تأخير الموازنة تحدي للناخب العراقي/ طاهر مسلم البكاء
Thu, 13 Mar 2014 الساعة : 1:34

صحيح ان التصويت على الموازنة في العراق يتأخر كل عام منذ انطلاق الديمقراطية فيه ،وصحيح انها تتعرض سنويا ً الى مساجلات البرلمانيين وكتلهم الفاعلة في ساحة البرلمان ،ولكن لم يكن أي عراقي يتوقع ان هذا العام سيكون مشابها ً للأعوام الماضية وان المساومات البرلمانية ستستمر كما هي في السابق في تعطيلها السنوي لحركة البناء والحياة في العراق ،وذلك لسبب بسيط جدا ً هو ان ابواب الأنتخابات البرلمانية على الأبواب وان البرلماني الذي يتسبب في تأخير الموازنة وتعطيل التصويت عليها الى هذا الحد المستهجن والذي يضر بالعراق واقتصاده ،انما يشطب نفسه بيديه من قائمة البرلمان القادم .
واثقون بالبقاء :
هل ان البرلمانيين واثقون بالبقاء والخلود البرلماني الى هذا الحد ، علما ً ان البعض منهم من هو موجود في البرلمان منذ تأسيسه رغم انه لم يقدم شئ للعراقيين ،كما ان البعض منهم لا يرى وجهه الا ّ ايام الصراع الأنتخابي وما ان يضمن البقاء حتى يجلس مستريحا ً ضاربا ً الوعود الأنتخابية بعرض الحائط وواثق كل الثقة من ان كتلته التي حملته الى مقعد البرلمان ستعيده ثانية مع بعض الجهود والأموال البسيطة ايام الأنتخابات .
لقد اصبحت المسألة حرفنة يمتهنها السادة البرلمانيون وخاصة اولئك الذين يعرفون بال ( الحيتان السياسية ) ،وبدءوا يجيدون عملية كسب الأصوات دون جهد او تقديم العمل المطلوب وهو التمييز في خدمة البلاد ومسابقة الزمن لتعويض التخلف والعوز والفقر الذي لحق بالعراق من جراء المغامرات الفردية لقياداته المتعاقبة .
هل سيقول العراقي كلمته :
اذا كان في السابق هناك الكثير من الأمور التي تغيب عن بال ونظر العراقي كونه بدأ يعيش تجربة وحياة ديمقراطية جديد ة ، فأن الوقت الحالي يحمل نذر التهديد للسادة من (الحيتان السياسية ) الذين اثروا وهم نائمون وجلسوا طويلا ً في مكان لم يقدروا حق اهميته وجليل خطره .
لقد بدأ العراقي يناقش الوضع الراهن في بيته وفي السوق وفي مكان عمله ويضع النقاط على الحروف ، بدأ يدرك باحثا ً عن التغيير الكبير الذي يقوده جيل من الشباب الواعي بعيدا ً عن السلبيات السابقة التي حملت اليه جيل متكاسل همه الربح الشخصي الخاص على حساب الربح الوطني العام ، سلبيات ثبت خطأها من مثل التحزب والعشائرية والميل للأقارب على حساب الكفاءة والتحصيل الدراسي وتوفر الخبرات السابقة .
الزمن وثروات العراق
صحيح ان بلادنا تكتنز ثروات لاحصر لها ،ولاعجب فهي من اطلق عليها يوما ً بجنة عدن ،ولكن الصحيح المؤلم حقا ً اليوم ان الفقر فيها علامة ظاهرة واضحة للعيان يدل عليها عشرات العوائل التي تسكن العشوائيات ،ومئات الصبية التي تلتقط الطعام من الأزبال والاف الأطفال التي تمتهن كسب العيش في الشوارع وبين افواج السيارات ،اذن هناك معادلة غير متكافئة في العراق اليوم يوضحها وجود ثروات في جانب وانتشار الفقر والعوز في جانب آخر ،انه بأختصار سوء ادارة السلطة وعدم الأستغلال الأمثل لثروات العراق من أجل اسعاد شعبه وعيشه بأستقرار وامان ،وهذا ما اثر بشكل كبير على الجانب الأمني الذي يرتبط ارتباطا ً مباشرا ً بقوة البلاد السياسية والأقتصادية .
ان الوقت يسابق العراقيين اليوم الذين تعرضوا لمحن شديدة ومتوالية من الحروب والحصار والأستهداف المباشر والغير المباشر ، وحتى ما يستغل اليوم من ثروته النفطية يقابله توسع الأحتياجات حيث حاجة البلاد التي تبدأ من الصفر في كل شئ ،كما ان زيادة عدد السكان تجعل من استغلال ابار النفط الجديدة وكأنه غير منظور أو مراوحة في المكان ، ولهذا فأن صاحب القرار العراقي يجب ان لايولي النفط اهمية كبيرة دون باقي الثروات التي يكتنزها العراقييون واول هذه الثروات هو الطاقات العراقية الكامنة التي تنتظر من يحفزها لتجود و تبدع ،كما هو حالها في اغلب الحقب التاريخية ، من أجل تعويض ما لحق بالعراق من تأخير وخراب .