صوت الناخب الصدري الى أين؟/ كامل الجزائري

Wed, 5 Mar 2014 الساعة : 0:39

حالة التوازن في المعادلة السياسية في الوسط الشيعي، تتمثل بحالة القطبية الثلاثية، دولة القانون، كتلة المواطن، التيار الصدري. ومع انسحاب الأخير من العملية السياسية، سوف تتحول المعادلة الى القطبية الثنائية. أحدهما يمتلك السلطة (المالكي)، والآخر لا يمتلكها (المجلس الأعلى)، ولاريب أن التوازن سوف يختل باتجاه فريق السلطة.
ثمة حالة من الضبابية تسود البيت الصدري، وتساؤلات كثيرة تطرح: هل خرج السيد الصدر نهائياً من العملية السياسية؟! وهل خرجت معه كتلة الأحرار؟!
الواقع لا يقول بذلك، حيث أعلنت كتلة الأحرار، بعزمها على الإستمرار في العمل السياسي، وهنا يثار تساؤل جديد؛ كيف ستشرع الكتلة بالعمل السياسي، وهي لا تمثل التيار الصدري؟!
مع إصرار الصدر على موقفه، بالإنسحاب من العملية السياسية، ثمة ثلاث وجهات سوف تذهب اليها أصوات الناخب الصدري: أما العزوف عن الانتخابات، وذلك الخيار يصب في صالح الواقع الفاسد، الذي أنتجته حكومة المالكي. وأما أن تتشظي أصوات الناخبين على القوائم الأخرى، وذلك ما سيفقد الصدريين قوتهم ومكانتهم، بوصفهم تياراً شعبياً، له وزنه في الساحة السياسية. أو إعطاء الصوت الصدري الى مرشحي كتلة المواطن بقيادة عمار الحكيم، لكونه الأقرب من كل التيارات الى التيار الصدري، من حيث التوجهات الوطنية.
التيار الصدري صاحب الأيديولوجية الإسلامية، باعتباره تياراً دينياً، فإنه ليس بالإمكان قيادته إلا من خلال عمامة شيعية لا تمثل التقليد، وينبغي أن تكون بوزن السيد مقتدى الصدر، وعليهم إستذكار ما قاله السيد الصدر بحق كتلة المواطن، بوصفها الكتلة الأقرب لمشروع كتلة التيار الصدري، سيما أن قائد كتلة المواطن، يمثل عمامة شيعية نجفية، من أسرة لها وزنها في المجتمع النجفي والحوزوي، وعلى صعيد العمل الجهادي الإسلامي، بالإضافة الى صلة القرابة بين الأسرتين الكريمتين.
كذلك فإن الأسرتين الكريمتين، آل الصدر وآل الحكيم، تعدان من العوائل العلمائية التي شاركت وبعمق، في رسم ملامح التاريخ السياسي الحديث والمعاصر في العراق، ويمثل السيد الصدر والسيد الحكيم؛ قيادات شابة، مناوئة لسياسات المالكي الخاطئة، والمحسوبة على الشيعة.
الانتخابات القادمة سترسم غداً جديداً، يختلف عما سبق كثيراً، فهل سيكون للصدريين كلمة الفصل فيها؟
يا ترى هل يثبت الصدريون صلابة موقفهم، ويصوتون لمرشحي كتلة المواطن، أم أن أصواتهم سوف تتشظى، وتضيع؟! ويذهب الكثير منها الى جهات لا تمثل طموحاتهم، ولا تتناسب مع توجهاتهم وتطلعاتهم نحو مستقبل زاهر

Share |