خطاب السيد المالكي وخطاب السيد مقتدى/فراس الخفاجي

Tue, 11 Mar 2014 الساعة : 2:19

تواترت الخطابات الهجومية بين زعيم حزب ورئيس وزراء دولة وعادة ما تكون الخطابات السياسية والتصريحات فيها نوع من التهجم بين هذا الطرف او ذاك ولا يمكن ان تتسبب بالنزول الى الشارع بالتعبير عن الرفض من هذا الطرف او ذاك فتكون نتائج هذا الخروج حالة من الفوضى والبربرية التي يمارسها البعض .

ما حصل من نقد لاذع من قبل السيد مقتدى وهو زعيم التيار الصدري كحزب في العملية السياسية مر بشكل طبيعي ولم تخرج مظاهرات جماهيرية منددة بالصدر ولا بحزبه من قبل مناصري المالكي عندما قال عنه الصدر بأنه يقتل ويسرق ويغتصب ودون وقائع توثق ما ذهب اليه في خطابه عندما اعتزل العمل السياسي ليهرب بعيدا عن فساد اعضاء تياره لأنه امتلأت اذنه وعينيه مما رآه من فساد لبعض اعضاء التيار الصدري وبشهادة زملاء لهم من نفس التيار فما معنى ان ترمي ثقل مشاكل التيار وما فيه من اشكالات على رئيس الحكومة ، ومع ذلك قال ما قال السيد الصدر بحق المالكي وهو يمثل العراق كله وليس حزبا او كتلة سياسية ولكن لم نرى ان هناك مظاهرات قد خرجت وعبثت بممتلكات الدولة ومقرات او مكاتب الشهيد الصدر المنتشرة في جميع المحافظات فهذا ايضا له جماهيره ويمكن ان تقوم بنفس الفعل الذي قام به اتباع الصدري اليوم وعلى مسمع ومرأى ممن يمثلهم في مجلس النواب وفي التحالف الوطني ، حيث خرجت التظاهرات في محاولة منهم للضغط على الاخرين ومحاولات اقتحام لبعض المكاتب التابعة لحزب رئيس الوزراء المالكي كما حصل في السابق من اعتداءات على بعض هذه المكاتب وفي مناسبات ثانية كان التوتر سائدا فيها مثل الفترة التي وقعت فيها صولة الفرسان عام 2008 وكأننا في غابات الهنود الحمر والساحة لمن هو الاقوى ، فهل هذه هي الاخلاق السياسية في طريقة التفاهم مع باقي السياسيين ان تكونون بعيدا عن الحوار بالكلمة لتعتمدوا الطلقة والسيف والآلات الجارحة وتحرقوا وتكسروا ؟!! فهل هكذا يتم بناء العراق .

المصيبة الأكبر ان نوابهم في البرلمان العراقي يزيدون الطين بلة فيطالبوا باجتماع عاجل للتحالف الوطني لمناقشة خطاب المالكي او لقاءه على القناة الفرنسية ، أليس من حق المالكي ان يرد على الصدر وخطابه السابق ؟ فهل وصل بنا التقديس للاخرين الى هذه المرحلة ان يخرس الاخرين عندما يتكلم فلان من الناس ، الم يكن الصدر دخل المعترك السياسي وعليه ان يتحمل كل ما يقال في هذا المعترك مثله مثل باقي السياسيين فلماذا هو محصّن من النقد والقدح بخطابه والاعتراض عليه وغيره مستباح .

انا اعتقد اننا في غابة وليست دولة دستورية القوي يأكل فيها الضعيف وتنتشر فيها بربرية الجهلة لتتسيّد على امن واستقرار الناس بتلك التصرفات ولا بد على الدولة حماية الاخرين من تصرفات اولئك الطائشين الذين يجهلون التعايش السلمي مع الاخرين الشركاء لهم في الوطن.

Share |