المقامر والسياسي ضرورات تُبيح المحظورات-عقيل الموسوي ـ المانيا
Tue, 16 Aug 2011 الساعة : 18:26

رحم الله جارنا حمدي ( اسم امه نعيمه ) فقد كان يعرف مواعيد مأذونية صاحبه وهّاب ( اسم امه لويّه ) ربما اكثر من زوجته , لذا كان يخبر الجميع بما فيهم اهل وهاب عن موعد قدومه من العسكريه , دون ان تصله ترميشه او رسالة أس أم أس من صاحبه , وكأن بلوتوثا سحرياً يربط بينهما رغم بُعد المسافات التي تفصلهما , فقد كان الاول يحاول كسر الملل الذي يولده العطل عن العمل كما كان الثاني يحاول كسر الروتين الذي يعيشه في العسكريه في لقاء يتكرر بينهما يلعبون فيه ورق القمار , لذا كان حمدي ينتظر وهاباً بفارغ الصبر مجهزاً عدّة اللعب المتكونه من دستة ورق نظيف وغير مؤشر الظهر والاطراف وحصيرةٍ من الخوص ووسادتين اضافة الى ( بُطلٍ ) زجاجي مملوء بالنفط الابيض ومغلق بواسطة ( فردة ) تمر زهدي أُفرغت من نواتها ومُرِّر بداخلها خيطٌ سميك من الصوف أُغمر طرفه السفلي داخل القنينه الزجاجيه وتُرك جزء من الطرف الاخر في الخارج يتنفس الصعداء لينير المنطقة التي يجلسون فيها وغالباً ما تكون احدى بساتين المنطقه عند اشعاله , كان ذلك وصفاً لآلةٍ محليةٍ وسريعةٍ وسهلةِ الصنع ولا يُهدر من اجلها المليارات بين العمولات والرشاوى والسرقات في وزارة الكهرباء , انها الفتيله او اللمبه كما يحلو للبعض تسميتها , كان الصاحبان يسهران على ضوء تلك الآلة حتى مطلع الفجر وهم يلعبون القمار , وصادف في احدى الليالي أن خسر حمدي كل مالديه من مبلغ قد لا يتجاوز العشرة دنانير , توقف اللعب بطبيعة الحال لكن صاحبنا اصرّ على استمرار اللعب لأنه لم يعلن افلاسه بعد , وخوفا من وقوع المشكله فقد جاراه وهاب في الحديث سائلا اياه ان يبرز مالديه من مال او حاجة قابلة للمساومة والبيع , ولان حمدي لايمتلك شيئأً من ذلك قال : العب وسيكون الرهان هذه المره على نعيمه ولويّه !!!!!!!! أجل فحينما يخسر لاعب القمار فأنه يقامر بكل شيء سواء كان يملكه او لا يملكه.
لم اجد وصفاً ينطبق على الاخوة في المجلس ادق من دور حمدي في هذه القصة , فعلى ما يبدو ان هناك شبهاً كبيراً بين القمرجي والسياسي عندما يخسران , وألّا فكيف يُفسَّر موقفهم الذي جاء على لسان السيد عمار ( وهو الذي لم يترك منبرا دون ان يعلن من خلاله الدفاع عن حقوق العراقيين وحرصه على مالهم العام ) حين صرح بضرورة الاسراع بانشاء المجلس الوطني للسياسات العليا في الوقت الذي تتعالى فيه الاصوات المطالبة بالترشيق الحكومي وخفض رواتب المسؤولين واعلى تلك الاصوات هو صوت المرجعية التي يفتخر السيد عمار بالانتماء اليها وتمسكه بآرائها وسيره على نهجها , وكيف يربط الاخوه في المجلس تفاخرهم امام الشعب بأستقالة نائب رئيس الجمهوريه لأن بقاءه سيكون هدراً للمال العام وبين ما يتطلبه انشاء مجلس السياسات من اموال طائله بين رواتب وبنايات واليات وسفر وحمايات ومساكن طيبة فيهن خيراتٍ حسان , في الوقت الذي لايحصل مدرس حديث التخرج على تعيين بحجة عدم توفر درجات وظيفيه رغم النقص الموجود في الملاك التربوي !!!
أقول للسيد عمار , ياسيدي اذا كنتم قد خسرتم مقاعدكم في البرلمان ولم يبقَ منها سوى سبعة مقاعد او يزيد فلا تقامروا بالشعب ومصالحه لتخسروها جميعاً , واذا كان هدفكم هو اسقاط الحكومة او تسقيط المالكي ( وهذا ما هو واضح للعيان ) فلا تلعبوها عليَّ وعلى اعدائي , واذا وجدتم نعثلاً في شخص المالكي فلا يغرنكم تصغير اسم علي الذي يحمله علاوي وتتوقعوا انه سيمثل دور علي بن ابي طالب , اقول هذا ليس دفاعاً عن المالكي بكل تأكيد وليس حرصاً مني على استعادتكم مقاعدكم التي فقدتموها , ولكني ارى انها كلمة حقٍ اقولها قاصدا بها وجه الله تعالى ومصلحة الشعب العراقي