واخيرا قالها السيد المالكي/طاهر مسلم البكاء
Wed, 12 Mar 2014 الساعة : 1:34

يحصل ما يحصل في العراق من قتل يومي وارهاب وتدمير لسلمية حالة البلاد وتدمير لأمنها دون ان يخرج مسؤول في الدولة العراقية فيشفي الغليل ويقول ان الجهة الفلانية هي المسؤولة عن القتل واستهداف العراقيين وامنهم ،ويستمر مسلسل الأرهاب وكأن مردة من الجان لاشكل ولا لون لهم هم من يقومون بتجنيد الأرهابيين وارسالهم الى العراق ،ويختلط الأمر كثيرا ً على الأنسان العادي فلا يستطيع ان يمييز بين الخبر الصحيح والخبر الذي هو اشبه بذر الرماد في العيون .وأضطرت الناس على التعود على مشاهد مأساوية وبشعة تنال الحياة اليومية وتحولها من حياة آمنة الى حياة ممزوجة بالخوف والدماء ،سرعان ما تأتي أجهزة الدولة لتنظيف المكان وكأنهم يستعجلون ازالة الأثار .
غير ان الطبقة المثقفة وعلى رأسها كتاب المقال كانوا يصيبون كبد الحقيقة وكانوا ينادون بأعلى الأصوات ياناس ياعالم ان من يقتل العراقيين هو فلان وفلان ، وان الذي يزرع المفخخة ليس هو العدو الأوحد بل ان العدو الحقيقي هو ذلك الذي يمده بالدعم المادي واللوجستي ليصبح متمكنا ً من ان يتجرأ على القتل وتحدي السلطة والناس واجتياز الحدود الدولية ودخول العراق ومن ثم تكوين وبناء خلايا التفخيخ و القتل الأرهابية .
مع قرب موعد الأنتخابات :
هذه الأيام تبدو على مسؤولينا في عموم البلاد همة ونشاط غير اعتيادي لم يألفه الناس وكأنهم قد خرجوا من سبات طويل وتذكروا انهم في اعلى قمة المسؤولية وانهم مسؤولون من العراقيين وان هناك امانة عظيمة في اعناقهم ، فنجد ان البعض يخرج ليختلط بالناس وهو يوعد بهطول الخيرات قريبا ً وخاصة اذا تم اعادة انتخابه ،وهناك من يبذل الأموال والهدايا والعطايا وتوزيع قطع الأراضي على امل اعادة الثقة المفقودة ، وجهاز الموبايل يعود الى وضع جديد بعد ان كان خلال الأربعة سنوات الماضية في وضع الأغلاق او استبدال الرقم بآخر لايعرفه الا ّ المقربون ،وهناك من يحترفون اقامة الولائم الباذخة خلال الأيام التي تسبق الأنتخابات وهناك من يتفنن في طرق بعيدة عن الديمقراطية ولم تألفها حتى في البلدان التي نشأت فيها وتكونت اول مرة ، كاستخدام المحلفون لكسب الولاء مقابل عطايا تقدم قبل التصويت او بعده .. وهكذا وغير ذلك الكثير مما بدأ يتندر به العراقيون ويستخدمونه كحكايا سمر في جلساتهم العامة .
تتهم الأفعال هذه الأيام بالدعاية الأنتخابية :
وهلم جرا وجدنا ان مسؤولينا بدأ يخرج منهم الكلام النادر الذي كان من الصعب ان يخرج سابقا ً ،ومما يثير انتباهنا تصريح هام للسيد رئيس الوزراء يوم السبت الماضي متهما ً كل من السعودية وقطر بأعلان الحرب على العراق ،محملا ً اياهما مسؤولية الأزمة في البلاد ،واضاف السيد المالكي في مقابلة مع قناة ( فرانس 24 ) الى انهم يهاجمون العراق عبر سوريا وبشكل مباشر وانهم قد أعلنوا الحرب على العراق .
واذا كان السيد رئيس الوزراء لم يأتي في ذلك بجديد وان هذا الأمر معروف لأغلب العراقيين ، فأن الجديد بالأمر ان مسؤولينا خرجوا عن صمتهم أخيرا ً وبدءوا يسمون الأمور بمسمياتها ،فيقولون ان السعودية وقطر دول تدعم الأرهابيين وانهم المسؤولون عن القتل المستمر للعراقيين ومحاولة اسقاط تجربته وتأخير بناءه ،ولكن ما لم يدركه العراقييون لحد الأن :
- هو سبب هذا التأخر في تسمية الأمور بمسمياتها رغم الدماء التي سالت .
- وسبب تأخر رد الدولة الحازم قبل ان يتمكن الأرهابيون من بناء اوكارهم في العراق .
- وكذلك ما الرد العراقي اليوم على السعودية وقطر ونحن نرى مسؤولينا في زيارات مكوكية لهما و ان السلع والبضائع السعودية تملئ اسواقنا !