المـصـارحـة والمصـالحــة ضـرورتـان ولــكـــن /د احمد الاسدي
Wed, 5 Mar 2014 الساعة : 19:06

تـابـعنـا وبـتفـاؤل خـطـوات المصـالحـات الـوطنيــة التـي شــهـدتهـا وتشهـدهـا منـاطـق لسـت بـالقليلــه علـى الجغـرافيــة الســوريـة , ولعـل الأكثـر فيهـا الـقـصبـات والمـدن المتـاخمـة لـدمـشــق العـاصمــة و بـلدات ريفهــا , مـن المعـضميــه حــتى بيـت ســحـم مـرورا بمـضـايـا وبـرزه والقـابـون ويـلدا وبيبيـلا ,والتفـاهمـات التـي جـرت علـى ارض مـخيـم اليـرمـوك واجــزاء مـن حـمـص , حـيث الجـلـوس تحـت خيمـة الـوطـن ووضـع خـرائط طـريـق واضحـة المعـالـم والشـواخـص لبنـاء ســوريـة المتجـدده , وانتشـال الشـارع الســوري مـن مسـتنقـع التـفتت والتنـاحـر والاصطفـاف والتخـنـدق المذهـبـي والدينـي والقـومـي المتعنصـر , والانتقال بالمجتمع الـى ضفــة الـوطنيــة الجـامعــة كـانت ولا تـزال مـن اولـويـات سـيـاسـة الدولـة السـوريـة وشــخـص الـرئيس بشــار الأســد , وهـي عـنـدمـا وجـدت طـريق لهـا للـتطـبيـق علـى ارض الـواقــع اليـوم , إنمـا تعكـس انطبـاع و دلالــه علـى عـودة بـوصلــة الكثيـريـن الـى الاتجــاه الـوطـنـي الصحيـح بعــد أنْ إنحـرفــت طـوال الفتــرة المنصـرمـة مـن عمـر الأزمـة الســوريـة عـن مسـارهـا , واضـاعـت الكثيـريـن فـي متـاهـات تشـعبـاتهـا التي فـُـرضت علـى البعـض منهـم قســرا , وأخـرى اخـتـارهـا اصحـابهـا بقـنـاعـاتهـم عـنـدمـا تخـنـدقـوا بمعسـكـر التـآمـر و اصطفـوا مـع اعـداء الـوطـن , أمـا بســب قصـور فـي نظـرتهـم وجهـل بمـا يـدور حـولهـم , أو برغبــة ذاتيــه واصـرار عمـالاتـي لخـدمـة مشـروع بعينـه و تمـريـر غـايـات تـآمـريــه هـم جـزء مـن منظـومتهـا , وفـي طبيعـة الحـال فـإنَ الصنـف الأخيـر هـم الأخطـر علـى خـطـوات التصـالـح مـوضـوعـة البحـث , ويجــب أنْ لا ننخـدع بـخطـابهـم و لا نجعــل مـن اعـلامنـا الـوطـنـي الرسمـي وغيـر الـرسـمـي مـنبـرا دعـائـيـا ومجـانيـا ليسـوقـوا مـن خـلالـه بضـاعتهـم الفـاســدة , حـتـى وإنْ حـاولـوا تغليفهـا بـأوراق الـوطنيـة والحـرص علـى الـوحـدة المجتمعيــة .
أنْ يسـيـر الحـوار الـوطـنـي بمـوازات الانتصـارات والانجـازات التي يحـققهـا رجـالات الجيش العـربي السـوري علـى امـتـدادات منـاطـق المـواجهـة مـع الارهـاب وعصـابـاتـه , فهـذا عـيـن الصـواب , وبكـل تـأكيــد إنــه الخيـار الانجـع لتقـليص فجـوة الاستهـداف الارهـابي وتجـفيف منـابعـة , وفيــة مـن الحنكــة الكثيـر لســحـب البســاط مـن تحــت اقــدام اصحاب نـوايـا الشـر المتـاكلبيـن علـى اسـتبـاحـة حـرمـة الـدم السـوري وأولئــك المـراهـنيين علـى اطـالـة أمــد الحـرب والـلاعبيـن علـى ورقــة اســتنزاف الدولـة وجـيشهـا واســتفـزاز صـبـر حـلفـاءهـا , ولـكـن هـل نحــن بحـاجــة الـى أنْ يطل علينـا يـوميـا أحــد شــيـوخ الفـتـن وادوات الشـيطـانيـة الاخـوانيــة , الـذيـن كـانـوا حـتـى الأمس القـريـب الخنجـر الـذي يجتـز الـرقـاب , والـزيـت الـذي يشعـل النـار , واللســان الـذي يــؤجج النعـرات ويدعـو الـى استبـاحـة المقـدسـات ويفتــي لإراقــة الدمـاء , ليلقـي المـواعظ والخطـب ويحـاول أنْ يسـوق نفســه بـطلا وطنيـا وشخصيـة فــذه ومـلاك رحمــه وقــدوة مجتمعيــة ؟
هـكـذا أمـر مهمـا كـانت دوافعـه والمبـررات وراء تكـراره علـى المنـابـر الاعلاميـة الوطنيـة والغـايــة مـن تســويقــه ,فهو ليس فقـط خـاطيء وإنما مـرفـوض , فــذاكـرة الانسـان الســوري والحمـد لله لست بالمثقـوبــه , والـوطنيـة بالنسبــة لــه لست بالثـوب الـذي نـرتـديـه ونتجـرد منــه متـى مـا شئنـا ووفق الاهـواء والمنـافــع , والـذي يــريــد أنْ يـُـكفــر عـن خـطـايـاه ويعـود الـى جـادة الصـواب , عليــة اولا مـصـارحـة ذاتــه بـاخــطـاءه والاعــتـراف بهـا امـام الآخـريـن , وأنْ لا يحـاول مقـاربـة نفســه مـن اولئــك الـذيـن ضحـوا ولازالـوا يضحـون بـأغلـى مـا عـندهـم مـن أجـل لملمـة جـراح المجتمـع السـوري التي كـان هـو ومـن هـم علـى رهطـة ســببـا فـي نـزيفهـا .
نعـم , لا نخـتلف ولا نتجـادل مـع مـُـســلمـة إنَ المصـالحــة الـوطنيــة هــي الطـريق الأقصــر والـوسيلــة الأهــون لإنـتـزاع فــتائـل , ووأد فــتــن وتـعـويـم نـوايــا , وتجـريــد اصحـاب اغراض مـن حـجج ومبـررات , وبـالتـالـي وقـف نـزيــف دم جـاري , وحـفظ ارواح يـراد لهـا أن تــزهـق ,وانتشـال وطـن أريــد لـه أنْ يغـرق , والحـفاظ على وحـدة ارض كـان المبتغـى لهـا أن تتمـزق ولشعبهـا أنْ يـتفــتت , ولـكـن يجـب أن لا يكـون ذلـك علـى حسـاب ثـوابت وطنيـة واخـلاقيــة , وأنْ لا نقـع فـي المحـظور ونســلـم جميـع اوراقنــا , وننفـخ فـي قـِربْ نحـن نعـرف مسـبقـا إنهـا مثقـوبــة , أونـمسـح علـى لحـى طـويلـة لازالت القـذارة والنـتـانـة تفـوح مـن خـصـلات شـعـرهـا والشـيـاطيـن تنـام فيـهـا .