الشباب عنوان التغيير ومادته/طاهر مسلم البكاء

Thu, 20 Mar 2014 الساعة : 1:53

الشباب هي مرحلة تبلور شخصية الفرد وعنوان الطاقة الخلاقة التي يمتلكها المجتمع وربيع الأمة الذي سوف يزهر ليولد المستقبل ،انهم امل البلاد وثروتها الكبرى التي تتصدر الثروات الأخرى ، اذ لافائدة في الثروات الموجودة اذا لم تحفز سواعد الشباب لوضعها مواضع الفائدة العملية التي يستفيد منها المجتمع .
وتحدد الأمم المـتحدة فئة الشـباب بين ( 15 – 24 ) سنة بينما تكون بين ( 15 – 25 ) وفق معايير البنك الدولي ،وهناك من يمتد بها حتى الثلاثين .وفي العراق تعتبر نسبة الشباب العالية بين الفئات العمرية الأخرى تعويض لما مر ويمر به العراق من ظروف الحروب والأرهاب .
تعرض الشباب للأهمال :
يتعرض الشباب في العراق للأهمال الكبير وعدم وجود أي برامج تسند ملكات نموهم الطبيعية والطاقات الهائلة التي يمتلكونها ،فتذهب هذه الثروة هباء اما في اعمال سلبية او تقتل روح الأندفاع والعنفوان بالفراغ والتسرب من الدراسة والبطالة والأعمال الغير مناسبة التي يجبرهم شظف العيش على اللجوء اليها ،وليس هناك أي برامج واضحة وثابتة لتنظيم العمل الشبابي وتفتقد الساحة العراقية من أي مراكز شبابية او منظمات رسمية تعنى بالشــباب باسـتثناء بعض الجهود الفردية التي لاترقى الى وضـع حلول واضحة لهم رغـم انهم عماد مسـتقبل البلاد الـذي نحلم ان نـراه زاهيـا ًجميـلا ًيـعوض الأجيال السـابقة ماعانته من الحروب والحرمان .

العولمة والشباب :
كنتيجة للفراغ الداخلي والأهمال يجد الشباب انفسهم امام برامج الفضائيات والتي اغلبها يمكن وصفها بالبرامج المتدنية تقدم التسلية والأمور الفارغة الأخرى كالأبراج وطلبات الأغاني وغيرها مما لايبني تنمية عقلية وفكرية بأحوج ما تكون اليه عقولهم الفتية ،والتي هي بحاجة الى برامج تخاطب الوعي العلمي والثقافي في عصر الأنفتاح على افاق العلم والتطور التكنلوجي الذي بدأنا لانعرف منه سوى استهلاك ما ينتجه الآخرون لنا ،ونعتقد ان بعض هذه البرامج هي نتاج لأنغماس الدولة في الوضع الأمني واهمال الجوانب الأخرى . كما يتوجب ان ننشأهم على مبادئ حب الوطن بعيد عن الطائفيات والعصبيات التي لم تجلب للجيل السابق سوى الأحتراب والكراهية وعدم الثقة .
الحلول التي يمكن للدولة ان تقوم بها :
- تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والثقافية والأجتماعية ،فمثلا ً ابتداء عمر المرشح للبرلمان ومجالس المحافظات يجب ان يشمل فئات الشباب أي يكون من 25سنة .
- العمل على ايجاد فرص عمل للشباب بأعتبارهم في هذه الاعمار طاقات وموارد بشرية يجب الأستفادة منها وعدم اهمالها .
- تهيأتهم فكريا ً ليكونوا عماد لعراق المستقبل الذي لاتفرقة ولاتمييز بين ابناءه بتعميق حب الوطن وروح التعايش ومبادئ الشرف والكرامة بين ابناءه وترسيخ مبادئ الحوارو تقبل الرأي والرأي الآخر ،وهذا يتطلب اصلاح النظام التعليمي كاساس ودعامة لبرامج الشباب .
- الأستفادة من مهارات وافكار الشباب ومساهماتهم العلمية بتشجيعها وفتح مراكز الشباب في كل قضاء وناحية لتكون ملتقى لهم و تعنى بمساهماتهم واهتماماتهم .
- ايجاد فرص للعاطلين عن العمل منهم ،فبلادنا ليست بحاجة الى المستورد من السلع واصناف الأغذية بقدر حاجتها الى المعامل والمصانع التي تيسّر لشبابنا العمل وتوفير احتياجات البلاد بأعتمادنا على انفسنا ،وهو الطريق السليم الذي يضمن الأستقلال السياسي والأقتصادي .

ان اهمال الطاقات الشبابية وتهميشها هو قتل لثروة عظيمة يمكن استخدامها في البناء واعادة الأعمار ،وكسب هذه الطاقات المتفجرة والمتهيأة لأستقبال الحياة بأمل كبير هو معالجة للكثير من مشاكل البلاد ومنها الملف الأمني والملف الأقتصادي والسياسي ،ان انشغال البلاد بورش العمل المثمر واعادة بناء العراق سيؤدي الى الهدوء المنشود والأستقرار المطلوب لتقدم البلاد وخدمة ابناءها .

Share |