هل سنلدغ من جحر مرتين ؟/سعد جوده الزيدي
Thu, 6 Mar 2014 الساعة : 23:57

الانتخابات العراقية على الأبواب والشعب العراقي يخوض تجربته الانتخابية البرلمانية الرابعة بعد الجمعية الوطنية ودورتين برلمانيتين تمخضت عنهن ثلاث حكومات مركزية منتخبة أو على الأدق مختارة من قبل منتخبين ، بعد الحكومة الانتقالية التي عينت من قبل الاحتلال الأمريكي ، والسؤال هنا كيف ستكون خياراتنا كناخبين عراقيين في اختيار ممثلينا لمجلس النواب القادم هل إن تجاربنا الانتخابية السابقة قد فعلت فعلتها بصقل قدرتنا على الاختيار كما هي شعوب الأرض ، أم إننا سنهرع لصناديق الاقتراع بعد شحنة عاطفية يبثها في أرواحنا من همه الوصول لمبتغاه بأي سبيل لنفرغ شحنتنا العاطفية هذه بورقة الاقتراع من خلال كتابة اسمه ، ثم إذا ما تشكلت حكومة عبارة عن ترجمة لخيارنا هل سنجلس ونتحول إلى فلاسفة ننتقد مواقفها ونصحح أخطاءها ؟ والحقيقة إنما الانتقاد ومحاولة التصحيح هذين هما لبناء بنيناه بأيدينا يجب أن لا يلام عليه غيرنا . هل سيكون خيارنا على أساس الطائفة أو العشيرة أو العلاقات الاجتماعية كالقرابة , والصداقة ، والجيرة ، و إن هذا المرشح طيب القلب قد أهداني ( بطانية صوف ، ورصيد أبو العشرة ) فقط ؟ أم سنأخذ بنظر الاعتبار التأريخ الوطني للمرشح وسيرته الذاتية ولأية قائمة ينتسب وما هي سياسة هذه القائمة وموقفها تجاه بلاء الطائفية الذي أبتلينا به والذي جر علينا الويلات ، و ما هي مشاريعها ،إذا ما وصلت للحكم ، لتجفيف انهار الدماء التي تسيل منذ عقد من الزمان وما هي خططها لتطوير الاقتصاد الوطني ، و توفير فرص عمل لجيوش العاطلين من الشباب ، وكيف يمكنها انتشال الكثير ممن يعيش تحت مستوى خط الفقر من الذين يعتاشون على البحث في القمامة أو التسول في تقاطعات الطرق ،بل هل تملك هذه القائمة رؤية واضحة لخلق علاقات جيدة ومتوازنة مع دول جوار العراق وغيرها من الدول المهمة للتفرغ لبناء داخلي لدولة حقيقية ؟ أم هل سنكون مصداقا لقول اينشتاين (( الغباء هو فعل الشئ نفسه مرتين بنفس الاسلوب والخطوات مع انتظار نتائج مختلفة )) ؟؟؟؟؟؟
اعتقد من خلال استطلاعي لآراء كثير من الناس اشعر بخيبة أمل كبيرة وكأن هذا الكثير لا يرى ولا يسمع وحاستيه هاتين لا يعملان إلا في يوم الانتخاب أو قبلها بأيام قليله فعند صندوق الاقتراع لا يتذكر من الفيلم إلا كيف ندم الشرير قبيل نهاية هذا الفيلم وأصبح خيرا حنونا .