اغرب ما نلاحظه اليوم في العراق هو النفاق السياسي للعديد من الكتل السياسية والاحزاب المنفردة والشخصيات المستقلة كلهم يقولون ما لا يفعلون ويكررون القول ثم يكذبون على المواطن البسيط ، وكلهم يتاجرون في عواطف هذا الشعب المسكين وعندما نصل الى الحقيقة نجد ان الكذب والنفاق والمتاجرة السياسية هي السمة البارزة للكثير من الكتل والاحزاب .

كل يوم يلتئم البرلمان العراقي وان كان معدل الغياب فيه بشكل دائم بتجاوز المائة عضو من اجل اقرار القوانين ثم لا نلبث الا ونسمع ان الجلسة اجلت لأن النصاب غير مكتمل فالسادة نواب التحالف الكردستاني زعلانين لأن الحكومة لم تنفذ شراهة ما يطلبون من قضايا وامتيازات هي ليست من حقهم وانما يتجاوزون حتى على الدستور العراقي وكذلك السادة نواب متحدون ايضا زعلانين لأن الحكومة تقاتل داعش والتنظيمات الارهابية على ارض الانبار لتطهيرها من رجز كلاب النار وذوات العقول المتحجرة الذين يريدن ابتلاع الانبار ووضعها في قطار العودة الى محطات الجاهلية وحكمها الاعمى ، وكذلك السادة نواب كتلة الاحرار التي نجدها كل يوم بثوب سياسي جديد رغم كل ما علق ببعض نوابهم من سرقات وفساد فهي كثيرا ما تتعامل على وفق مبدأ تكسير أرجل الحكومة العراقية ولديهم خصومة سياسية وحقد دفين على رئيس الوزراء المالكي حتى اضطر بعض نوابهم للحديث عبر التلفزيون بأقذع الاوصاف والاتهامات على الغارب والشارج لأنها ببلاش ، وللأسف في زمن الحرية الاعمى ان نجد نائبا زعطوطا بالكاد عمره كله يوازي عمر التاريخ النضالي والمواجهة ضد النظام السابق للسيد رئيس الوزراء يتفوه عليه بكلمات نابية تخرج كثيرا عن اللياقة والادب وهو اقرب ما يكون الى كلام الموتورين.

لن تضحكوا علينا بتلك المؤتمرات الصحفية ياتيار الاحرار ويامتحدون وياكردستاني فأنتم كلكم مشتركون بهذا التوجه على اذلال العراقيين وتأخير الميزانية التي تسد افواه الجياع من ابناء العراق ومن العيب عليكم ان تكون هي اداتكم الانتخابية للانتقام من الخصوم السياسيين وإنما هذا هو انتقامكم من فقراء العراق فجميع المصالح سوف تتعطل بسبب تأخر الميزانية ، فلا تكذبوا لقد مللنا اسطواناتكم برمي اللوم على الاخرين .