يبدو اننا في طور انشاء موسوعة قياسية جديدة تفوق ارقامها القياسية تلك التي اوجدتها (موسوعة غينتس) العالمية الشهيرة , فكل شيء بهذا البلد الذي لم يعد امن , بل تجاوز الحدود القياسية من المعقول , ليتحول بجدارة الى عالم الذهول والاستغراب في اللامعقول , لترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد .
ولو اردنا التعمق في شرح تفاصيل المعاناة الكبيرة ومجريات احداثها لاحتجنا الى موسوعة اضافية تتجاوز ابوابها وفصولها النظريات النسبية لعلماء الطبيعة ونظريات الخلق والنشوء , لذا لابد لنا كأصحاب رسالة انسانية ومهنية ووطنية من تشخيص مفردات بعض تلك السلبيات المدمرة والقاتلة التي يعاني منها الكثيرين من ابناء الوطن , من خلال العمل والملاحظة حتى في اوقات استراحتنا من العمل , لوجود الكثير من الاخطاء وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
بالأمس كان ( عيد الربيع ) الذي يعتبره العراقيين عيد الطبيعة للخلاص من المناخ القاسي الذي يعيشونه على مدار السنة , ليتمتعوا بأيام معدودات في احضان اللون الاخضر , والوان الطبيعة الزاهية التي تنسيهم الملوحة واللون الصحراوي الترابي الذي يغطي كل شيء في المدينة , بدأ بالدور والدوائر والمؤسسات والشوارع والازقة ... وانتهاءً بالنفوس القفرة لبعض الذي ارتضوا على انفسهم ان يفسدوا في الارض بسرقة الاموال المخصصة للحزام الاخضر .
واذا اقتربت الساعة والرغبة بالانتقال الى الاجواء الربيعية فعليك ضريبة تدفعها للعبور للضفة الاخرى او ما يسمى بـ ( مركز المدينة ) المستقبلي حسب خرائط التخطيط العمراني في ذي قار , فعليك عبور قنطرة الساتر الترابي ( ابو جداحة ) فهو الطريق الوحيد الرابط بين مركز المدينة الحالي ( الحبوبي ) ومركز المدينة المستقبلي ( المدينة الجامعية ) , وفي تلك الحالة عليك بجلب دليل من بلدية الناصرية ومديرية الطرق والجسور ومديرية شرطة ذي قار , ولا تستغرب تلك النصيحة .
فالقنطرة دخلت الموسوعة العراقية الجديدة , بأبعادها القياسية التي فاقت كل قناطر العالم , وسعتها وطاقتها التحميلة التي تتحمل كل الاوزان المقررة في الحمولة , وطريقها المعبد بنوع نادر من الاسفلت اظنه من النوع الذي بموجبه سميت مدينتنا باسمها الحالي ( ذي قار ) , ولا يفوتني ان اعرج على العد الكبير من رجال الامن الذين وضعوا في المكان من اجل حماية تلك القنطرة المثيرة للدهشة والاستغراب بكل مقاييسها التي ذكرت .
اتقدم بالتهنئة لحكومتنا المحلية بهذا النقلة النوعية لمركز مدينتنا الجديد , واهنئ بلدية وطرق وجسور ذي قار لعملهم لخدمة المواطن بكل تفاني , ولا يفوتني ان اتقدم بالتهنئة لمدير شرطة ذي قار الذي لم يوفق باختيار ضابط ومراتب تلك السيطرة التي تنصلت عن اداء واجبها في تنظيم السير للعبور على القنطرة , ولا السيطرة على تدهور الوضع الذي كان ينذر بوقوع حوادث لا تحمد عقباها نتيجة تبادل الالفاظ البذيئة بين السائقين الذين استفزهم وقوف رجال الامن للتفرج على معاناتهم , واخبرك سيدي باني مارست دوري في المراقبة وتشخيص الخلل وطلبت من ضابط السيطرة التدخل في حل الازمة على القنطرة , لكنه رفض واسمعني كلام يحتاج الى وقفة كبيرة بخصوص اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب .
عباس ساجت الغزي