بــدايــة وحـتـى لا تـوضـع ســطـورنـا فـي غـيـر مكـانهـا ويجتهـد البعـض فـي التفسـيـر فـمـوضـوعـات الاخـتطـاف وطـبيعـتهـا الانســانيــة لا نخـتلـف عليهـا او علـى طـرق معـالجتهـا مـع كـائـن كـان , ولكـن هـذا لايعنـي أنْ تمـرر غـاياتهـا علـى حسـاب الثـابت الاخـلاقـي الـوطنـي , وأنْ لا تكـون منبـرا للدعـايـة المجـانيــة والتسـويق الـرخـيص لمـن تلطـخـت ولا زالت ايـاديهـم وافكـارهـم وثقـافتهـم بـدمـاء الابـريـاء مـن الاطفـال والنسـاء والشـيـوخ والشـبـاب المغـدوريـن , دولا كـانـوا ام جمـاعـات ام افـراد , والغـرض من سطـورنـا ليس تسـقيطـا بـأحـد ولا انتقـاص مـن شـأن آخـر , ولا بغضـا بفـلان ولا بعـلان , بقـدر مـاهـو استقـراء لحـالـة وتشـخيص لإنـدفـاع نـراه خطــأ يجـب أنْ لا نقــع فيــه مـرة آخـرى مهمـا كـانت النيـات ودوافعهــا .

عـبـارات الثنـاء والمـديـح والامتنـان التي صـدرت مـن الـراهبــة التي تصـدرت مشهـد الاخـتطـاف منـذ بـدايتـه وحتى نهـايتـه , و التي وجهتهـا الـى اميـر مشيخـة العهـر المـوزوي والـى تكفيـري ارهـاب جبهـة العهـرة بعـد وصـولهـن الـى نقطـة الحـدود اللبنـانيـة السـوريـة , ومـا كشــفتـه مشـاهـد الفيـديـو الذي عـرضـه المـختطفيـن لاحقـا عـن لحظـة مغـادرتهـن مكـان الاختطـاف , والذي بـدت فيـه هـذة الراهبــه تحـديـدا بـحـالـة ارتيـاح نفسي وجسدي وبعـلاقـة علـى مـايبدو اكثر مـن حميميـة مـع خـاطفيهـا , والتي عبـرت عنهـا ودلـت عليهـا طبيعـة تبـادل تحيـات الوداع وكهكهـة الضحكـات التي رافقتهـا الدعـوات للـرب بحـفظ وسـلامـة مجـرمي وارهـابيي جبهـة العهـرة , جـزازي الرؤوس وآكلـي الاكبـاد ومنتهكـي الحـرمـات ومدنسـي بيـوت الله وكنـائس المسـيح , تضـعنـا امـام تساؤولات مشـروعـه عــن تنـاقضـات , أنْ تـكيـل الضحيـة لخـاطفهـا ومنتهـك مقـدسـاتهـا كـل هـذا الاطـراء والمديـح , وعـن خـفـايـا عمليـة الاختطفـاف مـن الالـف حـتى اليـاء , ومـا هـي طبيعـة الدور المخـابراتــي القطـري فـي عمليـات الاختطـاف والاطـلاق ؟ ولمـاذا لـم يصـدر رد مبـاشـر فـي لحظتـه مـن محـافظ ريف دمشـق علـى ماذهـبت اليــه الـراهـبـة التي تحـدثـت بالنيـابـة عـن المختطفـات وادعـت ان اطـلاق سـراحهـن جاء بعـد تـواصـل ييـن الرئيس بشـار الأسـد وبيـن اميـر قطـر ؟ وكـيـف نسـمـح لبعـض سمـاسـرة الاعـلام أنْ يجعلـوا مـن مسـرحيـة راهـبـات معـلـولا وسيلــه مـدفـوعـة الثمـن لتجميـل وجـه مشيخـة العهـر القطـري ومحـاولـة تسـويقهـا فـي الشـارع بـثـوب عفــة وطهـر انسـانـي , وهي الغـارقـة حـتى راسهـا بدمـاء السـوريين والعـراقيين واللبنـانييـن والمصـرييـن ؟

الـذي يـراهـن عـلـى الخـلاف القطـري السعـودي الخليجـي واهـم , ولا يعـرف عـن هـؤلاء العـربـان شيء , ولايفقــه بالسيـاسيـة وألاعيبهـا , فـالاخـتـلاف والتخـالف بيـن مشيخـة المـوز الوهـابي وبيـن مجهلـة التكفيـر الســلـولي ليس علـى النهـج ولا علـى المـوقف مـن سـوريـة او العـراق او مصـر ولبنـان , بـل علـى مَـنْ يتصـدر منهـج وفعـل الاجـرام , ومَـنْ يحظـى برضى اسيـاده فـي تل ابيب وواشنطـن أكثـر مـن الآخـر , فهـؤلاء العـربـان لا أمـان لهـم , ولا ذمـة عندهـم , ولا شـرف كلمـة وعهـد , والـذي يـريـد أنْ يبنـي لـه مجـدا علـى حسـاب ثـوابت الـوطـن ودمـاء الشهـداء واروحـاهـم , فعليـة أنْ يعـرف ان الـرئيس بشـار الأســـد , وإنْ بـارك حلحلـة مـوضعـة الراهبـات , وابـدى المسـاعـدة فـي انجـاح عمليـة التبـادل , لكنــه لسـت غـافـلا عـن نـوايـا الدخـول القطـري علـى خط مـوضـوعـة الراهبـات , وقبلهـا قضيـة مختطفـي اعـزاز , وهـو يعـرف تمـامـا مـا يـلهـث وراءه البعـض , وبتـرخيتـه لطـارف الحـبل إنمـا أراد أنْ يفضـح المتـاجـريـن والأدعيـاء انفسهـم بـأنفسهـم , ويظهـروا علـى حقيقتهـم امـام الشـارع السـوري , حـيث اصبـح الدانـي والقـاصي يتسـائـل ويتحـقق ويـستنتج فـي اخـر الأمـر , إنَ وجـود العنصـر القطـري فـي جميـع ملفـات انهـاء مسـائـل الاختطـاف فيـة دلالـة جـازمـة علـى ان المخـابرات القطـريـة هـي مَـنْ وراء عمليـات الاختطـاف , وهـي المحـرك الفعلـي لأدواتهـا المنفـذة ,وهـي الراسمـة لمخططـات تنفيذهـا من البدايـة حـتى النهـايـة .