلأ حقيبتي بالحنان
..............................................1968م
قصيدة: مولِدُ المجتبى فيا دوحة الأسلام
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
...........................................................................

- 8 -
في مولد الحسنِ الزكي تبلجتْ
ضياء الدين الخاقاني
1933المحمرة – 2008 النجف الأشرف
.....................................................
يا ليل هل للشعر فيكَ بحورُ .. يرْوى الشباب بها وتصدرُ حورُ
أنا حائرٌ يا ليل أيّة آيةٍ .. في وجنتيكَ البيض وهي تدورُ
ولأيّ سرّ في الوجود تبسّمتْ .. في ناظريكَ مباسِمٌ وثغورُ
وهنتْ قلوبٌ للحسان واتلعت .. للقانيات على هواكِ نحورُ
في مولد الحسنِ الزكي تبلجتْ .. غرَرُ الظلامِ ونوّرَ الديجورُ
ملكَ الخلود وللقلوب هداية ... من ناضريه وللضمائر نورُ
يا ليل كنْ للمجدِ أصدق ناقلٍ .. يحْلو له التمثيلُ والتصويرُ
واكتبْ فانّكَ والهلال يراعه .. والمجدُ وحيّ والخلود سطورُ
تاريخ عهدٍ ترتضيهِ يدُ الهوى .. صوراً يشّعُ بصِدقها المشهورُ
عهدُ ابنُ فاطمةٍ وفي قسماتهِ .. مُثُلٌ وفيما قيل عنه أمورُ
فكأنّ من طلبَ الحقيقة أشرقتْ .. في ناظريه حقائقٌ وبحورُ
يا ليل هذا الليلُ كلّ غرامهِ .. نورٌ كأنّ الشمسَ فيه تدورُ
وأشاع في الحفلِ الكريم بلاغةً ... فزكى به المنظومُ والمنثورً
يا ليل هذا ابنُ النبيّ وهلْ يُرى .. فيمن يُمجّده النبيّ قصورُ
هذا الذي قال النبيّ بأنّه .. ريحانتي وشبْهيَ المغمورُ
أيقالُ أخطأ يوم أغمدَ سيفه .. بعد القتال وعاد وهو كسيرُ
حاشاهُ من خطأٍ وبوركَ قلبه .. خلداً وقدّس سيفه المشهورُ
ما كان من خطأٍ تسامحُ قائدٍ .. غدرتْ عساكره وهدّم سورُ
جيشٌ من الأبطال ملؤ جنانه .. جلِدٌ وملؤُ ثغوره تبشيرُ
ملكتْ شجاعته القلوبَ وضويقتْ .. بالعزم والأقدام منه صدورُ
يقتادُهم للحرب سبط محمّدٍ .. علماً يعزّ لواؤه المنشورُ
حتى اِذا اشتبكَ القتال وأيقن الشيطان ان رفيقه مدحورُ
وانصاع يرقبُ من يبارك صفّه .. والفتنة الكبرى وكيف تثورُ
ملأ الفضا أبليس في ضحكاته .. طرباً وأظرم بردتيه حبورُ
تالله ما نصر الدّعيّ بغدره الاسلام بل شيطانه المنصورُ
اِنّي واِن أيقنتُ ان قيامه .. حِكمٌ وأنّ قعوده تدبيرُ
أتلمّسُ العذر الجميل لعصبةٍ ..عتبوا عليه فكلّهم معذورُ
جهلوا بانّ السبط ليس بعاثرٍ .. أبداً وما وجدوا هو المسطورُ
......................................................1967م
قصيدة: في مولد الحسنِ الزكي تبلجتْ
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
.........................................................................

- 9 -
والتقف حيث قاوم الحسن السبط
ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف
..........................................................
يا رياح الصحراء لاح صباحي .. فاملئي بالعبير خفقَ جناحي
كبُرتْ نشوتي فقد ملأ الفجرُ بصافي مدامهِ أقداحي
واستفاقتْ قريحتي واِذا الموكبُ بسري والكلّ نشوان صاحي
واِذا بالشراع يخفقُ والزورق ... يختالُ بين سحر الرياحِ
وتثورُ الجراحُ بالألم العملاق والمجدُ في انتفاض جراحي
يسألُ الخافق الملوّعُ في صدري عن الصبحِ والشذى والنواحي
وعن القائد المدلّ في الصحراء في موكبٍ من الشمسِ ضاحي
موكبُ النور والنبوّةِ والأسلام فجرٌ لظلمة الشركِ ماحي
والنبيّ العظيم ترفعُ كفّاه مع الحمدِ رايةً للفلاحِ
ويموجُ القرآن في فمه الطاهرِ كالرعد في مهبّ الرياح
هذه أمّتي وتلك الأساطيلُ مصابيح مجدي الوضاحِ
وأبو الأمّة الذي يخاق الفجر ويبني الصبح في كلّ ساحِ
ماسِحاً فيهِ وجهَ أولَ سبطيه فيمحو الظلامَ في مصباح
ثمّ يلقي عليه من ألق الحب شعاف القلوب والأرواح
وعلى ثغره الندى أستراحتْ .. قبلاتٌ قدسيّة الأِ فضاحِ
وأطلتْ هناك أشرف عينين .. ومرّتْ عليه أنعمَ راحِ
يابنة المصطفى دعي السرّ يمتدّ وخلي الزمان قيد انفتاحِ
والتقف حيث قاوم الحسن السبط وحيث استكان للأصلاحِ
حيث أن العدو يغزو صفوف الحقّ بالمال وهو شرّ سلاحِ
فتذوبُ الجموعُ والقائدُ المقدام تهتزّ فيه روحُ الكفاحِ
ويصون الأمام بالسلمِ أرواحَ بقايا بقيّة الأطماعِ
موقف يوهن الحكيم كما ،، لا .. يرحم القلبَ مبضعُ الجراح
وارتعاش العيون من نشوة السكر وللحرّ رقصة الأقداحِ
مسرحٌ للحياةِ من كلِّ أفاكٍ رخيص الهوى وكلّ اِباحي
والرياحُ الحمقاء تهدم بالأوهامِ صرحاً لعاطشٍ في الساحِ
غير أن القرآن أحلى من الهمسٍ ولنْ يستفزّ بالألماحِ
..................................................1950م
قصيدة: والتقف حيث قاوم الحسن السبط
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الشاعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني

Share |