حــمــاس وقـَــرَفَ الاجتهــــاد /د احمد الاسدي
Mon, 3 Mar 2014 الساعة : 0:49

الاجــتهــاد وخــطـئــه مـِـنْ المـقـارف الـتي دأب كــثيـريـن التســتـر وراء حجـاباتهـا عـنـدمـا يـفشـلـوا بـالـوصـول الـى غـايـاتهـم , فـبــدلا مـن الأعـتـراف بـهـزيـمتهـم وامــتـلاك شجـاعـة قــول عــدم صــوابيـة مـواقفهـم ووهــن المعطيـات الـتي بــنـوا عليهــا رهـانـاتهـم تـراهـم يـلجـئـون الــى مهـزلــة ( الأجـر الــواحــد ) حـيـث كـتب أحـدهــم إنَ حـمـاس مـشــعـل هــنيــه قــد اجتهــدت بـالمـوضـوعـة الســوريـة وأخــطـأت عـنـدمـا راهــنـت عـلـى حـصـان الربيـع العـربـي وهـبـت الـريــاح عــكـس مـا تشــتهـي ســفنهـا و خــذلـهـا حـلـفـاءهـا الجــدد وتخـلـوا عـنهــا فــي وقــت حـراجتهــا , فـخـســرت ثــواب ( الأجــريـن ) , ولكــن هـذا لا يـوجـب عــزلهـا والتشــمـت بهـا , بل لابــد مـن تـوجيههـا نحو ناصية مـراجعـة ســياستهـا وتـذكيرهـا بضـرورة اســتيعـاب دروس خـطـأ اجتهـادهــا وتقـويم واقـع حـالهـا بمـا يـلائـم خرائط المنطقــة السياسيـة المـُسـتجـده , وهــي وإنْ اخطـأت تبقــى صــاحبــة ( الأجــر الـواحــد ) الـذي يشــفـع لهـا .
مــِـنْ الـواضــح إنَ الاجتهـاد عـنـد هـؤلاء يعنــي الاســتدعـار بـالمـواقــف والمتـاجـره والإعـتيـاش علـى أثــداء الحـرائــر فـي مـولات النخـاســة الســيـاسيـة حـســب قـواعـد اقـتصـاد العـرض والـطـلـب ومـاتمليــه المنـافـع حــتـى لـو كــانت عـلـى حـســاب الثـوابــت الوطنيـة والقـوميـة والاخـلاقيــة التـي طـالمـا اســتغفلـوا الآخـريـن بشـعـاراتهــا , فـحمـاس لــم تـســتخـيـر ولـم تجـتهــد عـنـدمـا انـقـلبـت وغـدرت بمـن مـد لهـا يــد العـون ورفــع مـن مقـدارهـا , و أســتقبـل وآوى قيـاداتهـا ودعـم عسـكريـا وتســليحيـا ومـاديـا كـوادرهـا , نـاهيـك عـن تحمـلـه كـل تبعـات وقـوفـه فـي خـنـدقهـا دوليـا واقليميـا , مثلمـا يـريــد أنْ يقنعنـا البعـض , بــل عـبـرت عـن وجههـا الحـقيقــي الـذي حـاولـت طـوال الســنـوات التي ســبقـت الأزمــة الســوريــة اخـفــاءه , وكـشـفت مســتور تحـالفـاتهـا الاخـوانيــة مـع تـركيـا وقطــر والـى الدرجـة التي تبـجـح دعـرتهـا برفعهـم لعلـم مـا يسمـى ( الجيش الح ر ) , وتنـاهق ابـواقهـا مـع صــدى الصـوت الامريكـي والاسـرائيـلي مُـجتـريـن ذات الاسطـوانـه البـائســه التي دأب اسيـادهـم فـي عـواصـم التـآمـر العـربـاني تـرديدهـا , عـن ايـام الـرئيس الأســد المعـدوده , ونظـام الدولـة السـوريـة الســاقط لا محـال , ومـا اليــه مـن الطـرهـات التي لـم يجنـوا منهـا ســوى سـواد مضـاف الـى ســواد وجـوههـم .
المـُـشـكل فــي حـمـاس لا يكمـن بشــخص مـشــعل او هــنيــه او أي مـن قيـاداتهـا البـاغيــه الغـادرة نـاكـرة الجميــل , بــل بـالفكــر الشـيطـانـي الاخـوانــي الـذي ولــدت مـن رحمــه العـاهـر , وهــي إذ تحـاول الــيـوم الخـروج مـِنْ عـزلــة الاحتقــار الـتي وجـدت نفسهـا بيـن جـدرانهـا مـن خـلال اللعـب علـى ورقــة خطـأ اجتهـاد قـيـادتهـا , فهــذا لا يعنــي تخليهـا عــن انتمـاءهـا الـى مـدرســة الاجـرام الاخـوانــي وتبــَـرُئهـا مـن ممـارسـاتهـا بقــدر مـاهــو مجــرد تكـتيـك مـرحلـي ومـتـاجـرة جـديــدة رخيصــه بالشـعـارات والتظـلمـات , يجـب أنْ لا تنطـلي عـلـى أحـد , حـتـى وإنْ طـبـل وروج لهـا البعـض الـذي يــدعـي قـربــه مـن اصحـاب الـقـرار فـي حـزب الله او طهـران او دمــشق .
لا يــصــلح العـطــار مــا أفـســــد الـدهــر , فحمـاس ذهـبت الـى مـزبلـة التـاريـخ حـالهـا حـال ال حـَـمـَـديـن و شـمطـاء الحـانـات هـلاري الديمقراطيين ومـُـرسـي عصـابـة اخـوان الشيـاطيـن وبـنـدر شهـوة الســلاطيـن وفــورد سـفيـر الخـائبين .