المطالبة بتعويضات الحرب و جيوب ممتلئة بالدم والجرب!-خليل الفائزي
Thu, 18 Aug 2011 الساعة : 0:44

خبران نشرا في آن واحد بشأن مطالبة بعض المسئولين في إيران والعراق كل طرف من الطرف الآخر دفع تعويضات مالية عن خسائر و دمار و ضحايا الحرب بين البلدين و التي دامت 8 أعوام.
و نقرأ هذين الخبرين معا:
الأول:نائب عن العراقية: نطالب ايران بدفع 700 مليار دولار تعويضا عن الحرب التي شنتها على العراق!
طالب نائب عن ائتلاف العراقية في الذكرى الثالثة والعشرين لإنتهاء الحرب العراقية الايرانية، إيران بدفع تعويضات تقدر بنحو 700 مليار دولار عن الحرب مع العراق، مبينا ان الأمم المتحدة ولجان مختصة تشير الى ان العراق كان يرغب بالسلام ولكن إيران كانت تصر على الحرب.
وقال طلال الزوبعي لوكالة (أصوات العراق) اليوم،" نطالب ايران بتعويضات عن الحرب خلال ثماني سنوات وتقدر تقريبا باكثر من 700 مليار دولار تعويضا عن أرواح الشهداء وعن الكثير من البنى التحتية التي هدمت بسبب الحرب وبسبب التجاوزات على العراق"، موضحا ان "الجانب الإيراني هو من قام بالحرب كما ان الأمم المتحدة ولجان مختصة تشير الى ان العراق كان يرغب بالسلام ولكن إيران كانت تصر على مواصلة الحرب والإقدام على ضرب العراق وبالتالي نحن كنا مدافعين عن أنفسنا في تلك الفترة وهذا حق من حقوق الشعب العراقي".
واضاف ان "الساحة العراقية شهدت تجاوزات كبيرة من قبل الميليشيات المدعومة من ايران التي قتلت الشعب العراقي وهجرت ورملت الكثير من النساء وبالتالي نحن نطالب بتعويضات اخرى خلال هذه الفترة الثانية مع إيران تعويضا عن أرواح القتلى التي حصدت خلال فترة الاحتلال الأمريكي".
الخبر الثاني: مسؤول لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني قال: وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطالب العراق فورا بـ"خسائر حرب" تبلغ 1000 مليار دولار.
و اعتبر حسين ابراهيمي أن إيران "قد تغاضت في الماضي عن الكثير من قضايا العراق"، مضيفاً أنه "استناداً لتقديرات الامم المتحدة فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية تطالب العراق بـ1000 مليار دولار كتعويضات عن خسائر الحرب التي شنها العراق". وأضاف "حتى الآن لم نطرح مطلقاً هذه المسائل بشكل جدي".
الصديق وقت الضيق!
بين فترة و أخرى و لاسباب سياسية بحتة تتصاعد المطالبة بدفع تعويضات الحرب المدمرة التي اندلعت بين إيران و العراق و استمرت لثمان سنوات بسبب خطة و رغبة أمريكية و إسرائيلية لاطالة هذه الحرب واستنزاف الطاقات المادية و البشرية للبادين المسلمين و الجارين ايران و العراق.
و من اللافت للنظر ان المطالبة بتعويضات الحرب و التي لا تقدر في الحقيقة بأي ثمن و لا بأموال الدنيا قد أثيرت من كلا الجابين الإيراني و العراقي في عدة فترات و مناسبات و لكن بأشكال مقطعة، و يمكن تقسيم المطالبين بالتعويضات الى عدة شخصيات و فئات منها في ايران الداعية الى ضرورة مطالبة العراق في الماضي و حاليا بدفع الف مليار دولار تعويضات عن الحرب التي شنها نظام صدام حسين بعد تمزيقه لاتفاقية الجزائر. ويؤكد نواب في مجلس الشورى الإيراني و منهم رئيس البرلمان علي لاريجاني انه لابد من اخذ هذه التعويضات على شكل غرامات مالية او حصول إيران على ترخيص دولي لسحب النفط لصالح إيران من حقول النفط المشتركة بين البلدين.
و في العراق هناك من يطالب إيران بدفع تعويضات مالية كبيرة بسبب سنوات الحرب الدامية و غير المقدسة بين البلدين لان في اعتقادنا و الكثيرون معنا ان اي حرب او حتى خصومة سطحية بين الدول الإسلامية مهما كانت الدوافع و المبررات غير مبررة و غير مقدسة و انه كما يقول مفكرون بارزون: ان الحرب يشنها قادة و زعماء الدول المتنازعة و يصر عليها القادة العسكريون المنتفعون لكن الشعوب وحدها تتحمل خسائرها و يقتل فيها افضل الناس و أكثرهم شجاعة و في النهاية يتصالح القادة السياسيون و يتعانق العسكريون مع خصومهم أحر من معانقة العاشق لعشيقته بعد فراق طويل و يشربون نخب المصالحة على تل قبور القتلى والشهداء و أطلال أجساد الجرحى و المعاقين!.
و لعلم القراء ننقل معلومات صغيرة يتداولها العديد من المطلعين و هي ان الكثير من قادة الحرب بين البلدين و منهم مسئولون حاليا في إيران و العراق اصبحوا من أثرى أغنياء العالم بعد انتهاء الحرب من خلال عقد صفقات بيع النفط و مشتقاته و إبرام عقود تجارية سرية و علنية مشتركة جعلت هؤلاء المسئولين يخرجون في فترة قصيرة من بئر الفقر والحرمان المادي الى الثراء الفاحش و الرخاء الملكي حيث يقدر ثراء كل منهم بالمليارات، و من السخرية ان هؤلاء لازالوا يطلقون شعار الدفاع المقدس و الحرب القومية و يتفاخرون بقتل المسلم لأخيه المسلم و يخطون أوراق المزيد من الصفقات التجارية و العقود السرية مع أعداء الأمس بدماء القتلى و الشهداء.
وفي إيران هناك ايضا بعض الجهات و الشخصيات التي لا تركز و لا تصر على موضوع تعويضات الحرب في التعامل مع العراق في الوقت الراهن او بالتحديد بعد سقوط نظام صدام و الأهم لديها هو التنسيق مع العراق الجديد لدعم وجود حكومة قوية تكون قادرة على استتباب الأمن و الحيلولة دون تمدد الإرهاب و التطرف و عمليات القتل و التفجيرات الى دول الجوار وتستطيع إدارة البلاد دون الحاجة للقوى المحتلة، و لكن الأكثر استغرابا وسخرية في هذا المجال ان بعض الدول التي لازالت تمتص طاقات و خيرات العراق و تتآمر مع الغرب و إسرائيل ضد إيران و العراق تحرض الطرفين على المواجهة و تثير الخلافات و تريد الشر بالبلدين و تتآمر ضدهما من خلال إرسال المخربين و الإرهابيين و الإشراف على مخطط لمنع استتباب الأمن و عدم نجاح الحكومة العراقية في إدارة البلاد بشكل مستقل و تحريض إيران بشكل سري على مطالبة العراق بدفع التعويضات على غرار ما تفعل الكويت مع العراق بدعم أمريكي سافر .
الشعب العراقي غير مسئول
ان من حق إيران و الكويت او اي دولة اخرى تعرضت لخسائر و أضرار مادية او بشرية الحصول على تعويضات من العراق او غير العراق خاصة و ان الكويت و منذ عدة سنوات و حتى الان لازالت تحصل على تعويضات مالية قضمت ظهر الشعب العراقي الفقير و المحروم و اضطر العراق لدفع أموالا و تعويضات نفطية للكويت لا سابقة لها في العالم حسب قول وزير النفط العراقي لكن يا ترى هل ان الشعب العراقي هو المسئول الواقعي عن غزو الكويت او شن الحرب على إيران او على اي دولة أخرى طيلة العقود الماضية؟.
جميع الحقائق التاريخية والوثائق تؤكد ان نظام صدام هو المسئول الأول و الأخير عن مآسي الشعوب في العراق و إيران و الكويت و هو الذي شن الحرب علانية على إيران و احتل الكويت و أشعل النار في آبار النفط و على هذا الأساس فأن من الأجدى و الأحق مطالبة و اخذ التعويضات من أسرة وحاشية صدام و مسئولي حزب البعث العراقي و قادة هذا الحزب المتواجدون في الأردن و سوريا و دول أخرى و هؤلاء لاسيما بنات و حاشية صدام الذين يملكون حسابات مالية تقدر بمليارات دولار نهبوها من جيب الشعب العراقي و هم يمولون الإرهاب و يتفاخرون بدعم التطرف و عمليات القتل المنظم و التفجيرات العشوائية في العراق الجريح و كان من الأحرى إصدار قرار دولي بمصادرة أموال قادة البعث و أسرة صدام و غيرهم من مجرمي الحرب و قادة الإرهاب و عملاء الأجانب و زعماء أنظمة في المنطقة من الذين لا يريدون الخير و الاستقرار و الرخاء للشعب العراقي و لا لشعوب المنطقة. إضافة الى ذلك فان الكثير من دول المنطقة و وفقا للوثائق و الحقائق هي التي مولت و ساندت نظام و أسرة صدام و كانت حطبا لنار الحرب التي شنت على إيران و العراق معا لمدة ثمانية أعوام متتالية و هذه الدول و الأطراف و الجماعات و الشخصيات قطعا وفقا للشرع و القوانين الدولية و الأخلاق البشرية مسئولة عن الخسائر المادية و البشرية لهذه الحرب المدمرة و ما نجم عنها من دمار كبير لحق بالبلدين الجارين إيران و العراق، و على هذه الدول و الأطراف المشاركة لا سيما بعض دول مجلس التعاون الخليجي بدفع تعويضات الحرب ماديا و نفطيا و المساهمة على الأقل بإرضاء الشعبين الإيراني و العراقي و التخفيف عن مآسي المتضررين و ما حل بهما من خسائر فادحة طيلة حقبة الحرب التي مولتها تلك الدول و الأطراف بالمال و السلاح.
على المسئولين في إيران و العراق اتخاذ موقف موحد و صارم حيال الدول المحرضة للحرب غير المقدسة و الدول التي تورطت فيها و أرسلت الأموال و الجنود و الأسلحة لان هذه الدول و الأطراف بالإضافة الى أسرة صدام و قيادة البعث العراقي هي المسئولة الأساسية و المباشرة عن الاستمرار الحرب و التآمر ضد الشعبين الإيراني و العراقي في تلك الفترة و في الوقت الراهن أيضا بالإضافة الى أنظمة كانت السبب الرئيسي في إشعال نار الحرب و تحريض الطرف البادئ بالحرب و استمرار هذه الحرب التي قطعا لم تكن لصالح إيران و العراق و هي الحرب التي بنظر الكثيرين كانت انتقاما أكيدا من النظام الإيراني بعد الثورة بسبب احتجازه للرهائن الأمريكيين لمدة 444 يوما حينها قررت أمريكا الانتقام من الثورة الإيرانية و حرضت أنظمة عربية و منها النظام المصري و أنظمة خليجية و جماعة ياسر عرفات التافهة للمشاركة في دعم نظام صدام ماديا و عسكريا و بشريا و لم يدرك قادة الدول العربية و الإسلامية آنذاك هذا المخطط الخطير و المدمر للطاقات العربية و الإسلامية و صار كل طرف يرفع شعارات القتال المقدس و يبرر استمرار الحرب المدمرة التي بنظري ستبقى بقعة كبيرة سوداء و عارا فاضحا في تاريخ الأمة العربية و الإسلامية و لن تذكرها الأجيال القادمة بخير بتاتا.
[email protected]