قبل عدة سنوات ظهر نوع من البرامج الذي يسمى ستار اكاديمي وهو برنامج تلفزيوني غنائي تم إنتاجه من قبل شركة إندمولالهولندية ويتم عرضه في نحو 50 بلدا حول العالم حيث لاقى البرنامج رواجا كبيرا في العديد من الدول حيث تقوم الفكرة الأساسية للبرنامج في البحث عن مواهب غنائية جديدة, يعتبر برنامج ستار أكاديمي من برامج تلفزيون الواقع. ويتضمن البرنامج حفلات غنائية وتصويت للجمهور حيث يعيش جميع المتسابقين في مكان واحد لمدة عدة أشهر ويتم اخضاعهم لاختبارات وتقييم لشخصياتهم، ويخرج عدد معين في كل مرحلة خارج المسابقة لحين الوصول للتصفيات النهائية.
ربما قد تكون هناك عدة شعوب عالمية تتمتع باستقرار سياسي و اقتصادي و حتى اجتماعي ولدى شبابها نوع من التطلعات في مجالات معينة و هذا البرنامج قد يوفر و يعطي احد تلك التطلعات, ولكن هي مثل هكذا تطلعات وطموحات تناسب البيئة العربية الاسلامية التي تغوص في بحور من المشاكل الاجتماعية على صعيد الجريمة والمخدرات واهدار طاقات الشباب و الفساد الاداري و الاجتماعي و الاختلاس و الجنس والقتل والاغتصاب و العنوسة والركض وراء الفواحش والموبقات و الامية و الفقر و عدم استغلال الطاقات البشرية والاقتصادية اضافة الى مشاكل الارهاب والثقافة المضادة التي لا يستطيع الاعلام العربي بشكل عام الوقوف ضدها و تقديم ثقافة مضادة او بديلة على الاقل من اجل الحفاظ على الهوية العربية و الاسلامية و جعل الفرد و المواطن يعتز بقوميته و بتاريخه الضارب في قدم الزمان من اجل استلهام الافكار و الرؤى الجدية من اجل بناء المستقبل و عدم جعل التاريخ في المتاحف فقط من اجل جلب العملة الصعبة او السياحة, و هذا ليس كلاما فقط , بل هو ما يجب ان يكون, لقد نجح برنامج (ستار اكاديمي) و قتها في استقطاب الشباب و الهائهم عن كل المشاكل التي تحيط بهم والتي ذكرت و ظهرت هناك مجموعة من الشباب من كلا الجنسين وهي تختلط بشكل سلبي يرفضه اي عرف او دين او حتى خلق, و المدهش في الامر ان الرافضين للمشاركة في البرنامج يرغبون في مشاهدته مع الاسف و يستمتعون بها و كانه يمثل ( طموح الشباب العربي الواعد) مع كل الاسف, ليس هذا البرنامج فقط بل هناك عدة برامج و اخرها برنامج arabsgottalent و هو برنامج يتبنى ( المواهب العربية الفذة) من رقص و غناء على الطرقية الغربية, وهو نسخة مع الاسف لتجربة غربية امريكية تحت نفس المضمون و لكن المضحك في الامر ان اللجنة الامريكية التي تقوم بتقييم المتسابقين لها باع طويل في هذا المجال من حيث الخبرة و التجربة .. الا ان لجنتنا ( العربية) لا يمثلها الا مجموعة (شابة) من ممثلين ومغنين مع قصر عمرهم الفني .. و يبدو ان شر البلية ما يضحك, وحري بنا وبشبابنا متابعة البرامج العلمية و الفكرية الهادفة التي تضيف الينا و تأخذ من وقت شبابنا (الثمين للغاية) وان لا نكون شعوب سهلة الاختراق .

حسين حبيب عباس