المطلوب من المؤتمرين لمكافحة الأرهاب/طاهر مسلم البكاء
Tue, 18 Mar 2014 الساعة : 23:34

انه يشبه الى حد بعيد مؤتمرات العرب الذين يجتمعون دون ان تكون هناك ثقة لبعضهم بالبعض الآخر ويتحدثون ويصرحون دون حل أي مشكلة ثم يثبت بعد ذلك ان كل منهما ينوي نوايا السوء للآخر،وهكذا يتفرقون ببيانات رنانة على الورق وبواقع مأساوي على الأرض ،والسؤال الملح هو هل ان العراق اليوم بحاجة الى مؤتمرات ام الى اسناد عملي لأستعادة قدراته القتالية التي حطمت بتحالف دولي قادته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ؟
ان ما يعرف بالأرهاب على ارض العرب معروفة مصادره ومموليه ومعروفة اسباب مده بالدعم المالي والعسكري وتقوية منابعه بدلا ًمن تجفيفها ،و ان بعضا ممن يشجعون هذا الأرهاب ولم يحركوا ساكن لمناهضته موجودون فيه ،وان ماتعرض له العراق من هجمة ارهابية مستمرة لا تعني القتل المستمر لأبناءه وسيل الدماء المستمر فحسب بل تعني استهداف لحاضر ومستقبل العراق وتهميش ما عرف به من قدرات وتدمير لثرواته واستمرار تعرضه لأهداف مخططة محسوبة ،يخفيها اختلاط الحابل بالنابل في الفوضى العارمة التي تعم العراق ودول المنطقة ،ويغذيها الأمراض الطائفية والمذهبية التي اذكاها من لهم مصالح في تقزيم العراق وتحويله الى دويلات متصارعة يقاتل بعضها البعض ،وهذا ما بدأت بوادره تلوح في الأفق اليوم وبوضوح شديد .
هل العراق بحاجة الى مؤتمرات :
ان الوضع العراقي الحالي معروف للعالم اجمع حيث تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من تجميع العالم ضد العراق في حربين كبيرتين وحصار قاسي لم تشهده البشرية من قبل ،عانى منه كل أطياف شعب العراق ونال الفئات الفقيرة اكثرمما طال السلطة الحاكمة ،وان ما يحصل اليوم في العراق من حروب ارهابية وتدمير مستمر للأمن والبنى التحتية هو من تبعات تلك الأحداث التي اشترك فيها اغلب دول العالم ،اذن والحال هذه فمن باب اولى ان تشترك كل دول العالم في دعمه ماديا ًوعسكريا ً ومعنويا ً وخاصة تلك الدول التي اشتركت في تحطيم جيشه وتفكيك قواته الأمنية .
ان مثل هذا الاجراءسيضيف مصداقية لتشدق الدول المعنية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالعدل والأنصاف واحترام حقوق الأنسان والتي هي متهمة اليوم باستخدام حقوق الأنسان ومبادئ الحرية مطية لتحقيق اهدافها ومصالحها الخاصة في صورة مماثلة لما يحدث عندنا اليوم في العراق من الصاق صورة وعلاقة حزب البعث بكل من يعادونه ويريدون تسقيطه !
ان العراق اليوم ليس بحاجة الى مؤتمرات باذخة تزيد ما يهدر من قوت الشعب الذي ترك محتاجا ً وهو يجلس فوق بساط من الثروات ، بل انه محتاج الى الخبرات العسكرية والى السلاح والى المعونة المباشرة والى التكنلوجيا الحديثة في ردع الأرهابيين الذين تركوا يجتازون الحدود بسلام ويجلسون وسط عوائلنا وبالتالي اصبح لايعرف من الحرامي ومن رب المنزل ،وهذا من الصعب ان يحدث في الوضع العراقي الراهن دون مساندة دولية مكثفة .
الشعب يجهل الكثير :
ان عامة الشعب تجهل الكثير عن فحوى ما وقع من اتفاقيات تلت الأحتلال الأمريكي وما تبعه من انسحاب لجيوشه من العراق ،ولكن الظاهر كما يبدو ان هناك قيود ثقيلة على حرية العراق في تسليح جيشه وتدعيم قدراته الدفاعية ،كما يظهر ان حصوله على اسلحة حديثة ليس سهلا ً وحتى ولو كانت لأغراض الدفاع عن النفس ،وهذا امر محير حقا ً يذكرنا بالمثل العراقي الشعبي ( لا أغنيك ولا أخليك تجدي ) .