لماذا إختار الصدر حوزة قم بدلاً من حوزة النّجف؟/عزيز الخزرجي
Sun, 9 Mar 2014 الساعة : 2:04

كشف مصدر مطلع داخل التيار الصدري، عن وصول السيد مقتدى الصدر الى ايران قادما من مدينة النجف الاشرف، لمتابعة دراسته الحوزوية في مدينة قم، التي تعتبر المركز الديني ألرئيسي في إيران و آلعالم لدراسة الاسلام المحمدي الأصيل.
و قال المصدر في تصريحات صحفية ان "الصدر غادر العراق عبر مطار النجف باتجاه ايران يوم أمس برفقة عدد من مساعديه المقربين"، مرجّحا ان "الزيارة لن تكون قصيرة لا سيما و انها تأتي بعد ايام من اعتزاله للسياسة و تعيين لجان مخولة لادارة "براني" السيد الشهيد و عدد من المؤسسات التي استثنيت من قرار الحل و الاغلاق" ألتأريخي.
و لفت المصدر الى ان "الصدر سيحاول استئناف دراسته الدينية العليا على ايدي اساتذته في حوزة قم الدينية بعد نحو عام من عودته الى البلاد و انقطاعه عن تعليمه الديني."
و كان الصدر قد عاد الى النجف مطلع عام 2011 بعد اربعة اعوام قضاها في مدينة قم الايرانية لمتابعة دراسته الحوزوية هناك منذ اوائل عام 2007 م.
و كان زعيم التيار الصدري بالعراق مقتدى الصدر قرر منتصف الشهر الماضي اعتزال الحياة السياسية، و الانسحاب من الحكومة، و إغلاق جميع المكاتب التابعة له.
و اتهم الصدر، في خطاب ألقاه في 18 من الشهر الماضي، الحكومة العراقية بالحصول على الدعم من الشرق و الغرب لتحقيق أهدافها ألمحدودة بعيداً عن مصلحة الأسلام و العراقيين، قائلا:"إنها تسمع كلام أسيادها، و أن العراق بات يحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود".
و قبيل مغادرته النجف الاشرف قرّر الصدر الاعتماد على المبدأ الإعلاميّ الانفتاحي الشمولي و الرأي و الرأي الآخر في المقومات الإعلامية الجديدة لمجلة (الهدى) المعبرة عن التيار الصدري.
و جاء قرار الصدر في جواب على سؤال لأحد أتباعه عن ماهية وجود انفتاح اعلامي معتدل في مجلة الهدى.
و آلسؤآل آلأهم ألذي يطرح نفسه و بقوّة هو:
لماذا ترك الحوزة العلمية في النجف ألتي كان يترأسها والده الشهيد محمد الصدر و إختار الحوزة العلمية في قم لأكمال دراساتاته العليا لمعرفة أصول الاسلام و فروعه و فلسفته؟
هل هناك فرق بين المدرستين ألنّجفيّة و آلقُّميّة و كلاهما تدّعيان دراسة العلوم الدّينيّة؟
ألجواب:
نعم؛ هناك فروق جوهرية و أساسيّة في منهج أصول المدرستين؛
فآلمدرسة الأولى(النّجفية) تهتم بتفاصيل الفقه لأستنباط الأحكام العبادية - الشخصية - المحدودة - و لا يعنيها غاية الأسلام و فلسفته و روحه و ما يجري على المسلمين, و كانت هكذا منذ تأسيسها على يد الشيخ الطوسي أو قبله المفيد في بغداد قبل أكثر من ألف عام و إلى آلآن تسير على ذات النهج و لم تغيّره الأحداث و الزمان و المكان و آلعلم و التغييرات و آلتطور العلمي والفكري على كلّ صعيد بل عاشت بمعزل عن كل ذلك حتى يومنا هذا!
و لعل هذا هو السبب ألرّئيسي في تحجيمها و ضمورها و إنزوائها خصوصاً بعد ما نجحت المدرسة الثانية(ألقُميّة) في إحياء الأسلام من جديد بعد ثورة الأسلام بقيادة الأمام الخميني(قدس) عام 1979م.
أمّا المدرسة الثانية(القُمّية) ألتي تأسست على يد الفقيه الكبير عبد الكريم الحائري ثم السيد البروجردي ثم الأمام الخميني؛ فأنّها بآلأضافة إلى تدريس تفاصيل الفقه لأستنباط الأحكام العبادية الشخصية .. فأنّها تهتم و تُدرّس جميع القضايا و الأصول و الشؤون المتعلقة بآلدين و آلدّنيا و ما يجري في العالم ككل, و قد إكتسبت هذه المدرسة الطابع الأكاديمي بشكل خاصّ بعد التوصيات الهامة التي أكدها و رعاها قائد العلم و الأسلام و الأنسانية الأمام القائد الخامنئي ألذي يُعتبر الوريث الشرعي لمدرسة الصدر الأول و الأمام الخميني العظيم من خلال فرضه لـ (أصول) الأمام الصدر الأول(قدس) كمنهج أساسي لدراسة الفقه و كذلك إحداث التخصصات العلمية بجانب ذلك من قبيل الأقتصاد و آلأدارة و المال و آلسياسة و الأجتماع و القانون و الفلسفة و آلفلك و غيرها من آلأختصاصات التي كانت الحوزة العلمية تفتقدها من قبل!
و تأتي هذه الأجراآت بعد الأطلاع الواسع من قبل سماحته – أي السيد الخامنئي - على تفاصيل المدرسة الصّدرية – الخمينية التي رعاها و بيذناها آية آلله العظمى السيد محمود الهاشمي أحد أبرز و أكبر تلامذة الأمام محمّد باقر الصدر (قدس) و هو آلذي أشرف على بحث تعارض الأدلة الشرعية و آلأصول الصّدرية لرسالة آلأمام القائد الخامنئي(قدست أسراره)!
لهذا إكتسحت هذه المدرسة العملاقة جميع المدارس الفقهية القديمة ألمحدودة, بحيث جعلتها تابعاً ذيلياً لها و مهمشاً في حركتها في الواقع الأسلاميّ بل و الأنساني اليوم!
لذلك جاء إختيار السيد مقتدى الصّدر للدراسة في الحوزة القُمّية دقيقاً كبديل للحوزة النجفية التقليدية؛ نتيجة لتوصيات كبار فقهاء و تلامذة الأمام الراحل الفيلسوف الفقيه محمد باقر الصدر(قدس) و في مقدمتهم آية الله العظمى السيد كاظم الحائري الذي يعتبر من أبرز تلامذة الشهيد الفيلسوف بعد آلسيد محمود الهاشمي الشاهرودي.
نتمنى له و لكل تابع لمدرسة الشهيد الصّدر (رض) الموفقية و النجاح لأنقاذ العراق و آلأمة بقيادة الأمام الخامنئي(قدس) من الجّهل و آلتبعية و آلخنوع و الدّين التقليدي الذي إنتشر في العراق و في الأمة العربية حتى قتل روح الأسلام و جعل المسلمين تابعين لكل مستعمر و مستغل و منافق!
عزيز الخزرجي