مع إمامَ آلنّور في عصر ألظّلام/عزيز الخزرجي
Thu, 27 Mar 2014 الساعة : 1:14

شعب أقسم أنْ لّا يُساند إلّا الوليّ ألفقيه ألمُقتدر ألّذي أبى أنْ يسجدَ إلّا لله الحقّ في عصر الظلام .. حتّى نذر نفسهُ و ما تبقى من جسده النّحيل ألمُدمّى و روحه العالية الطاهرة في هذا الطريق ..
مضى بعزم الحسين(ع) و شجاعة العباس(ع) و لم يُبالي يوماً إنْ كان يُقاتل كجنديٌّ في المعركة أو رئيساً للجمهورية أو أخيراً زعيماً للأمة و لا حتى الآن و قد تصدّى لولاية ألأمر و إمامة المسلمين و الأنسانية بلا مُنازعٍ كنائب عامّ للأمام الحُجّة (ع)!
لم يكن كلّ هذا .. إلّا بعد ما تيّقن هذا الوليّ ألصّالح بأنّ شعباً أبيّاً لا يعرف الكلل و لا الملل سوى المحبة و الأيثار في طريق الحسين(ع) وهو يسنده, لذلك كان لها و بقي لها كأمين مخلص و شجاع للأمة و للأنسانية ونائباً لأمام العصر و آلزمان لقيادة الصراع في جبهة الحق كلّه ضد الباطل كلّه, كما خرج جدّه الأمام علي(ع) للكفر كله يوم إلتقى الجمعان!
شعب سلمان المحمديّ الأصيل وقف مع قائده رغم كل المكائد و بعد المسافات و الأزمنة و المحن التي حالت بينه و بين أمته قبل الأنتصار الكبير في (بهمن) العظيم عام 1979م و لم تستطع الحدود و لا الحروب و لا القوى الكبرى و لا الصغرى أن تقف حاجزاً أمام سعي ذلك القائد الألهي الذي أنزل الله تعالى بحقّه وشعبه آياتٌ عظيمة في أمّ الكتاب و في سورة الجمعة و محمد (ص)!
آياتٌ عظامٌ لم يستوعبها حتّى المدارس الأخرى التي بنفسها نقلت تفاسير تلك الآيات كآلبخاري و مسلم و إبن هشام و غيرهم .. سوى قوم سلمان ألمحمديّ لأنّها تخصّهم وحدهم!
و لغة العاشقين لا يفهمها إلا العاشقين .. و غيرهم من آلغمم العربية ألتّائهة ألتي ما زالت تُحاول أنْ تجد بغباءٍ مخرجاً لتحريف تفسير الآية 3 من سورة الجمعة و آلآية38 من سورة محمد(ص) و غيرها رغم إقرار صحاحهم بأنّها تخصّ قوم سلمان المحمدي و آلأمام الخميني(قدس) حصراً, و غيرها آلكثير من آلآيات البيّنات بجانب آلرّوايات العديدة التي لم يستطع حتى أصحاب ألصّحاح والتواريخ المعتبرة من آلتنكر لها, كآلبخاري و مسلم و كتب آلسير و آلتأريخ!
إنّ قوم سلمان المحمديّ .. قومٌ لم يُفكر يوماً ما سيُلاقيه في سبيل الحقّ من آلجوع و الحصار و الحرب لموقفه الشديد أمام الظلم الشاهنشاهي عبر عشرات السنين والقرون .. بل في الحقيقة امام العنجهية الأمريكية التي كانت تُنفذ المُخططات الصهيونية عبر نظام الشاه المقبور كما الأنظمة القومية و الأشتراكية و الدّيمقراطية في دول العالم!
شعب نسى الدّنيا و لم يبالي بشيئ بعد ما عشق الحقّ .. سوى نصرة القائد الذي أخلص هو الآخر لله تعالى و لشعبه و أبى الخضوع للمستكبرين شرقاً و غرباً!
ذلك الشعب المحمدي الذي لم ينس يوماً موقف قائده الأمام الخميني (قدس) يوم عاش في بيت متواضع في النجف و هو يقود الصراع ضد الشاه لأنقاذ شعبه, حيث رفض حتى من جلب مكيّف(مبردة) لبيته رغم حرارة الجو في العراق مواسياً بذلك فئات الشعب الفقيرة التي كانت وقتها لا تملك المكيّفات!
و لم يعد يُبالي بآلبطن و ما دونـه !
أو بآلأموال و الأبناء و الأحفاد و آلجاه!
أنهم قوم سلمان الفارسيّ المحمدي بحقّ!
الذي فجّر بعد تضحيات جسام .. ثورة الأسلام الكبرى في زمن نسى الناس .. كلّ الناس .. حتى (مراجع الدين في النجف و قم الدين العلوي الحسيني و ولاية الله بإسثناء محمد باقر الصدر و آلطباطبائي و بعض تلامذتهم)!
هذا .. بعد ما غرّتهم الأموال و الشهوات و البنين و الأرصدة المليارية في بنوك لندن و سويسرا!
و هكذا إنطلقت ثورة الحقّ الألهي لتبقى أملاً لكل مستضعفي العالم!
ففي مثل هذه الأيام ينطلق في كلّ عام مواكب النّور من كلّ مكان نحو أراضي خوزستان و عبادان و خرّمشهر لإعلان البيعة للأمام القائد و للشهداء و إظهار الأستعداد للدفاع عن الثورة في ذكرى الحرب السلفصدامية الصّهيونية التي شنهُ الأستكبار كلّه ضد الأسلام كلّه كما كانت معركة الخندق قبل 14 قرن ..
(آبادان) (خرمشهر) ( سوسنكرد) و عشرات المدن الصامدة .. و غيرها, هي تلك آلأراضي المقدسة التي سطّر عليها الخمينيون أجمل دروس البطولة و ملامحم الفداء و الصمود أمام ذلك الهجوم الأستكباري, حيث صمد و قهر المجاهدون و بأيادٍ شبه جرداء دبابات و طائرات و مرتزقة و جرذان العوجة و أقزام الخليج البدو المنبطحين تحت البسطال الأمريكي -الصهيوني, لقد كان مواقف المجاهدين ألأبرار صفحات من نور أبهرت الغرب قبل الشرق و عطلت تكنولوجيتهم!
لم يفهم كل العالم .. و لا يزال حتى يومنا هذا .. سرّ هذا الصمود و التحدي الخميني – الخامنئي – العظيم, و تصوّروا أنّها نزوات قوميّة !
أو صفوية !
أو وطنيــة!
أو تقدميّـة!
أو إشتراكية!
أو ديمقراطية!
بسبب تسطّح فكرهم و إنسانيتهم و تجرّدهم عن المحبة و الخير .. و ضحالة الفكر المنتشر بين الشعوب و الأمم النائمة
وهذا هو حال معظم الشعوب آليوم و آلتي أظلّت طريق الهدى, لذلك رأينا أنّها حتى حين تنتفض لكرامتها فأنها لا تغدوا حتى تخبوا حركتها بعد حين أو فجأة و كأنّ شيئا لم يكن, و لنا في الثورات العربية و آلعالمية التي حدثتْ في التأريخ أو مؤخراً ؛ كآلبلشفية و الألمانية و الفرنسية و العربيّة أخيراً و آلتي سميّت بثورات آلربيع العربي؛ خير دليل على ذلك!
و رأينا و شهدنا جميعاً كيف إن ذلك "الربيع" الذي كان يظهر وسط تلك الشعوب فجأةً؛ كيف أنها سرعان ما كانت فصولها تنتهي كما يذوب الجليد بفعل حرارة الصيف, بآلضبط كحال الفصول الأربعة, حيث سرعان ما يبدأ صيفها ثم خريفها ثم الشتاء ليتجمد كلّ شيئ و يدخل الجميع في سبات عظيم و كأن شيئاً لم يكن!
ألمسألة مع ثورة الاسلام الحسينية في إيران إختلفت تماماً .. هي لا تشبه إلا نفسها .. لأنها لم تخضع للمناخات الفصليّة و لا القومية و لا المناخية و لا العشائرية ولا ولا تلك التي صاحبتْ و تصاحب عادة كلّ حركة و مسيرة لتحقيق أهداف محدودة!
لأنها – أي الثورة الخمينية المحمدية - تملك قيادة ربّانية تستمدّ قوّتها و ديمومتها من خط أهل البيت(ع) و من محبّة الجماهير و عشق الله الذي يُغذّي حركة الأمة و آلشعب الأيرانيّ ألأبيّ من آلطرف آلآخر بصموده و وقوفه مُتحدّيا بذلك العشق ألسّرمدي كلّ أسلحة و مكائد المستعمرين و دسائس أذنابهم و دولاراتهم و سياراتهم و تكنولوجيتهم!
حتى قالوا لهم نهاراً جهاراً؛ أيها المستكبرون الظالمون: إنّ سلاحنا أقوى من كلّ أسلحتكم, نحن أيّها المستكبرون لسنا كآلغمّة العربيّة و لا الهندية و لا الصّينية و لا اليابانية و لا آلأوربية و لا كأيّ شعب آخر – مع إحترامي للعاشقين فيها!
نحن أنفسنا ننتمي فقط لقوم سلمان (المحمديّ) و لدين طاهر خالٍ من الجاهلية و العصبيات القبلية و العشائرية و القومية ..
لا سلمان (الفارسي), كما يحلوا للمنبطحين العرب أن يسمّونهم بقصدٍ ليخالفوا سنة رسول الله (ص) في كلّ شيئ قاله و فعله وفاءاً منهم لأبي جهل و أبو سفيان و هند و معاوية و يزيد و آل عثمان و صدام و سعود!
و هكذا صمدوا وهم صادقين بولائهم لله و للرّسول و لأهل البيت (ع), مؤكدين بقولهم :
[لا نؤمن سوى بآلفكر و المحبة و عشق الله الذي تعلّمناه من الحسين(ع) .. و آلّذي نوّر طريقنا لنُحبّ كلّ شيئ في آلوجود و نعادي كل ظلم فيه يا أيها العالم]!
و إنّ أسلحتكم من تكنولوجيا و مال و شهوات لا تجدي نفعاً أمام قوّتنا المختزنة ألممتدة من رحم آلسّموات ألعلى حتّى ثنايا آلوجود .. كل الوجود!
و سنُحيي دين محمد من جديد .. و كما [جاء الأسلام غريباً سيعود غريباً عليكم - على أيدينا - فطوبى للغرباء](حديث متواتر و متفق عليه).
لذلك لا تستغربوا من تناثر قوتكم و غطرستكم أيها المستكبرون أمام صمودنا, لأننا نؤمن بالمحبة و العشق الألهي الذي صعب عليكم إدراكه و فهم أبعاده أيها الغربيون كما الشرقيون و معهم الغُمم و القوى الأخرى, فعشقنا للخير و الوجود فيه سرّ و أسرارٌ و فنون أتقْنّا إستخدامها بآلعكس منكم حيث نبذتموها بسبب خطئكم الكبير لتفسير الوجود و سبب خلق الأنسان, و لم تنصتوا لمقولات الفيلسوف هنري كاربون الذي أرسلته جامعة السوربون لتقديم دراسة واقعية عن الأسلام بعيداً عن دراسات المستشرقين السابقين الذين كانوا يُنظّرون من خلال الفكر السقيفي الخليفي او الأسلام التقليدي؛ و بعد ما قدّم دراساته النهائية و توصل إلى أن الأسلام الحقيقي هو إسلام اهل البيت(ع) الذي إن نهض فسيكون هو الأسد الذي يقض مضاجع الغرب الرأسماليين الظالمين, و لم تفهموا معنى تشيّعه للحق رغم أنهم رئيس قسم الفلسفة في جامعة السوربون و الأكاديميون العلماء وحدهم يفهموا معنى ما أقول!
بعد هذا لم تدركوا أيضاً كلمات الأمام القائد الخميني(قدس) الذي طالما دعاكم إلى طريق الحق ..
وهكذا كلمات القائد الخامنئي وهو يخطب كل يوم وسط الجموع – أيّ جمع – سواءاً كان فريقاً للكرة أو فريقاً لتخصيب اليورانيوم أو فريقاً للفقه و الفكر و الأدب و آلشعر؛ وهو يبيّن بكلماته و خطبه الألهية التي تنزل على آلجموع كالماء الزلال حين ينزل على وجه عطشان ملهوف لتوضيح و بيان طريق الحق أمامهم خطوة خطوة و بكل تفصيل!
فيقع كلامه موضع الأعجاب و قيد التنفيذ فوراً .. لأنه لا ينظر و لا يرى و لا يهوى سوى الله تعالى من دون كلّ البشر الفاسقين ألذين قتلوا الفكر والمحبة و العشق بعد ما خضعوا لولاية الشيطان و أذنابه!
لا يسعني في ذكرى العاشقين (راهيان نور)(1), إلاّ أن أجدّد محبّتي لأدامة عشقي لهذه الثورة التي أحسّ بآلأمن و آلمستقبل و المحبة والخير لكل البشرية حين أحسّ بأنّي أنتمي لها عقائدياً و لو من بعد و لم أرَ من ورائها و آلله العظيم حتى هذه اللحظة و منذ عام 1979م سوى الغربة و التشريد و السجن و الهموم, لكنها بآلنسبة لي أحلى من الشهد ..
و لا أدري هل كان كل ذلك لنقص أو سوء فهم لطريق المحبة و عدم قدرتي لأكون عاشقاً حقيقياً لها .. أمْ ......................................... هذا هو قدري في الحياة!
و أي كانت الأسباب فأنا سعيدٌ بكل ما لاقيته و ألاقيه ما دمتُ أحصّن آخرتي و مثواى .. فآلدّنيا لا تساوي عندي عفطة عنزٍ!
و لا أخفيكم يا أمامي و أنت تستقبل مواكب النور .. بأنّي آملٌ أنْ أسير في النّور كما أنتم سائرون رغم كل ما لاقيته و عائلتي من محن إلى يومنا هذا بسبب ولائي هذا, فتلك هي أمنيتي في دار الدنيا .. لكنّي لا أدري هل أستحقّ ذلك أم لا؟
وهل أوفّق لها يوماً أم لا؟
المهم أنني سأبقى على العهد وفاءاً لمرجعي الأول الأمام الفيلسوف الشهيد الصدر الذي قال لي: [الثورة الأسلامية في إيران حقّقت أمال جميع الأنبياء و المرسلين]!
و : [ذوبوا في الأمام الخميني كما ذاب هو في الأسلام]!
أنّه دعائي ألأخير في هذه الدّنيا: أن أحيا و أموت في هذا النور أو أموت دون ذلك و لا أرى الظلام الذي أحاط بآلأمة الغمة و كلّ الأرض بسبب ألأنظمة الظالمة السّارقة لحقوق الأنسان و الأمة و بسبب السّلفيين ألذّباحين القادمين من كهوف الظلام و آلجهل الممتدّة من دول العربان البدو و إمتداداتهم في مغرب الشمس و مشرقه في كهوف تورا بورا و مدارس الجهل في آلباكستان ألتي يخطط لها و يدعمها المستكبرون في أكاديميات هارفرد و آلسّوربون و إكسفورد بدقة متناهية!
فلنسعى جميعاً لنكون مع إمام النّور في عصر الظلام!
و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راهيان نور: هي المواكب العظيمة التي يُحيّها المخلصون لخط الأمام (ولاية الفقيه) كل عام لتجديد البيعة مع الشهداء الذين دافعوا عن حرم و خط الثورة الاسلامية في إيران بسبب الهجوم الأستكباري بقيادة صدام و العربان البدو في الخليج و الدول العربية ضد الثورة الأسلامية بعد نجاحها مباشرة عام 1980م.