الضحك على الصخرة/طالب حسن
Fri, 21 Mar 2014 الساعة : 19:31

لقد ضحك الكثيرون غباءاً او تغابياً على (صخرة عبعوب) التي صارت مثلاً، لفرط ما تندر منها المتندرون وردّدّها كالببغاوات (بقصد وبسوء نية) بقايا البعثيين. اثاروا نكتتهم السمجة حول المهندس (عبعوب) عندما قال بان صخرة وزنها 150 كيلو، قد وضعت عمداً في مجاري بغداد، فكانت السبب في طفح المجاري وغرق احياء كبيرة من بغداد في شتاء هذه العام. تندروا على (عبعوب) وكأن خباثة من هذا النوع بعيدة عن شوارب اللؤماء (البعثيين وداعش). تندر المغفلين ضاحكين وكأنها نكتة بعيدة عن التصديق. متناسين إن من يسخّر كل الإمكانيات الشيطانية ويطرد من نفسه الخبيثة كل بقايا الطيبة الإنسانية، فيعمد الى فعل ما تعفْ عن فعله الابالسة، سيكون هنالك حدّ لسقوطه الأخلاقي وسيتعفف عن إغراق بغداد بخطة بسيطة وغير مكلفة ابداً، كرمي القاذورات والكتل الكبيرة عمداً في المجاري العامة بغية سدّها.
إن من يقوم بتفخّيخ الحيوانات الاليفة (كالحمير والكلاب) وفخخّ المرضى المتخلفين عقلياً بعد خطفهم من المستشفيات، لا حدّ لسقوطه الأخلاقي. ومن فخّخ جثث الموتى بعد تقطيع رؤوسهم ثم تبعهم ففخّخ شواهد قبورهم، او فجّر سرادقات عزاءهم ليقتل ذويهم ايضاً، لا حدّ لسقوطه الأخلاقي. إن من يلغِّم لعب الأطفال وحافظات النقود ويرميها في الطرقات ليصطاد بها الصبية الصغار ويمزق أجسادهم الغضة البريئة، لا حدّ لسقوطه الأخلاقي يا اولي الالباب. إن من يستهدف بسياراته المفخخة مدارس الأطفال والكراجات العامة والأسواق والعمال المنتظرين للقّمة حلال على أرصفة العمل، لن يتورع عن فعل أخس وألئم الأشياء التي تتصورون، ولن يتورع عن إلقاء صخرة ليغرق بغداد يا عقلاء.
ان الإرهاب ليس فقط قصد قتل الناس ظلماً وبشكل ذريع. بل هناك الآن طبقة من الإرهابيين متغلغلة في مفاصل الدولة كافّة (معلمين ومدرسين وأساتذة جامعات ومدراء عامون تسلقوا الى مناصبهم في حومة التخبط السياسي ووزراء فرضتهم المحاصصة الخ الخ). هؤلاء ومن لفّ لفّهم يعملون في إفشال العملية الديمقراطية في العراق والانقلاب على العملية برمّتها، في الخفاء وبلا هوادة وبدون أي وازع من ضمير. الإرهابيين هنا هم موظفو الدولة، العاملين في دوائرها ومن يتقاضون اجورهم من خزينتها ويطعمون اهليهم من خيراتها ثم يعمدون الى إكمال ما لم يستطع الارهابيون الحربيون فعله.
لقد إتضح بأن للإرهاب في العراق أجنحة (عسكرية وسياسية). الاجنحة العسكرية (كداعش والقاعدة) عبارة عن حثالات الدول العربية المجاورة تقيأتهم دولهم للتخلص من شرورهم، فأغوتهم بالجهاد في ارض الغير (العراق). وإرهاب هؤلاء أيسر لأنه إرهاب ظاهر، واضح الوسائل والغايات.
ولكن الادهى والامرّ والاشدّ على الدولة وطئه، هو إرهاب الجناح السياسي الرسمي المستتر. لأنه يعمل على نقض الدولة ونظامها من الداخل ويجهز عليها من مقتلها. فها هي الأيام قد اثبتت انه حتى نائب رئيس الجمهورية قد كان إرهابياً، يزاول القتل يومياً، معتمدا على مكانته السياسية والحصانة التي منحت له والهويات والباجات التي تعطي لحاشيته (عصابته) حرية الحركة والبعد عن الشبهات ان لم يكن والمسائلة القانونية أيضا. وقس على ذلك عشرات الوزراء ونواب البرلمان العراقي الطلوبين للقضاء ولم ترفع عنهم الحصانة لتواطؤ رئاسة البرلمان معهم.
ان الأمور صارت مع الايام اشد وضوحا. فهناك من يسهم في القتل مباشرة تحت مسميات الجهاد المزوّرة وهناك من لم يستطع ذلك فانه يتبرع لداعش بالمال على هيئة اتاوات يدفعها مختارا وذلك أضعف الايمان!!!!.
ومن كان منهم في السلك الحكومي فهو يعمل كلا من موقعه وهؤلاء أشد على الدولة بلاءاً.
فالشرطي (داعشي الهوى) المرابط لحفظ الامن في الشارع، سيعمل على زعزعة الأمن، اما مباشرة بالسماح بإدخال وانتقال السيارات المفخخة ونقل الأسلحة من مكان الى اخر (فساءت نتيجة لذلك ثقة الناس بالجيش والخطط الامنية التي أضحت مدعاة للسخرية) او بصورة غير مباشرة عن طريق تعمده عرقلة السير وتأخير المارة بحجة التفتيش، بقصد اثارة المواطن ضد أجهزة الشرطة في الدولة (والمواطن يراها تتعمد تأخيره مستهترة بحقوقه في الشارع جيئة وذهاباً). وقس على ذلك: شرطي المرور في الشارع او المحاسب في دائرته وموظف الضريبة والتسجيل العقاري وغيرهم.
ومنهم الجندي الذي ينقل اسرار وحدته الى الأعداء. فهناك عشرات الأمثلة على قيام جنود ومراتب وضباط داعشيون، بنقل أسماء منتسبي وحداتهم العسكرية او المجازين فيها واوقات التحاقهم او خروجهم منها للواجب، لكي يتم نصب الكمائن لهم وقتلهم من قبل داعشيو الجناح العكسري. ان لم يعملوا ايضاً على سرقة التجهيزات والأسلحة والاعتدة وتسليمها للأعداء.
ومنهم الوزير الذي يتعمد الاخلال بمسؤوليته معتبراً إخلاصه في عمله، خيانة لقضية طائفته. لذا يتعمد عدم توفير الخدمات الضرورية للمواطنين مع قدرته على فعل ذلك (وهي مخ مسؤوليته) لكيلا ينظر المواطن للحكومة ورئيسها بعين الرضا ولكيلا تزول أسباب التذمر في حياة المواطن اليومية.
وهكذا عشرات الأمثلة على مناصب ومواقع حساسة في الدولة وعناوين وظيفية عالية لا تعمل لمصلحة الوطن والمواطن بل لصالح الطائفة ومن وراءها داعش كتحصيل حاصل.
اننا نتوقع من هؤلاء اللؤماء الذين اعماهم الحقد الأسود عن كل فضيلة ان يفعلوا كل شيء يستطيعه الخبث البشري. ولن نعجب يوميا إذا قال (عبعوب آخر) إن هناك من سمّم ماء نهر الفرات (النازل الينا من جمهورية داعش) او إن تاجراً داعشياً قد استورد منتجات سعودية تحمل الاشعاع القاتل او السيانيد المميت، لان الشواهد على لؤمهم باتت أكثر من ان تحصى ويفترض بالمؤمن ان لا يلدغ من جحر مرتين
لذا (إذا قال عبعوب فصدقوه ......فان الصدق ما قال عبعوب).