هل بقيه مكان للقداسه في وسط السياسه؟/هشام الاسماعيلي
Thu, 13 Mar 2014 الساعة : 1:27

احيانا يحتار الانسان عندما يتخذ قرار بنقد شخص لطالما عرفه عنه الاخلاق الحميده والصيت الحسن. لكن عندما ترى هذا الشخص الكريم وقد اخذه مأخذا في دهاليز السياسه وماادراك ما هي السياسه. السياسه اخواني الاعزاء فن الممكن بمعنى اليوم معك وغدا ضدك وكلنا نشاهد ساسة العراق تخلى عن القائمه س والتحق بالقائمه ب بأختصار المصلحه لدى السياسي فوق كافة المحظورات. والسياسه احيانا تبعدك عن الاخ والصديق بما لها وفيها من امور دنيويه ناهيك عن المنفعه الماديه وبطبيعة الانسان فهو كائن ضعيف امام مغريات الدنيا وملذاتها. كم نعرف من أناس حقيقه لهم باع طويل في مقارعة النظام البائد وكم قدموا من تضحيات وتحملوا اجواء الاهوار التي لا تحتمل ففيها البرد والحر والمخاطر والابتعاد عن الاهل والاحبه. ولكوننا متابعين للاحداث ونرصد كل شارده ووارده ونحن ندور في فلك السياسه وفي ضل الثوره المعلوماتيه والشبكه العنكبوتيه ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها وغيرها. نرى هؤلاء المضحين وقد جرفتهم السياسه الى اماكن ما كنا نتمنى ان نراهم هذا من جهه ومن جهه اخرى طبيعة الانسان الشرقي لا يتحمل النقد معتبرا النقد أساءه وتجريح في الوقت الذي يعتبره الاوروبي تصحيح. فكم كنت اتمنى ومعي الكثيرين ان نرى ممن كنا نتخذ منهم قدوه بعيدين عن هذه المسلك اي السياسه. وان تجازيهم الدوله العراقيه براتب مجزي وحياة كريمه تعويضا لهم عما تحملوا من ويلات الماضي. لكن ومع الاسف الشديد ما ان دخلوا هذا المحترك السياسي صار من واجبنا ان ننتقدهم ان اخطئئوا ونشد على ايديهم ان احسنوا. والمشكله ان ومنذ سقوط الصنم لم نرى اي جديد والاوضاع من سيئه الى السوء اما موضوع الفساد والمحسوبيه فهي اخذت معها الصالح والطالح. فهل يا ترى بقيه مكان للقداسه في وسط السياسه؟