تأخر الموازنة عقاب للعراقين/طاهر مسلم البكاء
Wed, 26 Feb 2014 الساعة : 0:17

تراوحت فترات التأخير للميزانية بين الحكومة والبرلمان ،ولاتزال في أروقة البرلمان الذي يصر على عدم التصويت نهارا ً جهارا ً ،حيث ينقل ان عددا ً من البرلمانيين كانوا في كافتيريات البرلمان ولكنهم لم يحضروا لأجل عدم اكتمال النصاب وبالتالي تأجيل التصويت على الموازنة ومن المتوقع ان يحصل هذا في الأجتماعات القادمة .
من المعلوم ان تأخر الموازنة هو موت كامل للبلاد بكل انشطتها الأقتصادية والعمرانية والخدمية ، ما تعلق منها بالقطاع العام او القطاع الخاص ، كما ان بلدا ً مثل العراق تعرض الى تدمير شامل وهد لكل البنى التحتية ،هو بأحوج مايكون الى كسب الوقت والجهد والمال واستغلال الفرص المتاحة لأجل البناء واعادة الأعمار ،وان هذا الأمر يدركه السادة البرلمانيون وكتلهم اللاعبة في الساحة العراقية اليوم أكثر من غيرهم ، اذن يتبادر الى الأذهان السؤال الكبير والمحيير : لماذا اذن يحدث كل هذا التأخير المتعمد ؟
يختلف المشرعون على اوجه الصرف التي تستحقها المناطق العراقية المختلفة ، كما ان كل الأمور تتم على التقدير والأحصاء على اساس عينات عشوائية أو على نظام البطاقة التموينية ،مما يؤشر غياب المعطيات والمؤشرات الدقيقة ذات الصلة بتقييم الأداء الأقتصادي وغياب البيانات الموثوقة بشأن المتغيرات الأقتصادية الكلية مثل معدلات نمو الناتج ،حجم السكان،معدل البطالة ،معدل التضخم ، التوزيع السكاني حسب المحافظات ، إذ لم يتم إحصاء عام رسمي خلال العشرة سنوات الماضية.
واذا كان هناك من يجيب ان الغرض من ذلك هو الكسب الشخصي لكتل او طوائف او اقاليم بعد ان تطول المماطلة ، فان هذا الأمر يحصل بلاشك على حساب العراق وشعب العراق ،وان الفرصة التي توفرت و تتوفر اليوم من خلال زيادة سعر بيع برميل النفط قد لاتتوفر بالمستقبل حيث السوق المتغيرة وفق العرض والطلب .
الظروف خدمة العراق ولكن :
خدمت الظروف العراق في السنوات الماضية ،غير ان هذا لايعني انه استثمر هذه الظروف بصورة حسنة ، فقد ارتفع الأنتاج النفطي بشكل متصاعد منذ العام ،2003 ففي وقت كان لايتجاوز 1.4 مليون برميل في اليوم فقد أصبح في العام 2011 يبلغ 2.1 مليون برميل يوميا ً ،وليس هذا فحسب بل ان ذلك التصاعد في الكم رافقه تصاعد في سعر البرميل ففي وقت كان سعر برميل نفط البصرة يبلغ 23.32 دولار فأنه قفز قفزات كبيرة حتى بلغ 106.17 دولار عام 2011 ،وهذا أعطى مرونة واسعة للتوسع بالميزانية الى ارقام كبيرة فمن 6.1 مليار دولار أصبحت عام 2013 ميزانية ضخمة زادت على 118 مليار دولار ،لو استغلت بالصورة المثلى لكانت قد اوجدت فروق كبيرة وظاهرة على بناء واعمار العراق وعلى رفاهية شعبه .
ولكن هل تبقى الظروف والمتغييرات الدولية تخدم العراق على هذه الشاكلة الى الأبد ،طبعا ً من غير المنطقي ان نقول هذا وقد يزداد الأنتاج بأضافة حقول جديدة ولكن قد ينخفض سعر البرميل حيث أنه امر غير ثابت كما ان عدد السكان يتصاعد ،وبالتالي فاننا نضيع الفرصة الذهبية التي يمكن استغلالها لتعويض ما لحق بالبلاد من دمار .
عقاب الشعب :
بعد ان اتضحت اهمية الموازنة ووضرورة سرعة انطلاقها للبلاد ،بدى ان شعب العراق يعاقب اليوم من قبل ممثليه ،وان ما يقوم به البرلمان لايقوى على الأتيان به اعداء العراق ،فالسبات الذي يلحق بمرافق الدولة المختلفة من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال يحد من الرغبة الصادقة في البناء ويحرم العراقيين من الكثيرمن الفرص التي يمكن ان تفيدهم لتعويضهم عن الحرمان الذي لحق بهم في الكثير من الحقوق والخدمات العامة ويفوت عليهم فرصة بناء بلدهم .