ماذا يريد اسامة النجيفي من العراق ..؟/فراس الغضبان الحمداني

Fri, 7 Mar 2014 الساعة : 3:15

من يتابع المشهد السياسي العراقي سيكتشف العديد من الحقائق المريرة التي تؤكد إن بعض ساسة العراق مصابين بعقد شخصية تنعكس على قرارهم السياسي وموقعهم الوظيفي حتى أصبح رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي يرمي بكل اسقاطاته الذاتية والطائفية ضد الحكومة والتي بالتأكيد يتحملها الشعب العراقي الذي ما زال محروما من ابسط الحقوق والخدمات والتي تكرست بيد النخب السياسية منذ عام 2003 وحتى وقت غير منظور .

ولعل المتابع السياسي يتساءل عن غرابة العلاقة ما بين رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء نوري المالكي وهما يمثلان رأي أساسي وانسجامهم يعني تقدم البلاد ووصولها إلى بر الأمان وتقاطعهما يعني الخراب والعودة إلى ما قبل المربع الأول وربما لخطوط دون الصفر وهذا ما يحدث اليوم فعلا .

فرئيس مجلس النواب مصاب بعقدة تأكيد الذات ولعل أول ما قام به من فعالية وبأول جلسة هو خروجه من طور قائمته العراقية منصبا نفسه رئيسا للشرعية التي لا تمثل أحدا إلا النجيفي نفسه ويؤكد ذلك ممارساته اللاحقة والتي تعبر عن دكتاتورية علاقاته مع بقية الأعضاء ثم تفرده للقيام بجولات خليجية وعربية ودولية وإقليمية بدافع تأكيد الذات وليس من اجل مصلحة عليا للعراق حتى انه كان يترك الوفود الرسمية ويلتقط الصور مع كبار المسؤولين وبحضور أقاربه، ومن يتأمل تلك الجولات النرجسية سيكتشف بأنها شخصية وليست برلمانية .

ولعل العقدة الأخطر في صراعاته مع المالكي هي عقد ولكن من نوع آخر لتأكيد الذات هو عدم انسجام رأيه الشخصي مع رئيس الحكومة مما سيقود البلاد إلى الدمار وخير مثال على ذلك اختلافه على امور كثيرة وخطيرة وصراعاته المريرة حتى العظم التي تجسدت اثارة الخلافات وتصعيدها فالنجيفي يتمسك بالطائفية ويتعاطف ويشجع البرلمانيين المتآمرين وهو يعلم إن بينهم من الإرهابيين والبعثيين ، ويفعل ذلك نكاية بالماكي وأيضا لاستمالة أطراف كثيرة لضمان مستقبله السياسي وحماية مصالحه الشخصية وما يرتبط به من حاشيات لضمان الامتيازات للأسرة النجيفية على حساب الهوية العراقية .

ترى ما ذا يريد النجيفي من كل ذلك وباختصار شديد انه يريد تعظيم ذاته ليصبح إمبراطور زمانه ولا يهمه بعد ذلك مصير العراق والعراقيين .

Share |