فاطمة الزهراء(ع)امتداد النبوة/ابو باقر الخفاجي

Sun, 16 Mar 2014 الساعة : 23:18

مقال مستوحى من كتاب "فاطمة الزهراء(ع)امتداد النبوة " لسلطان المؤلفين السيد محمد الشيرازي(قدس).
ما معنى الحديث القدسي(يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ،ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة الزهراء لما خلقتكما)
الجواب: انه لولا وجود الرسول الأكرم محمد(ص)لما كان هناك اسلاما، وهو دين الله الحق فكان وجوده(ص)هو بمثابة طوق نجاة ورحمة للعالمين بعد أن دلهم على وجود الله وفرض عليهم طاعته وعبادته(وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون)56"-الذاريات".
وأما دور علي(ع)في الحفاظ على روح الاسلام المحمدي فهو غني عن التعريف، حيث حاول القوم جر الرسالة نحو الأهواء الشخصية لمغتصبي الخلافة، وكان أمير المؤمنين بحق الفاروق الأعظم ورأس الحربة الذي استمات في الذب عن روح الدين كما أنزله الله، وكان علي مع الحق يدور معه الحق حيث دار بنص قول الرسول (ص).وكان ثمن ذلك ان وقف وجاهد بلسانه ثم بسيفة ثم دفع حياته قربانا لدين الله وفي فتنة كان هو قد تنبأها كما تنبأ بدماء زكية سيدفعها بنية وهي نفس دماءه الطاهرة التي تجري في عروقه دماء سوف تكشف كل الحجب وتزيل جميع الأقنعة عن كل تلك الوجوه الكالحة التي تداخلت في جسد أمة النبي لتمزقها شر تمزيق من الداخل من أمثال الأمويين والعباسيين ومن لف لفهم. لكن خط علي ومن سار على نهج علي هو من حفظ الإسلام بوجوده ونقاءه والى يومنا الحالي والى يوم القيامة نجد صورتين للإسلام أحدهما علوية هي امتداد للإسلام المحمدي الاصيل بروحه وجسده، والاخرى مشوهه وهي امتداد لأعداء علي من سفيانيين وخوارج.
ثم جاء دور أم الأئمة الهداة، وثقل محمد(ص) التي أخرست الألسن ،وشنفت الاسماع بصوت لا يكادون تمييزه عن صوت نبيهم(ص)، لتشهد بصدق الوصي ،وتدافع عن حق الإمامة المغصوب، فكان غصب حق فاطمة(ع)والهجوم على دارها وكسر ضلعها واسقاط جنينها، ومن ثم قتل ولدها الحسين(ع) وسبي بناتها (وذكر تلك الفواجع على مر السنين)
بمثابة المسمار الأخير الذي دقه العدل الإلهي في نعش أعداء الإمامة من الأولين والآخرين من الطغاة وعلى مر العصور. وكان أسمها بحق عنوانا حقيقيا ورمزا اصيلا لدين محمد المنزل من قبل وحي الله، فكانت فاطمة(ع) بحق سند الامامة ودرعها وثقلها ولسانها الناطق وقربانها الأول ،كما كان علي(ع) ثقل الرسالة ودرعها الحصين، فكأنه بوجودها الشريف تمت نعمة الإمامة وبوجود الإمامة تمت نعمة الرسالة الحقة ، تلك الرسالة التي لولاها ما خلق الله السموات والأرض، فكانت فاطمة سلام الله عليها بحق سببا وعلة للوجود.

Share |