قفشه على قهوة الصباح/ نصير السلام الجابري
Fri, 7 Mar 2014 الساعة : 3:10

معيوف أحد سكنة ناحية القيارة التي أكتشف فيها النفط منذ بداية استخراجه في العراق سنة1927 من قبل الأنكَليز وهو رجل كبير بالسن قياساً باقرانه العمال العاملين بشركة النفط الأنكليزية التي تعمل هناك .
ومعيوف هذا يجيد التملق والتزلف للأنكليز (لوكَي حد الحموضه ) مستغلا أي مناسبة تسمح له بأظهار قابلياته تلك...وبسبب ذلك أولاه المهندس الأنكَليزي كلارك ثقته ونصبّه (كنديرا)أي مشرفاً على العمال والذين يعاملهم معيوف بمنتهى القساوة والتسلط والتعالي .فيما سمح له بتوظيف اخوه خضيري وأبنه معتوكَ معه وباجر مغرِ
يبدأ معيوف يوم عمله بالتجوال في مقر الشركة موجها العمال بتنظيف وأدامة وترتيب غرفة المهندس كلارك.ويتعمد أصدار الأوامر بصوت عال للعمال ليسمع ولي نعمته المهندس الأنكليزي محاولا ترسيخ قناعته بانه اللولب الفاعل في عمل الشركه وبدونه تنفقد السيطره على هؤلاء العمال الريفيون البدائيون..فتراه يصيح
-تحرك يول نظّف غرفة المهندس كلارك واريدها تلمع والا وتالله وبالله أنعل أهل اهلك أذا لكيتها مو عالمرام ...فاهم كلامي يولو؟؟؟
-صار عمي معيوف أنت تأمر أمر....
ثم يقوم بعد ان ينتهي العامل من تنظيفه بمسح الأثاث الخشبي في الغرفة باصبعه فاذا ما علق باصبعه شيئا من الغبار أمسك بالعامل من أذنه يجر به ويتسائل..
-شنو هذا يولو يزمال؟؟؟؟
وقد تعلم بعض المصطلحات الأنكليزيه وأولها كلمتي (دسمسد) والتي تعني بالعربية (مطرود) و(فنش) وتعني أنهاء واللتان يكثر من استعمالهما عند تهديده للعمال قائلا
-يولو بألله أذا ماصرت آدمي ألا أفنشك وأدسمسك!!
ذات يوم أستدعى المهندس الأنكليزي كلارك معيوف الكندير وهو مستاءاً مكتئباً بسبب فقدان ساعته المنضدية المنبهة وأبلغه بان عليه أن يجدها لأنها سرقت على مايبدو من قبل العمال الذين يدخلون ويخرجون لأدامة وتنظيف مقر الشركة وعندما علم معيوف بالأمر جن جنونه وأستشاط غضباً امام كلارك وأبدى أستهاجانه له من هذا الفعل الشنيع مع المستر الذي أمن لهم مدخولا وأجراً يحلمون أن يحصلوا عليه في بغداد وكركوك في منصف الثلاثينات من القرن المنصرم ...وراح داعياً عمال الشركة في كافة اقسامها وورشها للتجمع أمام (الطارمه)في الساحة المواجهة لمقر الشركه خاطبا فيهم
-يولو أسمعوني زين (ومهندس كلارك يتخطى خلفه على أرضية الطارمه منصتاَ)يولو المستر كلارك ضيفنا وبارضنا وعلينا واجب نحطه بطبايكَ عيونه ونصونه...ما نبوكَه!!!! أسمعوني ...المستر مظيع الألارم مالتو(الساعه المنضديه المنبهه)....خو ما أجاهه طير وشاله بهذا الكمب(المعسكر) فاحسن الكم طلعوها وصيروا أوادم ....يولو عيب وخزي علينا..المستر ينباك بيناتنا....أبن الزنا اللي أخذ الساعه أحسن لو يرجعها ..والا وتالله وبالله اليوم ماكو احد بيكم يخطي باب الكمب ...يول اسمعو...ثم فجأة صعق معيوف عندما رن جرس الساعة في خباءه هو طررررططرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررط. فقدكان معيوف هو من قام بسرقة الساعة من غرفة المهندس كلارك وهو لايعلم بان منبهها موقت باللحظة التي كان يخطب بها على العمال وقد وضعها في خباءه (بحزته النكَري كان ظامها) فما كان من المستر كلارك الا ان تقدم اليه بهدوء الأنكَليز المعروف ومد يده في خباءه ومعيوف متسمر في مكانه لايلوي على فعل أي شئ وقد تجمد الدم في عروقه من هول المفاجأه وأستخرج ساعته التي كانت لاتزال ترن وخاطبه قائلا
-يو فنش دسمسد.....كَو ..يالله برا...خذ أخوك وأبنك وياك....وأنزع قميسك ...برا...برا ...دسمسد
وهتف العمال الشامتون والفرحون بما حل بمعيوف وهم يشيعونه الى باب الشركه الخارجي(طلع معيوف...حاميها حراميها)