قرأت مقالا الى حد أني طالعته كاملا , وهي ليست طبيعتي أن أقرأ المواضيع من الألف الى الياء . وهذا المقال يتحدث كاتبه عن الحسد والالوان المتعلقة بموضوعة الحسد . ومن خلال المصادر التي اعتمدها في تأكيد بحثه تبين لي ان الحسد يشكل لديه أهمية بالغة . وان لديه مشاكل مع هذا الوباء اللعين . ووصل صاحب المقال بعد اسهاب طويل الى ان العيون الملونة وخاصة اللون الازرق لها تاثير مباشر على تحقق ظاهرة الحسد , وكان بودي لو اني أرى صاحب المقال لأعرف عن قرب لون عينيه , وهل هو من اولئك الحاسدين أم من اولئك المبتلين بهدا الحسد ؟ .
أسمع كثيرا الحديث عن الحسد والتخوف منه , وأسمع من الذين يتعثرون يوعزون سبب عثراتهم الى الحسد والحاسدين , ولذلك ترى هؤلاء كثيري الشكوى ليبعدوا نظرات الناس عن النعمة التي يرفل بها , انهم يجحدون نعمة الله لتجنب الحسد .
لقد رأيت أحد المبتلين بهذا التخوف عند عيادته أحد الأقارب يتحدث عن آلام يعاني منها هي ذاتها آلام ذلك المسكين , وأنا على دراية تامة انه سليم , وفي كامل حالته الصحية , ولكنه يخاف من ذلك الرجل المريض لئلا يحسده على ما فيه من عافية قد سلبت منه !
ورأيت وسمعت آخرين يشكون عوزا ماليا , ويعانون ثقل الدين عندما يجالسون لمناسبة أناس قد اخذ منهم الفقر كل مأخذ وأنا على يقين انهم يكذبون , فوضعهم المادي ممتاز جدا ولا يعانون من ثقل الدين وهمومه
وأعرف الكثيرين يذهبون الى الأسواق للتبضع واذا سألهم أحد عن بغيتهم يجيبون انهم ذاهبون للطبيب لأنهم يشكون آلاما
واعرف شخصا يوصي ولده أو ابنته المجتهدة في الدراسة أن تقول لصديقاتها وجاراتها واقاربها أن مستواها الدراسي متدني جدا جدا
يبدو ان صاحب المقال لا يكاد يلتقي بشخص حتى يعاين عينيه فان كانت ملونة فيا ويله مما سيلقى .
ان هؤلاء المساكين من أمثال كاتب المقال آنف الذكر مرضى وأظن انه لا علاج منه الا الموت
أنا لا أنكر ان الحسد حالة موجودة , وقد ورد ذكرها في القرآن الكري , ولكن الذي أعرفه ان الحسد ليس بالكيفية التي يتعاملون بها أمثال ذلك المسكين .
ان تأثير الحاسدين على المحسودين واقع وقد أثبتته الوقائع ولكن ما ينبغي ان يعرفه الناس ان الحاسدين قلائل , ولو كانوا كما يرى صاحبنا لكان أشد وطئا من ارهاب التكفيريين . ولأمتلئت المقابر بضحايا الحسد