الربيع العراقي/أسامة صباح
Mon, 24 Mar 2014 الساعة : 15:14

عاشت الشعوب العربية في ظلم وحيف, في كنف حكوماتها متعددة المذاهب الفكرية ما خلا الإسلامية و الديمقراطية والأخلاقية, لسنين وفترات لا يحصيها إلا هو تعالى. وانتهى بهم المطاف إلى أن أصبحوا يصطفون على طوابير طالبي اللجوء في الدول الغربية, حتى بدأ فتيل الأزمة بالاشتعال من جمرة إحراق احد المواطنين التونسيين لنفسه بسبب الوضع المعيشي الصعب. فبدأت الثورات الواحدة تلو الأخرى لتغيير الأنظمة التي تصدت لدكات الحكم, حتى اهترئت وتعفنت مفاصلها, وما ترتب على هذه الثورات من خسائر مادية وبشرية, أدت وبسبب الأيادي الخفية التي غيرت مسار قنوات هذه الثورات لتصب في بحر مصالحها. فأصبحت وأمست الشعوب العربية من سيئ إلى أسوا.
هذا هو ما يسمى الربيع العربي, أما الربيع العراقي فتحقيقه أسهل بكثير. فالشعب العراقي يعيش هذه الأيام فترات ربيعه التي تنقسم إلى قسمين ربيع مزيف وربيع حقيقي.
والمقصود بالربيع المزيف هنا هو ما يحدث الآن من قبل الحكومة والمرشحين الوصوليين, من وعود كاذبة وإغراءات التعيينات والأموال والبطانيات (سنفعل, سنحقق, سنزرع, سنصنع....الخ), وما إلى ذلك من أمور عجزت عن تحقيقها خلال ثماني سنوات. لتأتي اليوم محاولتاَ انجاز كل ذلك خلال فترة ربيع الانتخابات, ولتكتشف الحكومة أن المواطن كان يعاني من زحام نقاط التفتيش, حتى بدأ يخرج عن طوره ويشتم الحكومة. لتلقي باللوم على جهات لا حول لها و لا قوة. ولتدرك الحكومة بعد ثماني سنوات أن الاعتماد على القطاع النفطي فقط هو خطأ استراتيجي. وهذا الربيع هو ربيع مؤقت ثماره زائلة, وقطوفه ليست دانية.
أما الربيع الحقيقي الذي يمكن أن ينجزه الشعب العراقي, بدون كل ما سلفنا من تضحيات وخسائر, و وعود كاذبة. هو بالإقبال الشديد على صناديق الاقتراع, لاختيار الأكفاء من أبناء هذا الشعب. وليعرف الناس الغير مؤهلين الذين يطلبون القيادة بغير حق, كما في حديث الإمام الرضا عليه السلام ( من طلب القيادة بغير حق استحق المعصية بحق ), أن مصيرهم إلى التغيير. وبذلك نخلق بيئية تنافسية حقيقة نحو الأفضل, يحقق لنا أفضل المعطيات والمنجزات والتي سنجني ثمارها على مدى ابعد ولكن بشكل رصين وبعيد الأمد وهي نقطة الانطلاق الحقيقية نحو الديمقراطية إن شاء تعالى.