100 ساعة مع صدام حسين/فراس الغضبان الحمداني

Wed, 26 Feb 2014 الساعة : 0:05

الرفيق المناضل حسن العلوي يمتلك أرشيفا رائعا فهو يفوق بحضوره ونجاحه العديد ممن سلكوا طريق العمل الصحفي، فبدايته كانت مدونا لزيارات القائد الضرورة الى الجنوب والسفر معه عبر القطار الى حيث حضارة سومر المنقعة بمياه الاهوار العتيقة، ثم إستخدام كل القدرات المتاحة للمجلة الشهيرة ألف باء للكتابة عن الرحلة الشهيرة للرئيس بعنوان ( 100ساعة مع صدام حسين ) أفاض فيها في وصف حركات وسكنات وضحكات وقشمريات الطاغية التي كان يخادع بها بسطاء الناس ممن يسكنون الاهوار القصية المحرومة من الحياة الحضرية والمفعمة بحضارة البساطة والبدائية الموغلة بالسكينة وحب الناس والعيش مع الطبيعة وملاحقة الحيوانات الناقعة بمياه الهور, وصيد الأسماك والطيور المهاجرة والإبتهاج بلون السماء المزرقة، هم أنفسهم وبعد سنوات من تلك المئة ساعة تعرضوا لحملات إبادة منظمة وعمليات تجفيف مرتبة لاهوارهم الجميلة وهي أرث أجدادهم السومريين الذين أوحى الدكتاتور لعصابات البدو العاملة لديه ان يسموهم بالمعدان.

فجأة إختفى حسن علوي ثم ظهر مؤلفا للكتب التي تدين نظام صدام حسين ومنذ العام 1983 كانت رحتله مع المعارضة العراقية المطالبة بالتغيير، لحق به سعد البزاز الصحفي الآخر الذي فاق العلوي في كتاباته بمدح صدام فكتب مئات الساعات وليس 100 كما كتب العلوي.

بعد 2003 ظهر العلوي كجزء من التغيير لكنه سرعان ما إنقلب على النظام السياسي الجديد وبدأ يهاجم جهات بعينها لجهة التسقيط السياسي المبرمج، مثله فعل البزاز الذي وظف بعض قدرات المال السعودي لتشويه العملية السياسية وتحطيم محاولات نهوض الدولة بتوجيه من المملكة العربية السعودية القلقة من التمدد الإيراني.

يقولون إن حسن علوي المؤرخ والسياسي والصحفي والمنظر وعبقري السياسة العراقية بعد التغيير ناقم بشدة على رفاق المعارضة الذين نكلوا به وتجاهلوه ومنعوا عنه مناصب كان يمكن ان تسكته وتمنعه من الإنشغال بالهجوم المتكرر من جبهة الشمال.

وفي الواقع فإن العلوي ليس دائما على حق، بل قد يرتكب الهفوات والأخطاء التي تجعله عرضة للمساءلة والبحث عنده عن أسئلة ملحة حول بعض السلوكيات السياسية والتصريحات الرنانة وآخر ما أثير عنه إنه كان تسلم سيارة مصفحة من وزارة الداخلية في عهد احد الوزراء السابقين، وكان قد أخذها معه إلى جمهورية كردستان الشعبية، ويقال أنه أجرها إلى جهات أمنية كردية مقابل ثمن، فهو ليس بحاجة لها هناك مع ضمان مستوى من الأمن.

على خلفية قرار وكيل الوزارة عدنان الأسدي بسحب السيارة المصفحة التي قام حسن بتأجيرها بمبلغ 10000 عشرة آلاف دولار شهريا إلى شركة أمنية كردية في اربيل فإنه بادر إلى الهجوم.! والسؤال هو : إذا كانت السيارة تابعة لوزارة الداخلية فلماذا يقوم العلوي بالهجوم مع انه يجاهر بالدفاع عن حقوق المظلومين.؟، وربما يشبه في ذلك بعض النواب الذين صوتوا لقانون التقاعد وبالأخص الفقرة الخاصة بامتيازات النواب حفظهم الله ورعاهم.

الأمر غريب للغاية ولكن السياسة العراقية المعاصرة لا تترك مجالا للتعجب بعد كل الذي رأيناه للأسف.

Share |