تأملات عاقل في خلق الكون/عباس ساجت الغزي

Sat, 15 Mar 2014 الساعة : 23:24

كثيراً ما نطرح التساؤلات التي تثير الاستغراب والدهشة عن طبيعة تكوين ونشأة الكون الهائل الذي نعيش فيه , ولمحدودية افق التفكير والتعقل نصطدم بالحواجز الكثيرة من النظريات الغير صائبة او الناقصة التفسير او المعادلات الخاطئة التي تساق لنا وتفرض علينا من البعض , لتسرق اعمارنا القصيرة بالبحث في متاهاتها عن مدى اصابتها لكبد الحقيقة او بطلانها .
استوقفتني قوله تعالى " يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ" في الآية (48) من سورة ابراهيم , وانا انظر الى الكون الهائل بتعدد المجرات الكبيرة التي تحوي كويكبات وشموس واقمار يكتشف الانسان العشرات منها يومياً , في حين نكتفي بالنظر لكتاب الله لنقرأ " وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ " في الآية (17) المؤمنون , وكذلك قوله تعالى " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ " الآية (3) الملك .
بعد تلك النظرة البسيطة القاصرة , نعود الى العمر القصير للإنسان في الحياة الدنيا , لتكثر التساؤلات عن الغاية وسبب الخلق ؟ وما بعد فناء الجسد ؟ لنرجع الى القرآن " إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } الآية (4) يونس , وهنا وردت كلمة ( يعيده ) لم يقل ( ينهيه ) وهذا دليل على وجود مراحل اخرى في حياة الانسان غير الحياة الدنيا وما يفنى هو الجسد الذي يعتبر مرحلة اولية لفترة زمنية تسمى ( فترة الانفس) لان الله يتوفى الانفس حين موتها في حين الروح تستمر في رحلتها المرحلية في عالم الملكوت.
وان تنتهي رحلة الروح بنهاية الحياة الدنيا القصيرة فان ذلك لا يتناسب مع قدرة الخلق وتسخير الكون الهائل , ونظرية الحياة المرحلية في الدنيا من مرور الانسان والكائنات الحية الاخرى بمراحل النمو والنشأة والتكوين , خير دليل على وجود مراحل اكثر اتساعاً واشد تعقيداً بمجرياتها تشمل الكون باسره للوصول الى الغاية المنشودة من الخلق والله غني حميد .
وهنا تأتي اهمية الحياة الدنيا كمرحلة تعتبر الابسط في نظرية الخلق , الغاية منها التمايز في العبور الى الضفة الاخرى من العالم الاخر الذي يعتبر مرحلة ثانية اكثر تعقيداً وليست نهاية المطاف للخلق او ما يسمى بـ ( الموت ) , ومن المفترض ان يمر الانسان بسبع مراحل حياتية اخرى للوصول الى الكمال الخلقي , الطريق المستقيم هو المسافة الاقصر لعبور تلك المراحل بسهوله ويسر , وقد تطوى المراحل للعبور في تلك العوالم كما حصل مع النبي الرسول محمد بن عبد الله (ص) حين اعرج به الى العوالم الاخرى حتى كان قاب قوسين أو ادنى من الالتحاق بالكمال , لولا غاية الخلق الدنيوي بإكمال الرسالة الالهية الدنيوية لبني البشر وارشادهم للصراط المستقيم الموصل للفوز بجدارة بحياة اخرى . وللحديث بقية
عباس ساجت الغزي 

Share |