كــل يـــوم انـتـصـار وكـل يـــوم تــتســـاقط اقــنـعـــه/د احمد الاسدي
Mon, 10 Mar 2014 الساعة : 23:49

الانهيـارات المـتلاحقــه فـي صفـوف المجـاميــع الاجـراميـة المسلحـة علـى امـتداد جغـرافيـا الحـدث الســوري وإنْ بــدى متسـارعــا لكنـه مـتـوقعــا , ولـم يخـرج عـن حـسـابـات الخـطط العسـكـريـة التـي وضـعتهـا القيـادات العسـكريـة والسيـاسيـة لـلدولـة الســوريـة , والـتـي اخــذت منحــى مغـايـر لمـا كـانت عليــه قبـل معـركـة القصـيــر , الـتي قـلبـت واقــع الارض مـن متـطلبـات الاحـتـواء الـى وجـوبيـات الهجــوم , وجـاءت بنـتائـج مـســتقبليــة مـفصليــة علـى مســتوى الاســتـراتيـج العسكــري بشــقيـه المـادي التعبـوي والمعنـوي الـتحـفيـزي , حـيث التقــدم الكبيـر الذي تحـقق قـي قـاطـع عمليـات يـبرود , والنجـاج فـي طـرد يــد الارهـاب التكفيـري الآثـم ومـرتـزقــة اسـرائيـل والعـربـان مـن بـلــدة الــزارة المهمـه باسـتراتيجيـة جغـرافيتهـا , ســواء بـإشـرافهـا المبـاشـر علـى الطـريـق الدولـي الـرابط بيـن الوسـط السـوري بســاحلــة , او بممـراتهـا العشـوائيــة لـلـجهـد الداعـم البشـري والتسليحـي للمجـاميـع المسلحـة القـادم عبـر الحـدود اللبنـانيـة نحـو العمـق السـوري .
ومــع تـقـادم صـفحـات الانتصـار التي يـحققهـا الجيش العـربي الســوري يـومـيــا هـذه , تـتسـاقط مـن الجهــة الاخـرى اقـنعــة دعــاة الثـوريــة الـزائفــه والمعـارصــه الاعـتـلاليــه , فـبعــد أنْ احـتـرقــت ورقـــة السـلميــه مـُبكــرا التي ادعـوهـا , وبـرز دور الارهـاب واجـرامـة علـى السطـح تتابعيـا , وانكـشـفت على الملأ خـفـايـا نـوايـا الاجنـدة الامـريكـيـة الغـربية العـربـانـية وتـآمـراتهـا القذرة لتـمـزيــق الـدولـة الســوريـة , يـنفضـح يـومـا بعـد يــوم الـدور الاسـرائيـلي المتصهيـن فـي المشهـد السـوري وارتبـاطـات قيـادات مـايسمـى بـالمعـارصــه بتل ابيب , هـذا الـدور الذي طـالمـا دأب البعض الخـائـب علـى تكـذيبــه , وعمـل آخـريـن علـى ايجـاد مبـررات واهيــه لتمـريـره تحـت مظلـة المسـاعـدات الانسـانيـة للاجئيـن والجـرحـى تـارة , او تسـويقـة بـحجـة كـونـه مجـرد تقـاطـع مصـالح مـرحلي بيـن المعـارصـه و اسـرائيـل تارة اخـرى , حـيث مـاعـاد للمبـررات هذة مـن مسـوغ يمكـن أنْ ينطلي حتى على اصحـاب العقـول المـُغيبــه , بعـد أنْ أصبـح اللعـب علـى المكشـوف وبـدون أي خجـل واحـراج , فـالمعـارص كمـال اللبـوانـي عضـو الهيئـة السياسيـة فـي الاعـتلال السـوري , لا يخـفـي حقيقــة أن معظـم القـوى المسلحـة التابعـة للمعـارصــه علـى الارض حـسب تـوصيفــه لا خـلاف لهـا مـع اسـرائيـل , وهـي علـى استعـداد للتعـاون والتنسـيـق مـعهـا حاليـا ومستـقبليـا , بـل ذهـب الـى مـا هـو اكثـر انحـدارا فـي صـراحتـه العهـريـه بتمنيــه علـى اسـرائيـل اقـامـة منطقـة حظـر جـوي فعلـي بمسـافـة مئــة كيلومتـر فـي الداخـل السـوري المحـاذي , كمـا دعـاهـا الـى تكـرار تجـربـة الجنـوب اللبنـانـي واقـامـة جيش عميـل لهـا علـى غـرار جـيش ( لحـد ) بنسخـة ســوريــة , و اثنـى علـى الجهـود المبذولـة لكسـر طـوق العـداء والكـراهيـة والخـوف ومـد وشـائج تـرابط مجتمعـي سـوري اسـرائيلـي .
الـذي يجـادل بـأن مـا ذهـب اليــه لبـوانـي هـذا , إنمـا يعبـر عـن وجهـة نظـره الشـخصيـة فهـو منفصـل عـن واقعــه , لأن المعطيـات علـى الارض وحجـم الدعـم الذي تطلـع بتقـديمـه اسـرائيـل لمـا يسمـى بالجيش ( الح ر ) تحديـدا والجمـاعـات الارهـابيـة جمعـا , يتعـدى حـدود تكتيكـات تقـاطـع المصـالح ويمـتـد الـى اعمـاق التحـالفـات الاسـتراتيجيـة , فـلا احـد قـادر علـى انكـار خلفيـة استهـدافـات الجمـاعات المسلحـة المبرمجـة والمدروسـة لمنظـومـات الدفـاع الجـوي السـوري والقـواعـد الصـاروخيـة الدفـاعيـة , التي جـاءت تلبيـة لتعليمـات وأوامـر اسـرائيليـة بحتـه , استطـاعـت مـن وراءهـا اسـرائيـل تـأميـن طـريـق سـالك لطـائـراتهـا التي وجهـت ضـربـات غـادرة لبعض المـواقـع الحيـويـة والمـراكـز البحثيـه السـوريـة لاحقـا , نـاهيـك عـن تـأميـن تل ابيـب مـلاذا آمـن لمـرتـزقتهـا يتحـركون منـه وإليــه عنـد قيـامهـم بعمليـات ارهـابيـة بالضـد مـن مواقـع الجيش العربي السـوري وجهـده العسكـري والامنـي .