الثورة التي افشلت الاحتلال السعودي لن يثنيها التشويش الاعلامي وارهاب الدولة/حركة احرار البحرين الاسلامية
Sat, 8 Mar 2014 الساعة : 1:27

ما كنا نأمل ان تصل الامور في بلدنا الى حالة العنف التي اوصلها الخليفيون اليها. فالعنف لا يحل المشاكل ولا يقضي على القضايا العادلة. ولقد انطلقت ثورة البحرين سلمية منذ بدايتها وحافظت على ذلك طوال سنوات ثلاث. وبرغم الاحتلال السعودي المقيت فقد أصر الشعب على مواصلة ثورته باساليبه المتحضرة واضعا المقاومة المدنية نصب عينيه. ولطالما دعت القيادات السياسية والدينية للحفاظ على ذلك برغم الممارسات الارهابية للعصابة الخليفية. وكان واضحا ان أساليب البطش والارهاب الرسمي ستدفع بعض المجموعات المندفعة التي تشعر باليأس من الاساليب السلمية لتبني خيار الرد بالمثل على الارهاب الرسمي، تحت شعارات مختلفة منها "الدفاع عن النفس" و "رد العدوان" وغيرها. وبرغم التزام القيادات السياسية بخيار المقاومة المدنية السلمية فان تأثير اساليب البطش السلطوية على توجهات المجموعات الشبابية يفرض مسارا آخر، فيمارس العنف تحت العناوين المذكورة. مع ذلك تصر المعارضة على الخيار السلمي وتدافع عنه، وتضغط على المجتمع الدولي لممارسة دوره في ردع العصابة الخليفية على العدوان الذي يؤدي للعنف والعنف المضاد. وما جرى هذا الاسبوع، اذا كانت الرواية الخليفية صحيحة، انما هو تجسيد للمخاوف التي طالما طرحتها المعارضة وحذرت منها. هذه المعارضة تعلم كذلك ان الخليفيين يسعون من جانبهم لتحويل الصراع من حالته السلمية الى مناوشات عنيفة، لكي تكسب عطف العالم وتبرر جرائمها التي ترتكبها يوميا بحق الوطن والمواطنين. ان هناك اصرارا على ابقاء الثورة حالة مدنية سلمية، بشكل جاد، فلا تتراخى او تتراجع او تساوم، ولا ترضى بأقل من التغيير الحقيقي الذي يضع حدا للعدوان الخليفي على الشعب. يعلم الخليفيون قبل غيرهم ان تبنيهم العنف في مواجهتهم للشعب لن يفيدهم كثيرا. فهم الذين جاؤوا بالاحتلال السعودي، وقننوا بذلك استخدام القوة المفرطة لمواجهة ثورة شعبية شاملة، وهم الذين استقدموا المرتزقة من كل مكان لاستهداف ابناء البلاد. وهم الذين شرعنوا قتل المواطنين بالرصاص تارة والشوزن اخرى، والغازات ثالثة، والتعذيب رابعة. انها حرب تصفية واضحة يهدف العدو الخليفي من خلالها لتصفية الوجود الشعبي كمصدر للمقاومة السياسية المشروعة.
لقد كشفت حادثة الديه امورا عديدة. اولها كذب الدول التي شاركت في احتلال البحرين بدعوى انها جاءت للحفاظ على المنشآت الاستراتيجية في البلاد، وليس لمواجهة الشعب. وجاء مقتل الضابط الاماراتي ليؤكد ان قوات الاحتلال تمارس ادوارا ميدانية ولا يقتصر دورها على التمركز عند المنشآت المهمة. ثانيا: ان استمرار العصابة الخليفية بممارسة البطش والعنف والتنكيل والاستخفاف بحياة الناس امر خطير لا يستقيم مع من ينتمون للاسلام او الانسانية. وهذا يقتضي عملا متواصلا لاحداث تغيير جذري في البحرين لانهاء عقود من معاناة البحرانيين على ايدي العائلة الخليفية. ثالثا: انه في ضوء تصدع مجلس التعاون الخليجي من داخله، طرحت تفسيرات اخرى لحادثة الديه من بينها انها فبركة من قبل الخليفيين المدعومين من قبل السعوديين لتبرير استقدام المزيد من المرتزقة لاستهداف الشعب البحراني الاصلي (بشيعته وسنته). وقد اشار الكاتب القطري يوم الاربعاء الماضي الى ذلك بوضوح، وربط ذلك بالتفجير الذي حدث في الدوحة وقتل اكثر من اربعين شخصا. رابعا: اصبح واضحا ان مستقبل دول مجلس التعاون اصبح مرهونا بالارادة السعودية وقرارات الرياض اكثر من اي وقت مضى، وان على شعوب هذه الدول ان تتحرك للضغط على حكوماتها لمقاومة الهيمنة السعودية التي كشفت وحشية سياسات الحكم السعودي تجاه الآخرين، كما ظهر من اعمال الارهاب في العراق وسوريا وباكستان وافغانستان وغيرها، على ايدي المجموعات التي يدعمها الحكم السعودي. خامسا: ان العالم العربي اصبح مهددا بالعودة الى اوضاع اكثر سوءا مما كانت عليه قبل ثورات الربيع العربي، وان قوى الثورة المضادة استطاعت ليس وقف عقارب الساعة بل تحريكها بالاتجاه المعاكس. وما استهداف قطر من قبل السعودية وحليفتيها وتهديدها بالمزيد من العقوبات والحصار الا تعميق للهيمنة السعودية ورسالة واضحة لمعارضيها بان الرياض لن تتردد في اية خطوة ضرورية لمواجهة من يسعى للاستقلال في مواقفه وسياساته عن النهج السعودي. سادسا: ان الغربيين يمارسون ابشع اشكال النفاق بالصمت على ما يمارسه النظام السعودي، وتوفير الدعم السياسي والمعنوي لحكم عائلي فشل في قطع اية خطوات على طريق التحضر والتحديث. وزيارات المسؤولين البريطانيين مؤخرا، وفي مقدمتهم الامير تشالز، يكشف تناقضات السياسة البريطانية وتحاشيها ازعاج الحكم السعودي.
في ضوء هذه الحقائق، يمكن استيعاب وعي الثوار البحرانيين الذين لم تهزهم حملات الترهيب الخليفية، واصرارهم على مواصلة طريق الثورة بدون تراجع او تردد او مساومة. ان ثباتهم على المطالب ضرورة لضمان النصر. والنصر يتحقق بطرق شتى، اغلبها غيبية، تخرج عن نطاق المحسوب والملموس، لتتصل بالارادة الالهية التي لا يعجزها شيء. فمثلا من كان يتوقع ان تستمر ثورة الشعب ثلاثة اعوام متواصلة برغم الاحتلال السعودي والاماراتي؟ وبرغم تضافر كافة قوى الثورة المضادة ضدها؟ من كان يعتقد ان ان مجلس التعاون الخليجي سيتصدع من داخله كما حدث هذا الاسبوع؟ أليس من الممكن ان تتصدع العصابة الخليفية من داخلها ايضا فيتحقق سقوطها السريع؟ الشعب العراقي صبر 35 عاما على صدام حسين الذي كان مدعوما من قبل الغربيين وحكام الخليج بدون حدود، خصوصا بعد الثورة الاسلامية في ايران، فمن كان يتوقع ان تتبدل الظروف لتهييء الظروف لتدخل غربي اجتث نظامه من الاساس؟ امور عديدة هنا يجب ان تكون واضحة في الاذهان، ومغروسة في القلوب والنفوس: اولها ان انتصار المظلومين محتوم بوعد إلهي لا يتغير "انهم لهم المنصورون، وان جندنا لهم الغالبون"، "وكان حقا علينا نصر المؤمنين". ثانيا: ان الصمود والثبات وعمق الايمان ضرورة لتحقق ذلك، وهذا يعني ان يكون الامل سيد الموقف وان لا يكون هناك ضجر او تعب او كلل مهما صعبت الامور. ثالثها: ان لا يمد احد حبل الانقاذ للنظام تحت اي مسمى، فذلك يطيل عمره ويعقد مشروع التغيير ويؤجل سقوط حكم العصابة. رابعها: ان يكون هدف الثورة واضحا، وهو احداث تغيير جذري في النظام السياسي الحاكم، وانها ليست من اجل خفض اسعار الكهرباء مثلا او زيادرة الرواتب او اي مطلب معيشي آخر، فالمشكلة سياسية ترتبط بالسؤال الجوهري: كيف يجب ان تحكم البلاد؟ ومن يختار النظام؟ وليس اي موضوع آخر. خامسها: ان التضحيات مهما تصاعدت ستكون اقل من التكلفة البشرية والمادية التي تستنزف يوميا بوجود العصابة الخليفية متحكمة في شؤون البلاد والعباد. سادسا: ان الايمان العميق بالارادة الالهية والاستسلام المطلق لها، والانطلاق على اساس اداء التكليف الشرعي، بعيدا عن الاعتبارات الاخرى، من اهم عوامل النصر وثبات اقدام المؤمنين.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية