لا تلومونا ولوموا أنفسكم/محمد العبادي
Mon, 3 Mar 2014 الساعة : 0:07

يبدو ان العراقيين على موعد مع المحن والمتاعب عبر التاريخ , وان لهم وقفة مع الحكام عنوانها الدم , ولم يدم فيهم حاكم الا اضطهادا , فكان للأحداث الجسام فصول خطها التاريخ بدماء المضطهدين .. وتعاقب الثورات أضحى صفة من صفات الشعب , والانقلابات أمست قاموسا يفسر مرحلة من المراحل التاريخية لذلك الشعب , وكل حكومة جديدة يراها الشعب أدنى من سابقتها والأسبق منها يجرهم حنين لها , وكل حكومة يهلل لها بادئ الأمر ويصفق , وما ان يملكوا على رقاب العباد ويثور الثائرون يخرج الحاكمون ليعلنوا للشعب صوتهم فيقولوا دعوناكم فاستجبتم لنا فلوموا أنفسكم ولا تلوموننا , فتوالت الحكومات الملكية ثم توارت وراء التاريخ لتأتي الجمهورية بحلة الديمقراطية المزيفة , وما ان تسنمت مقاليد الحكم حتى كشرت عن أنيابها فبات الشعب وقد تملكه الحنين الى جلالة الملك , وتوالت الجمهوريات بانقلاب اثر انقلاب ولم يتغير شيء حتى انتهى أعتى حاكم عرفه العراق وبدا عهد الديمقراطية الجديد الذي رسمت أمريكا فصوله , وبدأت المسرحية الجديدة ولم تخل من الآلام والهموم , ومن نظر الى البرلمان العراقي وأعماله لعلم ان أكثر شيء يضحك الشعب العراقي هو برلمانه الموقر الذي اختاره ليمثله فسار البرلمانيون بما لا يشتهي الشعب
خرج الشعب بتظاهرات في معظم محافظات العراق يستنكر استئثار البرلمانيين بالقرارات التي تخدمه , وغدا صوت الشعب نشازا لدى السادة ممثلي الشعب فكان لسان حالهم يقول انا دعوناكم فاستجبتم لنا فلا تلومونا ولوموا انفسكم , وهذا جزاء من يسيء الاختيار وانتخابات 2014 قادمة فهل يلدغ الشعب من جحره ثلاث مرات واذا أصابته اللدغة فهنيئا لكم ايها البرلمانيون