فوضى التظاهرات سلاح الفاسدين/فراس الخفاجي
Fri, 14 Mar 2014 الساعة : 2:20

كان متوقعا ان تقوم بعض الجهات الفاسدة وجلها من المحسوبين على التيار الصدري والذين اتهمهم السيد مقتدى ذاته عندما اعتزل العمل السياسي او لنقل ترك المركب الذي يبحر به اتباعه في كتلة الاحرار دون الاشارة الى التشخيص بالاسماء والافعال التي مارسوها خلال السنوات العشر الماضية من ابتزاز وتجاوز وفساد وسرقة وغير ذلك والتي تكلم عنها السيد الصدر بحرقة داخلية لم يستطع التعبير عنها الا من خلال ما ذكره في الخطاب وشخص اثنين منهم للدلالة على ان جلهم فاسدين دون ان يعلن ذلك .
يحاول هؤلاء ذاتهم اليوم ان يركبوا موجة التظاهرات التي تسير في شوارع العاصمة بغداد والمحافظات العراقية الاخرى ليبرروا ان ما قاله زعيمهم لا يخصهم هم وانما يخص الحكومة العراقية وبالتحديد رئيس الوزراء نوري المالكي وفي معلومات خاصة تبين ان الكثير من البعثيين اندسوا وسط المتظاهرين وبفعل فاعل وتحديدا في النجف والعمارة وبغداد عمدوا الى تلك التصرفات من حرق وتمزيق لصور رئيس الحكومة والتجاوز على العديد من المكاتب التابعة لحزب الدعوة والظاهر ان هؤلاء توغلوا في تلك التظاهرات بفعل فاعل وربما باشراف بعض السياسيين من اجل ان يظهروا للعالم ان الشعب لا يريد هذه الحكومة او تحديدا المالكي وهي كما يبدو مسألة انقلبت على اعقابهم وفهمها الكثير من الواعين والمثقفين وليس الامر عفويا كما فسره البعض لأن الكثير من التصرفات كانت بربرية وهمجية تدعو الى الاشمئزاز منها وربما هناك من سيعترض على قولي هذا ولكن هو واقع الحال والايام ستثبت ذلك ان الكثير من مجرمي البعث ومن تربوا في احضانه كانوا ضمن صفوف المتظاهرين عبثوا وعمدوا الى تشويه صورة البعض من البسطاء من اتباع التيار الصدري الذين اخذتهم الحمية على زعيمهم ولا بأس أن يحتجوا على تصريحات المالكي ويرفضوها ولكن بكل ديمقراطية وواقعية بعيدا عن التجاوز والسب والشتم والحرق وكسر الممتلكات العامة لأنها طريقة همجية لا تعبر عن الوعي والاسلوب الحضاري ومع ذلك كانت الحكومة اكثر كياسة في التعامل مع هؤلاء المتظاهرين ولم تقمع او تمنع او تعتقل احدا رغم ما قاموا من افعال مشينة عند البعض وفي قسم من المناطق.
ما رأيناه بشكل واضح ان بعض السياسيين سواء من التيار الصدري او المجلس الاعلى او غيرهم وجدوها فرصة لينهشوا بخصومهم السياسيين ومساحة للدعاية الانتخابية وابراز العضلات السياسية ولكن ذلك انما يعبر عن قبحهم السياسي وطريقة تعامل اقل ما يقال عنها افلاسهم السياسي في الشارع العراقي.