شهداء طريق الحرية/عباس ساجت الغزي
Mon, 24 Mar 2014 الساعة : 15:02

أنَ الشهادة سببٌ في نيل الفردوس الأعلى , فهنيئاً لكل من خط له قدره ذلك الطريق المعبد بالرضا الالهي , ونال التوفيق لرفقة الملائكة والصديقين في رحلة هي حصاد اعمال الخير والثبات على المبدأ والرغبة في نيل الحياة الاخرة لدلالة قوله تعالى " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " ال عمران الآية (169).
طريق الحرية يعتبر جانب من اهم جوانب طريق الحق , فيه يشعر السائرون من اصحاب الحق بالطمأنينة والراحة باستنشاقهم عبير ازهار الجنة , لنصيبهم بالقرب من ضفاف نهر الكوثر بالمسير والسكن في مواطن جنة الخلد التي اعدت للمتقين والشهداء والصديقين .
نحزن لفراق الاحبة حين يتركوا فينا اثر كبير , لطيبة قلوبهم وحسن افعالهم وصدق اقوالهم وثباتهم على المبادئ وتصدرهم للمسؤولية في وقفة الحق بوجه كل من يحاول تشويه صورة الحياة الانسانية الجميلة , ويرافق حزننا الالم والحرقة ان كان الرحيل مفاجئً دون وداع , ونعتصر غيضاً ونشتاط غضباً اذا كان الرحيل بدم بارد , بسبب تهور شخص ان وضعته في كفة الميزان لا تجد له وزناً في مقايس العمل والجد والمثابرة والعطاء والحكمة والتعقل والانسانية التي يحملها صاحب الذكر الطيب والتاريخ الكبير الذي تخلده اعماله وكلماته , لكن القدر اختار كفته , ليشعر الاخرين بالخلل الحاصل في منظومة بلد يعاني بل يتعكز على الافعال التي تظهر الفشل الكبير في ادارته .
رحل صاحب الكلمة الحرة الصادقة الدكتور ( محمد بديوي الشمري) تاركاً لنا تاريخ من العطاء الثّر في سماء الصحافة والأعلام , ومؤسسة تُعنى بالشأن العراقي الذي راح الفقيد ضحية تبعات سياساته , وعائلة مكونة من ( خمسة افراد ) كانت فرحتهم دفء احضان والدهم , والتي تشعرهم بالأمان الذي يفتقدونه في الوطن , وآمالهم تلك الكلمات التي يدرسها والدهم لطلبة الجامعة وهو ينادي الجميع للعيش بحرية في وطن مشرق يتساوى فيه جميع الابناء بالحقوق والواجبات .
فاجعة الرحيل المؤلم بالطريقة البشعة التي ذبحت فيها الحرية على ابواب الرئاسة , بيد اشخاص يمثلون اعلى هرم في الدولة العراقية , وبأسلحة هي ملك الحكومة التي استنزفت الثروات الوطنية من اجل وضعها بأيادي وطنية امينة تملك الحكمة والشجاعة والتدريب لحماية المواطن والذود عنه اذا ما تعرض لخطر , لقد نزلت اصداء تلك الفاجعة كالصاعقة على رؤوس الشعب , الذي لازال يعيش التبعات المدمرة لسياسات الانظمة الدكتاتورية السابقة .
يرى البعض ان القصاص العادل من القتلة وامام انظار الشعب , هو السبيل الوحيد لعلاج احتقان الشارع العراقي وبالخصوص الشرائح المثقفة التي كانت تعمل في مجال عمل الشهيد , لكني ارى ان هنالك حلقات مفرغة كثيرة تعمل تحت مسميات حكومية يجب اجتثاثها , والعمل على اعادة الهيبة لأداء مؤسسات الدولة بعيداُ عن التدخلات القومية والطائفية والحزبية .
عباس ساجت الغزي