لن يسلبوا مني حريتي ثانية/ جعفر العلوي

Tue, 11 Mar 2014 الساعة : 23:52

أقف مكتوف الأيدي, مذهول الفكر, سابح في بحر الاوهام والتوقعات, مع شيء من أيدلوجية تصورية؛ تحول بيني وبين تلك النفس الهائمة, اتنفس رائحة الشواء كل يوم, فالمفخخات لن تتوقف, والبديهي إنها ستحصد أرواح بريئة, لا تملك لها حول ولا قوة لدفع الخطر الحادق بها.
سأمت تلك الرائحة المقيتة كل يوم دون توقف, سأمت خلوها من المقبلات, كم تمنيت ان يخطىء الرامي هدفه ولو ليوم واحد, ولو لوجبة واحدة, لأخرج من بين ركام الابنية وشوائها مرفوع الرأس دون خسائر.
سأبقى أنتظر شيء من الأمن لأمني به تلك النفس الحائرة, الهائمة في ملكوت الرحمان دون توقف أو سبات, احتارت نفسي من ألأسئلة, فالكل يدعي الوصل بليلى, والكل يقف على مسافة واحدة من نبذ العنف والطائفية, بل الكل يتفق أن ينطلق من تلك النقطة التي اختلفوا عليها!, هنا بدأت المشكلة, هم يدعوا أنهم الاحق والاولى من غيرهم وهم الأصح افكارا وما دونهم هباءاً منثورا.
احد عشر سنة مضت وانقضت دون جدوى, أو تحريك ساكن.. من يتكلم يخالف منطق العقل, ويكون مع البعث قد رضعوا من قنينة واحدة, بل البعث أشرف من ضحيته, فهم المقربون لصلة الدم الجاري بينهم وبين الحكومة الرشيدة, وخرج الشهداء والضحايا من بين قوس المظلومية حاسري الرأس غير مكترثين بيوم الحشر وساعة الفزع الاكبر, فالرب هو من يفرق ما بين صالحها وطالحها.
لا انوي ضرب العملية السياسية, ولا أود التطرق لشيء من هذا القبيل, ولكن ما أردته أجوبة تدور في عقلي المتخم بجراح الافكار النازية الباحثة عن ماهية الاشياء بتجرد وحياد, اعرف أن المصطلحات كثر والتهم أكثر من ذلك بقليل, لكني مع كل ما يعانيه ذلك الانسان, الانسان الذي قدر له أن يولد ويعيش على أرض وطن أسمه العراق, وأن يكون ذلك الوطن ضمن عائدية سلاطين الجور والغدر والنفاق, بل وحتى الشقاق.
لا اعرف ما اقول, بالرغم من ثمة أشياء كثيرة يجب أن تقال ولا يحسن السكوت عليها, فالشعب عانى الامرين ودفع ضريبة السكوت, وهو يعاني الآن و يسدد فرق الفائدة من صبره, وأحلامه بمستقبل يطمح أن تكون شمسه دون ضباب.
فصوتي وصوتك, وصوت كل الشرفاء الاوفياء من بلد التاريخ والحضارة, ممزوجة بطعم الشهادة, وللحرية هناك لنا وقفة؛ في الثلاثين من نيسان القادم, لنقرر نحن يا أخوتي ولا يقرروا هم عنا, فالنقاط سنضعها نحن ولن نختلف عليها ابدا.
وفي مقدمة من سيصنع التغيير، التيارين الشقيقين العريضين في الساحة الشيعية، وأعني بهما تيار شهيد المحراب، والتيار الصدري، بأرثهما الجهادي وتاريخهما الضارب عمقا في وجدان العراق، ولن يتحقق ذلك إلا بتشابك الأيدي, ووضع النقاط فوق الحروف.

Share |