النعجة دوللي ..غباءً أم تغابياً..؟/كاظم الخطيب
Fri, 14 Mar 2014 الساعة : 1:56

موسم وصفه الجميع بأنه ربيع الجماهير العربية، التي تمكنت من التحرر بسحر ساحر، وقدرة قادر، من حكامها الطغاة جملة واحدة، وكأن العلي القدير قد نفخ في أرواحهم بعد أن أماتهم مئة عام، أو أنامهم ثلاث مئة سنين وزادهم تسعاً، وكان قدرالعراق أن يكون في طليعة البلدان التي تنسمت عبير التغيير ومارست مجون التحرير.
تغييرغير مسبوق، شمل النظام، والوجوه، والطباع، وواجهات المباني، والنفوس حتى غدى القتل، والنهب، والسلب، والتكفير، والتهجير، والتفجير، من الممارسات اليومية، والأحداث العادية، لدى الكثير ممن وجدوا فسحة من الفراغ القانوني، والإنفلات الأمني؛ ما الجأ الشرفاء إلى العمل على إيجاد حكومة وطنية، وإرساء قواعد رصينة للبناء الشامل، وحماية كل ذلك بمظلة شرعية إصطلحوا على تسميتها بالدستور.
توالت الحكومات، وتعاقبت الرئاسات، فكان أمد بعضها شهراً، وبعضها الآخرعاما واحداً، وآخرها– إن شاء الكريم- وليس أخيرها، تلك هي الحكومة التي حولت ذلك الربيع إلى دورة شهرية؛ لتلقح بعد ذلك بويضتها بجين البعث الوراثي، وتتمخض عن وليد هجين، مستنسخ، نتاج مزاوجة لحيمن الجلاد وبويضة الضحية.. وليد لم يسجل إسمه حتى الآن في سجل مواليد الكتل والأحزاب ولعله لايعدوا أحد الأسمين : حزب الدعوة الإشتراكي أو حزب العودة الإسلامي.
قامت حكومة الدعوة الإسلامية، وحسب تكليفها الشرعي، وإلتزامها الوطني، وحسب ما يؤهلها من إستحقاق إنتخابي، ومركز حكومي، برعاية الأيتام الذين خلفهم النظام البائد، ممن لم تلطخ أيديهم بالحبر البنفسجي في جميع الممارسات الديمقراطية، والفعاليات الإنتخابية؛ من خلال مساعدتهم على إسترجاع ما ضاع من حقوقهم، وإستعادة ما أُغتصب من مناصبهم، مقابل الإستفادة من خبراتهم التعسفية، وتأريخهم القمعي.
أهم إنجاز حققته حكومة العشر العجاف؛ هو عملية المصالحة العكسية، التي عملت على تمزيق النسيج الإجتماعي للشعب العراقي، وتكريس البعد الطائفي من جهة، وضمان حقوق البعثيين، والإرهابيين –المغرر بهم طبعا- والعمل بجدية حفاظاً على ماء وجوههم من خلال عملية غسيل لتأريخهم– كعمليات غسيل أموال مسؤوليها- من جهة أخرى، بحيث نفت عنهم تهمة الصدامية التي ألحقت بهم العار السياسي، والإجتماعي، فهم في حقيقة الأمر، بعثيون وليسوا بصداميين.
البعث وصدام.. ذانك الإسمان البغيضان على نفوس العراقيين، إلا القليل منهم- ممن لم يعرفوا آباءهم يوماً- فالبعث نظام فاشي، سلطوي، دموي، مهنته القتل، ودأبه القهر، ودينه الكفر.. وصدام صنيعة ذلك الفكر المنحرف؛ لذلك فهو يد البعث التي بطشت، وأداته التي أفسدت ولن ينتهي البعث، ولا إجرامه بنهاية صدام أو غيره من صنائع ذلك الرجس اللعين.
المجرب لايجرب، قول حكيم يستدعي الوقوف عنده والتأمل في سنوات حكم المالكي العشر وما رافقها من الكوارث والويلات والإخفاقات والتي ذكرنا منها النزر القليل، فهل من الحكمة أن نسمح له ولأمثاله أن يجعلوا من ظهورنا سلماً ليرتقوا به على هاماتنا.؟!
الإجابة واضحة وجلية من خلال العودة الى جذور القوم وإصولهم ولا أضن إن في جملة السياسيين من يداني شرفاً توأم الفكر والجهاد ذلك التوأم الحكيمي الصدري بكفتيه الراجحتين فضلا وعلماً وعطاءً فمشروع بناء الدولة العصرية المتكامل والذي هو نتاج جهاد المدرسة الحكيمية التي جاهدت الظلم والطغيان، هو مشروع لايرقى إليه إلا طموح أل الصدر، من الذين إعتلوا منبر الجمعة وقدم السيد الشهيد الصدرنفسه ونجليه قرابيناً لضمان حرية العراق والعراقيين، ولعل الإشارة الضمنية من السيد مقتدى الصدر للأتباعه بأن تيار شهيد المحراب هو الأقرب اليه فكريا وعقائديا وأجتماعيا وسياسيا، تعد إشارة واضحة وخارطة طريق لما يجب أن يكون عليه التوجه الإنتخابي، وضمانة أكيدة للحفاظ على جمهور التيار الصدري وفق النهج المرجعي الرسالي، فهل استطاع الصدريون قراءة ماأخفاه قائدهم بين السطور؟ وهل ستشهد الإنتخابات لحمة مصيرية عقائدية لأقوى تياريين سياسيين ثوريين ؟!
خلاصة الكلام.. إن من الغباء فعلاً أن يتغابى البعض عن جرائم البعث والإرهاب في سبيل المحافظة على العملية السياسية.