عبد الباري عطوان منافق مزدوج ../عزيز الخزرجي

Wed, 19 Mar 2014 الساعة : 0:13

أتعس ما في الوجود ؛ حين تقف أمام منافق مزدود في قضية مصيرية, ربما هي أم القضايا!
و آخرها ما كتب بعنوان: المعارضة السورية و مشروعها بيع الجولان لاسرائيل اثمن هدية للرئيس الاسد ..
قبل الدخول في التفاصيل؛ كان هذا العرّاب الفلسطيني ألنزق عموداً للدكتاتورية الصداميّة كما لأنظمة العربان .. كأي فلسطيني باع ضميره للبدو و لأسرائيل في نفس الوقت مقابل الريال و الدولار ألمزدوج, بإعتبار مصير العربان خصوصاً حكوماتهم إرتبط بشكل مصيريّ بآلحكومة الأسرائيلة بعد إصطفاف الأمة في جبهتين؛ جبهة الحق بقيادة إيران و جبهة الباطل بقيادة إسرائيل ألممتدة من بلاد الشام ثم العراق حتى دول العربان في الخليج!

لهذا نرى أن هؤلاء الشرذمة الممسوخين كآلعطواني الذين لا هم يهود مخلصين 100% على وجه و لا هم عرب مخلصين و لا أيضاً بآلتبع مسلمين, لأن المسلم بعيدٌ عن النفاق على أقل تقدير!

لهذا لا تستغربوا حين ترون العجب العجاب من مواقف الحكام الظالمين العرب و في مقدمتهم النظام السعودي و الأردني كأتعس و أنفق و أجرم نظامين عاهرين على سطح الكرة الأرضية إطلاقاً!

حيث يُحمّل و ينسب أخطاء و عمالة و إجرام المعارضة السّورية الأرهابية إلى آلنظام السوري نفسه الذي يقاتل الأرهابيين في معادلة لا أدري كيف إستطاع تخريجها هؤلاء المنافقين !؟

يقول ؛ [لقد قدم الدكتور كمال اللبواني عضو الهيئة التأسيسية في الائتلاف الوطني السوري (هدية) ثمينة جداً للرئيس السوري بشار الاسد عندما كشف عن مشروع يرتكز على بيع هضبة الجولان السورية المحتلة الى اسرائيل مقابل احلال السلام معها، و وجه ضربة قوية للآمال العربية الاسلامية باستعادة الحقوق المغتصبة في فلسطين، و دعم اقوى للمشروع الاسرائيلي].
و آلأغرب أنّه يُضيف: [الاخطر من ذلك ان السيد اللبواني الذي لا ينطق عن هوى طالب اسرائيل بالتدخل عسكريا لدعم المعارضة السورية، واسقاط نظام الرئيس بشار الاسد واقامة منطقة حظر جوي في جنوب سورية مساحتها مئة كيلومتر مربع].
هذا العرض السخي من قبل الدكتور اللبواني الذي لم يستفت فيه الشعب السوري او يستشيره او بعضا منه على الاقل، يعطي مصداقية كبيرة لما كان يردده النظام السوري منذ بداية الازمة قبل ثلاث سنوات بأنّ سورية تتعرض الى “مؤامرة” تهدف الى تدميرها، و استنزاف جيشها، و تقسيمها الى دويلات على اسس طائفية وعرقية.

هنا نسى أو تناسى العطواني قول الحق, حين خلط أسباب المحنة في بلاد الشام متهماً النظام و المعارضة في تخريجة لا تنطلي حتى على الساذجين بآلقول:
[من الواضح ان الدكتور اللبواني عندما تقدم بهذا المشروع المفاجيء انما يرسم خريطة طريق المعارضة في المستقبل المنظور، ويكشف عن خطط لتحالف استراتيجي مع اسرائيل لاسقاط النظام السوري، مقابل حصولها على هضبة الجولان كمكافأة لها على هذه الخدمة الجليلة وفق ما يوحي به صاحب هذا المشروع الذي تطوع بان يكون “سادات سورية].
ولا نعتقد ان الدكتور اللبواني هو الاب الوحيد لهذا المشروع، ولا بد ان هناك جهات عربية واجنبية اختارته لكي يكون “واجهة” او “اداة” لطرحه على الملأ، وعبر وسائل الاعلام في عملية “اشهار” محسوبة ومدروسة بعناية فائقة، و حتما ستظهر الحقائق جلية فيما هو قادم من ايام.
***
الدكتور اللبواني اعترف في حديثه لصحيفة “العرب” الصادرة في لندن ونشرته اليوم، ان مشروعه مشترك سوري دولي تم التوافق حوله مع عدد كبير من القوى، ومنهم ضباط كبار وقادة في الجيش الحر، اي ان هذا المشروع ليس وليد الساعة، وانما هو ثمرة اتصالات مع قوى سورية واخرى عربية ودولية وبرعاية امريكية غربية.
فليس من قبيل الصدفة ان يأتي الكشف عن هذا المشروع بعد عشرة ايام فقط من اجتماع قيادة الائتلاف الوطني السوري في اسطنبول واختيارها العميد عبدالاله البشير رئيسا لهيئة اركان الجيش السوري الحر، خلفا للواء سليم ادريس وتعيين قيادات جديدة للوحدات العسكرية المختلفة.
و لعله ليس من قبيل الصدفة ايضا ان تكشف صحيفة “معاريف” الاسرائيلية ان العميد البشير تدرب على ايدي جهاز الموساد الاسرائيلي بعد علاجه في احد المستشفيات الاسرائيلية، ولم يصدر حتى كتابة هذه السطور اي نفي لخبرها هذا من العميد البشير او غيره.
بعض فصائل المعارضة السورية والداعمين لها، كانت تؤكد دائما في ادبياتها ان النظام السوري يتلقى الدعم من اسرائيل ويسهر على حمايتها، وها هم يكشفون بأنفسهم كتابيا، ان العكس هو الصحيح، وان علاقتهم، او بعضهم، باسرائيل قديمة جدا، ويتباهون بها.

و رغم إن العطواني يعرف كما يعرف كل منافق بأن إيران هي الدولة ا لأولى في العالم التي رفعت العلم الفلسطيني بدل العلم الأسرائيلي على سفارتها, فأنه يذكر بأن اللبواني لم يكن منصفاً حين حين حاول إلقاء اللوم على إيران بدل إسرائيل, بآلقول:

[الدكتور اللبواني قدم شهادة براءة، وحسن سير وسلوك لاسرائيل من كل جرائمها بحق الامة العربية، فلم يكتف فقط ببيعها الجولان، بل وزاد عليها مدينة القدس وباقي الاراضي العربية المحتلة، عندما وصفها بالحمل الوديع، ونفى عنها صفة التوسع، و الصقها بايران، وهذا ما يردده بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي دائما].
و يضيف العطواني:
[نسجل هنا ما قاله الدكتور اللبواني بالحرف في هذا الخصوص )اسرائيل دولة توسعية كما يقال.. هذا صحيح.. ولكن ما هي القدرات التوسعية لاسرائيل؟ عدة قرى حول القدس؟ اجزاء من وادي عربة؟ لكن انظر الى القدرات التوسعية لايران التي تصل الى اليمن والسعودية وسورية ولبنان والعراق والبحرين وبقية الخليج.. من هي الدولة التوسعية اذن ايران ام اسرائيل)].
وينسى او تناسى الدكتور اللبواني كما العطواني في غمرة هذا الغزل باسرائيل، و تبرئتها من كل جرائمها في حق الشعب السوري والعرب والمسلمين جميعا، أنّها تحتل اراض سورية و لبنانية و كل فلسطين، وتملك اكثر من ثلاثمائة رأس نووي، و ترسانة ضخمة من الاسلحة التقليدية والكيماوية.
شخصيا اصبت بحالة من الغثيان عندما قرأت الفقرة التي قال فيها الدكتور اللبواني وانقل بالحرف [هناك فرق ما بين تدخل اسرائيل في جنوب لبنان، وتدخلها في سورية، ففي جنوب لبنان دخلت كقوة احتلال بينما ستدخل الحرب في سورية كقوة تحرير].
وهنا مفارقة قوية إستحمرت الكثير من العربان البدو في بلاد الشام و الأردن خصوصاً!

لقد اصبت بالغثيان و آلتّقيؤ؛ لانني لم اتصور في اي لحظة أو مقطع من حياتي ان اسمع عربيا مسلما، او هكذا افترض، يصف اسرائيل كقوة تحرير في سورية او اي بلد عربي آخر!
و يقول اللدواني الذي يفترض به أن يكون مثقفاً:
[انتظرت اكثر من 12 ساعة بعد تصريحات (اللبواني) لعلي اسمع معارضا سوريا واحدا، قياديا او نفرا عاديا، يعترض على تصريحات و مشروع الدكتور اللبواني، و لكني لم اسمع ايّة ادانة، او نأياً بالنفس عن هذه الخطيئة على آلأقل، و يبدو ان انتظاري سيطول].
مرة اخرى اقول ان هذا المشروع التآمري على الامة العربية وقضيتها المركزية، ليس وليد الساعة، وانما ثمرة مخطط كبير جرى اعداده ووضع تفاصيله، وتوزيع ادواره، بعناية شديدة، وتعلم به، وتتطوع لتنفيذه دول عربية رصدت المليارات، ووظفت فضائيات عملاقة لانجاحه على الارض.

اشعر ان السنة الرابعة من الازمة السورية او “الثورة” السورية التي تبدأ السبت، ستؤرخ لبدء مرحلة التدخل الاسرائيلي العسكري العلني، و تكوين جبهة عربية اسرائيلية موحدة لاحتلال دمشق انطلاقا من الجبهة الجنوبية بدعم من آلأردن، و من مدينة درعا على وجه التحديد، التي شهدت انطلاقة الاحتجاجات الشعبية ضد النظام!
هذه ليست صدفة!؟
عندما قال جون كيري وزير الخارجية الامريكي لوفد المعارضة السورية عندما التقاه في جنيف؛[ ان المرحلة المقبلة ستكون “تسخين” الجبهة الجنوبية السورية لم يخطر في بالنا مطلقا، ونعتذر عن جهلنا، ان هذا التسخين سيتم على يد اسرائيل، و بطاريات صواريخ الباتريوت الامريكية التي في حوزتها التي ستفرض المنطقة العازلة تمهيدا لانطلاقها نحو دمشق].
لست خبيرا عسكريا، ولكن التاريخ القريب جدا، يؤكد لنا، ان كل الذين اقاموا مناطق حظر، او احتلوا ارضا عربية وحولوها الى مناطق عازلة في لبنان او العراق او قطاع غزة منيوا بهزائم مذلة واولهم اسرائيل، ولا اعتقد ان منطقة الحظرالجوي في درعا ستكون استثناء.
تحرير القلمون يوم أمس و من قبله القصير و مناطق ستراتيجية أخرى تؤشر بقوة أن الجيش السوري البطل و حزب الله و بدعم من إيران ستحبط كل المحاولات الأسرائيلة – العربانية البدوية بإذن الله.

حيث لم يبق سوى تحرير درعا و بعض المناطق الغير الأستراتيجية لينتهي الأرهابيون الصهيوسلفيون للأبد!

ألمؤسف جدّاً في نهاية هذا السيناريو أن ألذي يلفت نظر المتابع حتى البسيط في مثل حقيقة هذه الشخصيات الكارتونية المزورة, أنهم إستنكروا أو تنكروا بغباء واضح ربما بسبب نفاقهم الذي لا علاج له؛ تنكروا للحق ألذي خلطوه مع الباطل في محاولة بجعل اليهود بمستوى المسلمين بل و جعل إيران أسوء من إسرائيل .. لحرق الحق مع الباطل الذي أيّدوه طويلاً من دون نتيجة, بسبب عقيدة البدو العربان الهشة التي إستمدت جذورها من أمّ جميع الخبائث و المؤآمرات في سقيفة بني ساعدة!

حيث نقل العطواني في مقاله عن اللبداني: [اسرائيل دولة توسعية كما يقال.. هذا صحيح.. و لكن ما هي القدرات التوسعية لاسرائيل؟ عدة قرى حول القدس؟ اجزاء من وادي عربة؟ لكن انظر الى القدرات التوسعية لايران التي تصل الى اليمن والسعودية وسورية ولبنان والعراق والبحرين وبقية الخليج.. من هي الدولة التوسعية اذن ايران ام اسرائيل؟].
فهل شعب متخلف غبي مثقفيه بهذا المستوى يمكن أن يفلح يوماً!؟ و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي

Share |