العشائر الانتخابية/حيدر الجابر
Tue, 11 Mar 2014 الساعة : 2:11

مثل كل مرة، يخرق المرشحون ـ المفترض فيهم الأمانة والالتزام بالقانون ـ لوائح المفوضية العليا للانتخابات، ولكن بطرق أكثر شطارة وحيلة. فلاتستطيع المفوضية أن تمنع العشائر من تهنئة أبنائها أو أبناء غيرها من العشائر، ويمكن أن ترى الاحتيال الواضح من خلال تهنئة عشيرة واحدة لأكثر من مرشح. العشائر المهنّئة وسيلة إعلان مجانية لاتكلف أكثر من بضعة آلاف من الدنانير, ثم لايهم إن كانت توضع على أملاك عامة أو خاصة، فالسباق الانتخابي مثل السياسة.. بلا أخلاق. العشائر تهنئ مرشحين لاتعرفهم على الأرجح، ولايمتّون لها بصلة القربى، بينما يدّعي أولئك المرشحون وصلهم بها من دون خجل.
العشائر العراقية منتشرة في عموم البلاد، ولايفترض بها ـ حين تدعم مرشحاً ـ أن تلتئم أو تفوض أو توكل عند كاتب عدل، إنها مجرد أحاديث وادعاءات، ليس المطلوب إثباتها، ولكن المطلوب نشرها في الشوارع، ليراها الناخبون رغماً عنهم. وإلى ذلك تستغل الحكومة إمكانياتها المالية لدعم قائمة واحدة، ولكن "جوا العباية"، دعم الجيش اليوم سيتحول إلى دعم قائمة بعينها، بأسلوب إعلامي محترف، الشعار والألوان ستظل نفسها، فقط العبارات ستنتقل من دعم القوات الأمنية ضد "داعش" إلى دعاية لقائمة حكومية.. ضد "داعش" أيضاً. سنشهد سباقاً مسعوراً بين المرشحين كلما قرب يوم الانتخابات، وسيتفنن الجميع بالتسقيط الذي سينال الجيد والسيئ، والصالح والطالح.
على ما قيل، ترشّح اثنان من أبناء عشيرتي للانتخابات، وكلاهما أعلن دعم العشيرة ومباركتها بترشيحه، وكلاهما يتمنى ضمان أصوات أبنائها. أنا والمقربين مني لم نلتقِ بالمرشحَين ولم ندعمهما سراً أو جهراً، ومع ذلك، فلن يكلف أحد نفسه بالسؤال عن مصداقية الدعم المزعوم، ربما لأن لا أحد يهتم، أو ربما لان اللعبة مكشوفة لشعب لن تنطلي عليه الحيل من جديد. يجب أن يعلم المرشحون أن دعاياتهم استجداء إذا كانت من دون برامج واضحة، وخطط عمل عملية. وسيستمر استجداؤهم حتى يوم الانتخابات، عندها ستظهر الوجوه الحقيقية، وستغلق الهواتف والأبواب، وسيكتفي المرشحون من دعم العشائر، وسينسونها.
لقد صارت الانتخابات أمراً مملاً، لأنها تؤدي على تغيير الوجوه فقط.
جريدة المؤتمر