الأنتخابات بوابة للتغيير العراقي/طاهر مسلم البكاء

Fri, 28 Feb 2014 الساعة : 14:17

يستذكر العراقيين الفترات السياسية التي مرت ببلادهم ،ويعتبرونها فترات لاتنسى من تاريخهم الذي كان تغيير الحاكم اوالسلطة السياسية لايمكن ان يتم الا ّ بأنقلاب عسكري تسيل فيه الدماء ويعم فيه القتل ،وعندما يحكم النظام الديكتاتوري قبضته على زمام الأمور فحتى الأنقلاب العسكري يصبح مستحيلا ً ،وهكذا عاشوا عهود سوداء من الديكتاتورية البغيضة ،تروى مآسيها في قصص سمرهم وحكاياتهم الشعبية .
واليوم بدءوا يعيشون اجواء اخرى هي اجواء الديمقراطية والتي من خلالها يستطيعون تغيير من يريدون تغييره ومن لاتعجبهم سيرته ،وبدءوا يخرجون في مظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم التي تتناسب وثروات بلدهم الهائلة والتي لم يستفد منها الشعب ،ففي حقب الديكتاتورية كانت رهن نزوات الديكتاتور ومغامراته الحربية ،واليوم ولكون الديمقراطية ناشئة ولاتزال تحبو فأن هناك ايضا هدر وتبذير لثروات البلاد العامة وبنسب كبيرة لايستهان بها ولكن الفرق بين الحالتين ان الشعب هذه المرة يشعر انه مسؤول ايضا ً عن هذا الهدر كونه هو من اشترك في انتخاب اعضاء غير مؤهلين لهذه المهمة الجليلة ،مهمة قياد البلاد .
الشعب يتوعد :
ان الشئ الجديد في العراق هو ليس الأسلوب الديمقراطي المتبع والذي لم يوصل كفاءات يعتد بها الى المسؤولية ،ولكنه في هذا الوعي العارم لدى عامة الناس من ان الأنتخاب ليس نزهة ولاهو نوع من المزايدة او المتاجرة بقدر ماهو مسؤولية وطنية وشرعية واخلاقية يتم النظر فيها بمنظار بعيد أبعد من المصالح الشخصية الآنية والمكاسب السريعة (في حالة انتخاب الأقارب او العشائرية او لقاء ثمن بخس يدفع مقدما ً) على حساب المكاسب الأستراتيجية التي تنال عموم البلاد بالفائدة في حالة انتخاب الخبرة والتحصيل الدراسي والصفاة العامة التي يعشقها العراقي من وطنية وشجاعة ونزاهة واخلاص وقرب من عامة الناس ومن همومهم اليومية ،والتي سيظهر تأئيرها في تحسن وتعافي البلاد واتجاهها في الطريق الصحيح بأتجاه التقدم والرقي التي تستحقه بلاد الرافدين مهد الحضارات ومنبع العلم والتشريع والعمران ، وستظهر في الخدمة العامة المقدمة بصورة نظامية وبدون أي استجداء كونها حق طبيعي وستظهر في قوة البلاد العامة واستباب الأمن والنظام فيها وطرد الأرهاب والدخلاء وستظهر في اسلوب تعليم اولادنا وفي طريقة عيشنا وفي تحسن سعر الصرف للعملة وستظهر ... في عشرات الخدمات والأمتيازات التي نفتقدها اليوم ونحن ننظر بحسرة لدول تقل عنا في الثروة والخيرات وفي مجمل المؤهلات العامة ولكنها توفرت لها القيادات الشريفة والكفوءة والتي اخذت بها الى الطريق الصحيح بعيدا عن الفوضوية والتهريج الفارغ والفساد المالي والأداري .
نسب النجاح :
هل ان مقدار الوعي الذي تحدثنا عنه يشمل كل طوائف الشعب التي ستزحف في 30 نيسان لأعلان التغيير المرتقب ؟
لايمكننا الجزم بذلك ولكننا نجزم ان النسبة الكبرى من المصوتين ستكون لصالح بناء العراق الموحد ولشعب العراق ولوحدته التي نسجت عبر الاف السـنين والتي لم تتمـكن كل الفتن ، رغم ما بذل لها مـن مال واعــلام وعسكرة ، من تمزيقها .
اننا نبني على ما نشاهده في داخل العراقي من لهفة مصحوبة بالعنفوان لأجل التغيير الكبير الذي يلغي كل الفوضى التي تمر بها البلاد اليوم والسير بها في طريق الرقي والتقدم والرفاهية ، وهذا لايتم الا ّ بهد كل الجدران التي تخفي وراءها التخلف والتحجر والفئوية والأستهتار بالمال العام .

Share |