ردا ً على مقال (( لماذا إختار الصدر حوزة قم بدلاً من حوزة النّجف؟/عزيز الخزرجي ))/مصدق الموسوي
Wed, 12 Mar 2014 الساعة : 1:05

لم يكن من عادتي أن أكتب ردا ً على كتاب أو مقال أو رأي ربما أجد ذلك عقيما ً. ولكنّي وجدت نفسي هذه المّره مُرغما ً أن أرد.فحينما أقرأ ما يستحق مستحقا ً الرد أشرع بذلك. وما أريد أن اكتبه هو في خصوص مقال الأخ عزيز الخزرجي والذي عنوانه لماذا اختار الصدر حوزة قم بدلا ً من حوزة النجف، ومن خلال قراءة المقال نجده مقالاً ( مدفوع الثمن) أراد به الترويج لأمرين للسيد الأول مقتدى والثاني هو الترويج على الدفع باتجاه ولاية الفقيه التي لطالما أراد الإيرانيون الفقهاء نشرها خارج الحدود.فهي وأن وجدت أذاناً صاغية فقليلة ٌ بين بعض الأفارقة والخليجيين اللذين لا يفقهون الموارد الفقهية ورأوا فيها طموحا ً يعتقدون خلاصهم فيها.أما في العراق فلم تجد من يرعاها لا من الفقهاء ولا من البسطاء اللذين غُرر بهم واتبعوا ولاية الفقيه بعد تمويل وتحويل ويستطيع كل متابع أن يعرف من هم اتباع الولي الفقيه من خلال لوحات اللذين استشهدوا عن مقام السيدة زينب وللأسف هؤلاء هم بسطاء الشيعة ومقهوريهم اللذين لا يملكون الفكر والمال.
المهم سفر مقتدى له عناوين عدّه وفيه مغالطات جمّه العنوان الاهم والاعظم أنّ سفّره يشبه أن يكون كما يقول القائل (رمتني بدائها وانسلت) فانا وكثير من الساسة والمراقبون يعرفون تماما ً أن السيد مقتدى هرب بنفسه واراد أن يحفظ ماء وجهه لأمور.الأول: أن في التيار من استفحل ولا يمكن لا لمقتدى ولا لغيره السيطرة عليهم وقد تفرعنوا ووضعوا كما يقال مقتدى تحت آباطهم والامر الاهم الاخر أن السيد مقتدى علم علماً اجماليا ً.أن السيد نوري المالكي سوف يرتقي ولاية ثالثة وبذلك يخسر مقتدى كثيرا ً من سمعته ومحاولاته البائسة منذ ايام اربيل والى يومنا هذا في الوقوف مانعا ً الولاية الثالثة للمالكي هذا بجانب أما الجانب المكاني الذي انزوى وانضوى اليه مقتدى فأستطيع أن ادخله تحت عنوان فقهي مقارب حيث يقولون بالفقه أن الغيبة أقصد غيبة الاشياء التي يعتقد أنها نجسة خلال غيبتها عند طرف آخر يرتفع هذا الاعتقاد واليقين.وهنا شيء مُشابه وهو أن السيد مقتدى اراد بذهابه الى قم أنه يستطيع بعد غيبة ٍ ليست بالقصيرة أن يأتي ويُعلن على الملأ انه أصبح مرجعا ً. بل وليا ً لامر المسلمين وسيتصدى لموضوع ولاية الفقيه التي قال بها المرحوم والده وان كان والده من خلال ما تواتر من المقربين له.وهو يقولها مرارا ً أن الدراسة في النجف أتم وأعظم وادق واعمق وهي اكثر روحانية كون مرقد أمير المؤمنين له روحانية خاصة لا تشبه غيرها من البلدان ولا يخفى على كل ذي بصيرة أن النجف هي مركز العلم الفقهي الجعفري في العالم وبشهادات العلماء القادمون من ايران وتربعهم على عرش المرجعية فالتأريخ زاخر بعلماء جاؤوا من قم الى النجف وتصدوا للمرجعية ولولا قدومهم الى النجف لبقوا في برانياتهم هناك واندرسوا علمياً وشخصياً.ولو كان لقم شأنيه مثل النجف لبقي السيد الخميني (قدس) نفسه هناك ولم يُعّرج الى النجف وغيره ممن هم قبله كالمقدس الاردبيلي والقائمة تطول..والمسيرة زاخرة بهؤلاء.وأما ذهاب السيد محمد باقر الصدر(رض) نفسه الى إيران فلولا ملاحقة الطاغية لم يتم بل نقل لى احد العلماء وهو من الإيرانيين أن فقيه قم حينما يعلم أن طالباً من النجف حضر الى إيران ودخل درسه يرتعب ذلك الفقيه من هذا الحضور لمعرفته بعلمية هذا القادم مها كان مستواه العلمي. ثم أن إيران وما بعد الثورة نعم ملكت الكثير مما عجزت عنه النجف وهذا لا يخفى فالدولة هناك على رأسها الولي الفقيه والإمكانات عامرة وزاخرة ومفتوحة الأبواب بكل الصُعِد.وأما النجف فمحاربة من قبل الطاغية وقبله ومضيّق عليها.ومع ذلك التضييق نجد أن مرجع النجف آفاقـي يملأ الأرض بلا حاجة لولاية الفقيه ومرجع إيران مع وجود إمكانيات الدولة العظمى لبسط ولايته لا نرى لذلك انتشارا ً الا بمستوى بسيط.ولا أريد الدفاع عن النجف فلو بقيت أكتب لكنت قد سطّرت مقالات ومقالات بهذا الخصوص ولكن سأختصر قولي ومقالي بما ذكروا ( أن توضيح الواضحات كما يُقال من أعقد المشكلات).