(لازال البحث جاري عن "العصا السحرية ")/علي غالي السيد
Wed, 5 Mar 2014 الساعة : 16:56

العصا السحرية لغز سياسي كبير رغم مرور احدى عشر سنة مازالت العصا السحرية مفقودة وجميع سياسي العراق يبحثون عنها تارة في كثرت ( الحفريات ) في الشوارع وتارة اخرى يضعون حزام (كونكريتي) لمنطقة ما ، فالبحث مستمر وجاري على قدم وساق ..؟! وسؤلنا المهم ( اذا وجدنا العصا السحرية ) هل تحل كل مشاكلنا ويستقر البلد ، آم هناك سيكون بحث اخر وعصا اخرى 00000
ففي كل حوار ومؤتمر واجتماع حول وضع العراق العام ، ينتهي بعبارة سمعناها كثير ومللناها وهي " نحن لا نملك العصا السحرية " ويظن معظمنا ان السياسيين كانوا يملكون العصا وفقدوها ، وعلينا ان نبحث ونتسأل من ضيع العصا السحرية التي كانت تغذي عقول ساستنا ( واذ بحثنا وتقصينا وتساءلنا سينتهي وبدون شك عن عصا اخرى ) وسندخل في دوامة جديدة ، تبدأ اولا برمي التهم على الاخر 00 وتنتهي بالبحث مجددا
وعلى ما يبدو ان ما يشغل عقول السياسيين اكثر من اي شيء (الاناقة والتبرج والمظهر الحسن) وحضور الابتسامة في المواقف المحرجة ، وليس المهم ان يكون هناك جواب لكل سؤال ، بل الاهم ان تكون متمرسا باللباقة اللسان وحلاوة الكذب وفنون اللف والدوران ، فتصريح هنا يذكر فيه الاتفاق مع اهم الشركات العالمية المختصة بدراسة البنى التحتية على ارقى مستوى ، او تصريح هناك حول اكتمال الدراسات لبناء ميناء الفاو الكبير، ودراسة اخرى من شركة عملاقة لإنشاء متروا بغداد ، وما زالت في انتظار الرد00 ويأتي الجواب على لحن العصا السحرية المفقودة مازالت تحت الدراسة في اللجان المختصة كـ"لجنة سين العملاقة" سندرس /وسنعمل /وسننجز /وسنقوم ، المشتقة من اللجان سنبني وسنعمر وكل ما يتعلق بالسين المسكينة الى اخرها ، ناهيك عن مشاريع الاستثمار العقيمة بعضها منذ سنين وتم رفضها .. ؟!
لان ما يشغلهم ذكرناه انفا ، وستدرك حينها وبدون عناء ، ان الابتسامات حاضرة والاجابات جاهزة في المواقف المحرجة وستكون ( نحن لا نملك عصا سحرية ) ويجب البحث عن تلك العصا 00وسيطول البحث وتقتحم بعض البيوت وتنتهك الاعراض ويتفشى الفساد ويستفحل ويتحصن الارهاب 00
هناك من يقول انهم وجدوا العصا ، لكن ليس من مصلحتهم الافشاء عن مكانها .. ليبقوا في اعمالهم ويستمر البحث ..ويستمر العقد لفترة طويلة ..!!
اما الشعب بدء يشكك بنوايا البحث عن العصا السحرية التي طال امدها ، وربما سيتحول عقب الشكوك الى أثارة عاصفة من الاستياء والاستهجان ، كما حدثت عاصفة السخرية والاستهزاء في مواقع التواصل الاجتماعية ( الفيس بوك) حول زج فقرة (37) و(38) لقانون التقاعد الموحد وما تبعها 0000
وفي النهاية ستكتشف ان هناك أكثر من عصا سحري مفقود وليست عصا واحدة فقط ..وان كانت الاغلبية السياسية يعرفون مكانها 00 فهي ليس وقع سحرها مؤثرا مثل ( مصباح علاء الدين السحري) الذي يمتلكه الشعب ، لأنك اذا قمت بالمسح على العصا السحرية لن يخرج منها المارد كما يخرج من ( المصباح السحري ) بل سيخرج منها فشل مرتديا عباءة النجاح ، وليس هناك من يجرؤ القول بان الحكومة فاشلة ويقلق منامها ، الا المارد فالمارد وحده ان خرج من المصباح سيقول ( شبيك لبيك يا وطن) " اطلب وتمنى يا شعب " وحينها ستنكشف كذبة وخرافة العصا السحرية مع كل اساطيرها ، وستبقى مفقودة الا اذا 000أمر الله تعالى ( إنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ) فحينها سيتوقف بحث السياسيين عن العصا السحرية ، وسيعاد المصباح السحري لعلاء الدين 000
علي غالي السيد