صرخه مخ في زمن صمته مباح /حميد شاكر الشطري
Tue, 18 Mar 2014 الساعة : 0:12

عودنا النشاط المدرسي في الناصريه بقاعته ومسرحه المتواضع ان يحتضن اعمال فنيه مجانا بعيدا عن الايجار والمساومات الاخرى الذي نشهدها في بهو بلديه الناصريه وهذا شيء يحمد الله عليه لنقول ان الحركه المسرحيه لاتزال على قيد الحياة لهذه المدينه المعطاء العريقه بفنها التي لم تطاله يد (واد البنات) في الجاهليه
حاضنه الابداع مجددا تحتضن عمل مسرحي صامت كان الاول من نوعه انه مسرحيه صرخت مخ تاليف واخراج المتالق المبدع حيدر مكي
قدم هذا العمل من نقابه الفنانين فرع ذي قار بالتعاون مع مؤسسه عمار الخيريه الدولية
انها الصمت المباح فعلا الذي لابد لنا ان نقف له دقيقه صمت في زمن صمته مباح
حيث تحدث المؤلف عن هذه الحكايه التي جسدها مبدعنا بالحركه والايماءه وموسقها بالشكل الذي اراده ان يصل الى ذائقه المشاهد
هكذا يقول في زمن سلب فيه كل شيء ..وسرقت فيه الافكار.. برز سراق من نوع اخر.. انهم لصوص الكلمة والمنجز.. زوروا التاريخ وشهادات ميلادهم ..صاروا اهل علم وهم من الابجديه الاولى براء.. جماجم فكر فارغه ..انتحلت وانبتت بذار افكار غيرها ..انها سرقه العصر.. سرقه من نوع اخر.. وادعاء على الكلمه والموقف.. مما ادى بالعقول المنتجه الى الغياب ..في يباب الفكر.. هذا او تخمه الخطابات وارتفاع ضجيج الكلمه بالعنف والشد والجذب ..كان لابد من الاشارة بصمت من خلال( صرخه مخ )
هكذا نورتنا كلمات المؤلف من خلال عملنا الذي جسدته شخصيات اتعبها وأضناها عطش صحراء الفن
فكان (حيدر مكي ) مدير المصح العقلي والمهرج و 0(حمدان حسن البدري ) الجنرال 0و(صفاء عبد الحسين ) الكاتب 0و(علي عبد الحسين كشاش )مسخ1 0و (علي قاسم حسن ) مسخ 2 0
هذه المسرحيه من نوع البانتو مايم اي المسرح الصامت الذي لم نشاهده في مسرح اليوم لكن حيدر مكي جائنا بهذه التحفه النادره ليطرز بها هديته لجمهور الناصريه المثقف الذي لايتاثر بطوفان الكلمه الظاله والديمقراطيه العرجاء والحريه الباهته
انها صرخه وقفزة جديده في مسرح ذي قار لما طرحته من مدلولات وافكار ندر ماتم طرحها سوى على مستوى التاليف او الاخراج او التمثيل
وقد وفق المخرج في اختياره لنخبه ممتازة من خيرة فناني المحافظه للشروع بهكذا عمل حيث قدموا عملا مسرحيا جريء وكان الذي جسده جماعه من الصم والبكم تمنيت لو يتم استدعاء جميع الصم والبكم في المحافظه كي يزدادوا ثقافه وحبا للمسرح في الناصريه
لقد جاء هذا العمل متماسكا ومتجانسا مع جميع التقنيات تميز باداء الحركه الجسمانيه والمرونه الجسديه متوافقا ناجحا بين كل الممثلين
ان المسرح الصامت ليس سهلا كونه يعتمد على قدرات تمثيليه وممثلين لابد ان يتقنوا الحركه المسرحيه المؤثرة الموصله للمشاهد وان كان ذلك العكس فان العمل كله لابد ان يدرج ضمن قائمه الاعمال الهابطه وهذا الشيء لم نجده في مسرحيه صرخه مخ
فعلا وجدنا هذه الصفات لدى كادر العمل وخصوصا الفنانين حمدان حسن البدري وصفاء عبد الحسين اللذان عودانا على مثل هكذا عطاء من قبل ..فكان لادائهما تميزا ملحوظا في التمثيل والاسترخاء التام والقدره الفائقه لاداء الحركات الجسمانيه التي تدخل ضمن محتوى العرض
وكان حمدان الاكثر تميزا من سابقه في العمل لادائة الرائع في ادخال الحركات الجسمانيه التي ترفع من شان محتوى العرض ..انها تجربه جديده وبشاره خير.. حقا للمسرح الجسد فهذا هو الابداع والمبدعين في عاصمه الثقافه مستقبلا في ناصريتنا الفيحاء وقد وفق كادر العمل بتقديم عرضا ممتعا حيث كان للموسيقى وتوليفها وتجميعها وتنفيذها (حيدر مكي ) وتصميم وتنفيذ الانارة (بشير ثامر ) والاداره المسرحيه 0مسلم حسن ) وحسام الخباز الاثر الاكبر للنهوض العمل
رغم الامكانات القليله والدعم الذي لا يلاحظ من الجهات المسؤوله رسميا ..الا ان كان لمديريه النشاط المدرسي ولشخص الاستاذ حسين ناصر مدير النشاط بتوفير قاعة عرض وللحزب الشيوعي العراقي فرع ذي قار بتوفير قاعه تمرينات ولمؤسسه عمار الخيريه الدوليه المتمثله بشخص السيد اسعد محمد حنون لدعمها ماديا و معنويا وتوفير مستلزمات العمل ..الاثر البالغ
يبقى ان نقول ان الاثر الاكبر لانجاح العمل هو الحضور المتمميز في قاعه العرض من جمهور احب المسرح
اتعبنا القول مرارا وتكرارا بان الحركه المسرحيه بحاجه الى دعم مادي والى منتج والى رعايه واحتضان وكذلك حضور المسؤول لمشاهدة اعمالنا الفنيه لنقل معاناه وابداعات الفنان الذيقاري من خلاله الى جهات ذات علاقه ولكن للاسف الشديد ان اغلب عمالنا او 90 % منها لم يشاهد اي مسؤول حضر ويحق لي القول ان اقول بارك الله بمن يحضر لدعم الحركه المسرحيه في الناصريه
ومن الله التوفيق
