"عن دار تموز للطباعة والنشر في دمشق صدرت المجموعة القصصية الرابعة للقاص طامي هراطة عباس والتي حملت عنوان ( ما بعد الهطول ) ، وقد تضمنت اثني عشر قصة قصيرة تنوعت فيها الرؤى وأنماط السرد ، فمن حشد الفعل المنظم لمناهضة القوى التي تعزز الإيهام والعبث بالمشاعر والأفكار ( كما في الحدوة والجدار وبوابة الحناء ) حيث يتنامى وعي الناس وحاجتهم للانفصال عن الدوران في حلقة مفرغة من التيه الفكري صممت كي تقودهم باتجاه المزيد من الاغتراب والتوحد ، إلى محاولات تفتيت وقهر الخوف والرتابة والخرافة عبر تثوير الإرادة الإنسانية المقموعة والمهشمة ( كما في قصتي قبل الهطول ، وما بعد الهطول ) وتبدو ( نذر فناء المعبد ) وهي قصة طويلة نسبيا وكأنها محاولة خاصة لمحاكاة ورسم أبعاد الوجود الذي مهدت له الأساطير والحكايات لتخلص بالتالي إلى إعلاء قيمة الإنسان الكائن المرهف والباني وإشاعة الدفء والحياة والأمل في مكامن الانشغالات الوجودية . وتبدو عناوين العديد من القصص مثل أيقونات دالة أو موحية بمضامين بعض النصوص أو مفصحة عن رمزية قصدية تبناها الكاتب ، وقد أنجزت كتابة المجموعة بسردية عالية ورؤية شعرية لافتة انعكست إيجابا على ثيمة القصص وهيكلها البنائي وهو أسلوب أعتمده القاص طامي هراطة عباس في معظم قصصه التي نشرت في الصحف والمواقع الالكترونية أو تلك التي تضمنتها مجاميعه القصصية "