العقد الصائب بين الناخب والنائب/علي رهيف زغير

Sat, 22 Mar 2014 الساعة : 11:08

من المعروف منطقيا ان العقد قد ينتهي بتنفيذه او بفسخه او ببطلانه .اذ ينشأ بأتفاق الطرفين وقد ينتهي بأتفاقهما ايضا .والعقد الذي بصدد التحدث عنه هو العقد الاجتماعي أي العقد الذي يتم بين الشعب وممثليه .
فالشعب العراقي بكافة طوائفه وبمختلف طبقاته مارس عملية ديمقراطية كبيرة من خلال انتخابات مجالس المحافظات
ومجلس النواب لاكثر من دورتين لينتج من ذلك حكومات محلية ومركزية تدير امور البلاد في شتى المجالات حيث جرت
تلك الانتخابات وفق عقود ابرمت بين الشعب وممثليه فقدعاهد رؤساء القوائم المنتخبة الشعب على تحقيق آمالهم ومعالجة الامهم وتحقيق انجازات خدمية مقابل الذهاب الى صناديق الاقتراع وانتخابهم والادلاء باصواتهم .معنى ذلك .......ان العقد تم وفق شروط واضحة على اساس اتفاق الطرفين بحسن نية وبصورة غير مخالفة للنظام العام والاداب ......وفوق هذا كله ان كل وزير استلم منصبه ادى يمينا دستوريا امام مجلس النواب المنتخب ......لكن الواقع يفصح عن ان العقد الذي تم بين الشعب وممثليه قد لحقه اخلال بالتزامات كثيرة تتعلق بعدم وجود انجازات خدمية للشعب العراقي حيث ان الذين حظوا بثقة الملايين نتيجة التصويت لهم قد انتقل من مرحلة مصافحة الشعب قبل اعلان نتائج الانتخابات الى مرحلة مصافحة مخصصاته الكبيرة في مجلس النواب والتي تحققت بفضل انتخاب الشعب لهم
وهي مبالغ وامتيازات لم يحلموا بها مطلقا .....وفي نفس السياق فهناك من القوائم بأكملها وخصوصا رؤساء تلك القوائم التي حظيت باصوات لا يستهان بها لم تحرص على حضور جلسات البرلمان لاقرار القوانين التي تخدم الصالح العام فقد تناسوا انهم عندما انتخبوا لمثل هذه المناصب فانهم يمثلون شعبا كاملا ولايمثلون انفسهم وحتى تصريحاتهم عندما نتفحصها جيدا نجدها شخصية خاصة بهم وليس لها صلة بالشعب الذي انتخبهم وهذا شئ يجب الانتباه اليه في الانتخابات القادمة الانتباه الاول يجب ان يكون للناخب فطنة وذكاء في انتخاب من يمثله بشكل حقيقي والتركيز على اختيار العناصر الكفؤة
المخلصة والنزيهة التي تفضل مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية وتهتم بتأكيدات المرجعية الرشيدة في هذا الجانب
.. اما الانتباه الثاني ملقاة على عاتق الحكومة المقبلة وهو الحرص على ديمومة هذا العقد وعدم ابطاله او فسخه كي يكون
عقدا صحيحا صائبا بين الناخب والنائب ....وهذا لايتحقق الا بتوفيق رب العالمين وهداية كل منهما من اجل بناء عراق
معافى ومزدهر بعيدا عن كل صور الطائفية والارهاب ومن الله التوفيق...................................................

Share |