التدمير الذاتي Self-destruction/عبدالله خزعل عكاب

Mon, 24 Feb 2014 الساعة : 23:47

| أعداء الاسلام ؟ الغزو الفكري للمسلمين ؟ اعتقد ان هذه مصطلحات بائسه ! وهل يحتاج الاسلام اعداء لكي يدمروه ؟ نحن الان المسلمون ندمر انفسنا وديننا فكل الاتجاهات الفكرية والعقائدية والسلوكية هي من صنعنا نحن المسلمون وليس من اعداءنا |
فمن خلال تعصب بعض أهل العلم المذهبي الضيق، وانكفائهم على بيئتهم المحدودة التي جعلتهم يفكرون ويكتبون عن ستراتيجية التفتيت لتصنيع صراعات ضيقة مرهقة تثقف لتفسر مواضع الاختلاف بين المذاهب الاسلاميه او نقاط الاختلاف داخل المذهب الواحد والتشكيك في أصول, والتشبث بالرأي اما الرأي الاخر فهو خاطيء ولا يقبل الجدال في ذلك, وهذا الرأي له الكثير من المتابعين والمتمسكين به من الساذجين والماكرين. وقد جعل من السلفية.. والصوفية.. والسنة.. والشيعة.. والأشعرية , كل له جبهته وفي داخل المذهب الواحد عدة جبهات, اعتقد ان اصحاب هذه الستراتيجيه هم الغام موقوته للتدمير الذاتي. ولو استمروا على عملهم سيكون هناك انهيار كامل في منظومتنا الاسلاميه وسنكون مفتتين مشتتين كل فئة تتخذ رأيا وتتمسك به وستكون هناك عدة جبهات لامجال للنقاش فيما بينها غير القتال, وقد تكون هذه اسوأ فترة في عمر الاسلام ولايمكن التنبأ بمستقبلها غير انها ستكون مأساة كبيرة لايمكن حصرها.
ان ستراتيجية التفتيت في الوقت الحاضر هي في عظمتها, فلا نجد الرأي الاخر المفند لها او التيار المضاد الذي يشرح رحابة الشريعة الاسلاميه وتنوع مفاهيمها, فلا نجد من يحاول ان يكتب او يشرح مواضع التشابه او النقاط التي تبين ان جميع المذاهب الاسلاميه وفروعها هي المكون للامه الاسلاميه وان اركان هذه الامه واحده اقرها الله سبحانه وتعالى ((الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)) , فمن آمن بذلك فهو «المسلم»، لا ينزع عنه إسلامه بشبهة، ولا بتأويل فاسد، مهما كانت اللافتة المذهبيه او العرفيه التي يعمل تحتها..((ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)).
لذا اعتقد ان على المفكرين الشرفاء ان يعملو على شرح واستيعاب الاية الكريمه | واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا | وان يتركو الجدال العقيم في نقاط الاختلاف.

Share |