مــن الـقـصـيــر الــى يـبـــرود التـاريخ يكـتب صـفحـات النصـر /د احمد الاسدي
Tue, 18 Mar 2014 الساعة : 23:57

عـنـدمـا نقـول كـل يـوم انتصـار وكـل يـوم تتكشـف حـقـائـق , فـاننـا لـم نتحـدث عـن اوهـام ولا نعيش احـلام , ولا نـردد شـعـارات ولا نخـتلق قصص اونلـفق اخبـار وروايـات , بـل نـسـتقـرأ مـعطيـات يعبـر عنهـا واقـع فعلـي عـلـى الارض , فـبعـد هـزيمـة الارهـاب ومـرتـزقـتـه وداعميـه والقـائميـن علـى أمـر مجـاميـع اجـرامـه مـن عـربـان وصهـاينـه وامـريكـان فـي القصيـر , قـلنـاهـا بكـل ثقــه , إنَ مـا قـبـل القصيـر ليـس كمـا بعـده , وإن تـقـويـم تـاريخـي جـديــد خطـه ابطـال الجيش العـربي السـوري واخـوتهـم ورفـاقهـم بالبندقيـة والنهـج المقـاوم مـن رجـالات حـزب الله ونـِـخـَـبــه الصـائلــه , وهـا هـي الايـام تـلـغـي كـل احـلام الخـائبيـن , وتنـسـف كـل تقـولات الحـالميـن , وتـؤكـد صحـة النهـج ودقــة الاسـتراتيـج وصـوابيـة الخـط والفعـل الميـادنـي والسـيـاسـي الذي عمـلت عليـه القيـادة السـوريـة , وعلـى رأس شخـوصهـا الاخ الرئيس بشـار الأســد وحـلفـاء العهـد والاخـوة والبندقيـة فـي محـور المقـاومـة وفـي مقـدمتهـم رجـالات نصـر الله ووعـده الصـادق , علـى جميـع اصعـدة التصـدي لصفحـات التـآمـر والاستهـداف والعـدوان طـوال سـنـوات الأزمـة الثـلاث , حـيث الخيـار العسـكـري والجهـد الدبلـومـاسي والصمـود الداخـلي والتعـامل المـبدئـي مـع تحـديـات المـرحلـة بـمنهجيـة سحـب الأبسطـة مـن تحـت الاقـدام وتعـريــة اصحـاب النـوايـا وتقـزيـم مخططـات الاستهـداف , والـذهـاب خـطـوة بخطـوة الـى ضفـة النصـر مـن دون التضحيـة بالثـوابت , وهـذا الأمـر طـالمـا أبغض الكثيـريـن , وأيقظ الاحـقـاد فـي نفـوسهـم المـريضـه , فكلنـا نتذكـر مـا قـال و تقـول الخـائبيـن فـي مـوضـوعـة الكيميـاوي , ونسـتذكـر تفـاهـات تنظيـرات آخـريـن بشـأن الذهـاب الـى جنـيـف 2 , وذاكـرتنـا زاخـره بـكـل مـا ذهـب اليــه اصحـاب النـوايـا والأغـراض بتشـكيكـاتهـم بمبـدئيــة تحـالفـات دمـشــق مـع اصـدقـاءهـا , وراهنـوا علـى انقـلاب المـوقف الـروسـي , ومنـوا أنفسهــم بـأوهـام أن تبيـع طهـران حـليفهـا الدمشــقي , واجتهـدوا بتثبيت خيبـة طـالعهم عـن غـرق حـزب الله فـي مستنقـع حـرب اهليـة مـع خصـومـه , وحـرضـوا بـدس سموهـم فـي عسـل الكـلام والنصـائح الخـائبـة التي المفهـومـة دواعيهـا ومـن هـو وراءهـا .
معـركـة القصـيـر غـيـرت مـلامـح خـرائط الحـدث السـوري داخليـا واقليميـا ودوليــا وأخـضـعت جميـع اللاعبيـن الـى شـروط نتـائجهـا , فكـان مـا كـان مـن طـلاق قطـري سعـودي , واحتـدام تـركـي سلولي , وتفـكـك وتشـرذم فـي اعـتلافات المعـارصـه وقطعـانهـا , واقـتتالات بيـن داعشهـا ونصـرتهـا , واحـتـراق ورقـة مـا يسمـى بالجيش ( الح ر ) وإنكشـاف حـقيقــة كتـائبـه وفصـائلـة الكـارتـونيــه , وذهـاب امـريكـا وعـربـانهـا وادواتهـا الـى جـنيـف 2 صـاغـريـن راضخيـن , و تبخـر طـرهـات فـريق 14 اذار لبنـانيـا وتـذري خطـوطهـم الحمـراء مـع ادراج الريـاح , وجـلوسهـم على طـاولة الحـوار خـاضعيـن , وقبولهـم بحكـومـة فيهـا حـزب الله وبيـان وزاري حفظ حـق اللبنـانيين بمقـاومـة اسـرائيل مـذعـوريـن , وابتلاعهـم شـرطيـة انسحـاب المقـاومـة مـن ســوريــة ورضـاءهـم بـواقـع امـرهـا راكعيــن .
مثلمـا كـانت ملحمـة القصيــر حـدا فـاصـلا لمـرحلتيـن , فعلـى الـذيـن لا زالـوا يـركبـون امـواج اوهـامهـم ويعيشـون منفصـليـن عـن واقعهـم , أنْ لا يـراهنـوا علـى المجهـول الـى مـالانهـايـه , فـالنـتـاج المستقبـلي لإنتصـار معـركـة يبـرود سيكـون معـززا للـواقـع الذي فـرضتـه معـركـة القصيــر ولايقـل اهميـة عنـه , سـواء علـى مسـتـوى الحسـم العسكـري النهائـي لمعـركـة التصـدي للارهـاب واقـتلاع جذورة مـن اصـولهـا علـى امتـدادات الجغـرافيـة السـوريـة , او بمـا يخـص افشـال واسقـاط مشـروع استهـداف المقـاومـة فـي لبنـان و محـاولات عـزلهـا عـن عمقهـا الاستراتيجـي السـوري والاستفـراد بهـا وتجـريدهـا من احـد واهـم اعمـدة مقـومـات صمـودهـا وبقـاءهـا .
صـفحـات الحسـم العسكـري والانتقـال مـن تكتيكـات الاحـتـواء الـى اسـتراتيجيـات الهجـوم والانتصـار ابـتدأت فـي القصـيـر و لـن تـتـوقف عـنـد حـدود القلمـون , ولا علـى مشـارف حـلب , ولا فـي الـرقـة وديـر الـزور , بـل ســتأتـي علـى كـل جـيـوب الارهـاب وحـواضنـه ومـفـاقـس تفـريـخ مـرتـزقـتــه علـى امـتـدادات الجغـرافيـة الســوريـة , ولا نبـالـغ اذا قـلنــا إنَ ســوريـة سـتحـارب الارهـاب مـع حلفـاءهـا اينمـا تـواجـد فكـره التكفيـري الوهـابي القـذر , ســواء بجهـدهـا وخبـرتهـا التي اكتسبتهـا من سنـوات حـربهـا على الارهـاب الثـلاث , او مـن خـلال التشـبيـك الاسـتراتيجـي لجهـدهـا العسـكـري مـع جـوارهـا الحـليـف فـي العـراق ولبنـان .
17 اذار 2014