منذ نعومة الإظفار وولوجنا الدنيا وعند الصبا ومن ثم الشباب سمعنا الذكر والمناغاة والندب والبكاء الحسيني والشعر والمواويل الشعبية وترتيل أمهاتنا عند النوم والنعي والمناسبات الدينية وكلمات الفرح والختان والتخرج من الكتاتيب وعند التحريض على المنازلة والأخذ بالثار والكثير من أساليب مقارعة الدنيا والخصوم أو الترويج للعشيرة والانتساب وتحقيق ما يعتمر في النفوس طالحها وصالحها هذا في الجانب الشخصي والعائلي والعشائري ما في الجانب الوطني كما إن المنشد والشاعر والمهوال(المهوسجي) لعبوا دورا محرضا ومؤججا للمشاعر والتأليب وهذا سر سردنا ومقالتنا هذه---- فقد تعاقب على حكم العراق الكثير من الرجالات والأسماء العراقية الوطني منهم والمتهم بالعمالة وسوء استعمال السلطة وكما يتصورها المحب والمبغض وحسب الأهواء والانتماء الحزبي والديني والقومي والطائفي فهذا يلعن ويسب وذاك يشيد ويصفق ويصطف وقد يقتل ويقاتل مع هذا الطرف أو ذاك وحسب التصور والتمسك والانتصار لقد سمعنا واستمعنا أيام ثورة العشرين وما تبعها الترديد والهوسة التي ذاع صيتها ورددتها الأجيال إلى اليوم (الطوب أحسن لو كمواري) إما حادثة مقتل الملك غازي يرحمه الله المفبركة وتبريرها المضحك و ارتطام سيارته في عمود الكهرباء فهي أولا إساءة للمرحوم الملك غازي واتهامه بالسكر وشرب الخمر وهذا تجني وتشويه وتلويث شخصتيه الوطنية وذلك بسبب اصطفافه مع ألمانيا ونبذ بريطانيا ووطنيته التي ذاع صيتها في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها البشرية بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية وأدت تلك الحادثة إلى شيوع لغط في الشارع العراقي واتهام الوصي ونوري السعيد وبريطانيا في مقتله ولهذا انبرى احد الشعراء(المهوسجيه) من الفرات الأوسط وعند زيارة الملك فيصل الثاني وتجواله في مدن العراق بعد تتويجه ملكا على العراق عام 1953 محذرا إياه من خاله الوصي(يصكير أتحفظ من خالك) إي خذ الحذر لايكررها معك ثانية وعند عقد معاهدة بورتسموت مع بريطانيا انطلق العراقيون عام 1948 يهتفون بسقوطها مرددين(نوري سعيد القندرة صالح جبر قيطانه) وعند اندلاع ثورة تموز سنة 1958 انطلقت الهتافات التالية(ملينه من حكم الو اشر إي الدرهم فأين هم ألان من المليارات)(خروشوف ناده بموسكو ما كو زعيم إلا كريم)(ديمقراطية الشبيبة للسلم هيه حبيبة)(حاقد وسب الزعيم)(ماذا تريدون وطن حر وشعب سعيد)(أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا واعيا) وهناك شعارات وألفاظ لايمكننا التعريج عليها لبذاءتها وفي الفترة العارفية(وحدة وحدة عربية فلتسقط الصهيونية)( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)(من المحيط إلى الخليج)(لاشرقية ولا غربية بل وحدة وحدة عربية) فلا الأمة واحدة ولا محيطها ولا الرسالة خالدة بل التفكك والتشرذم وبدلا من الواحدة دويلات إسلامية في الانبار وسوريا(داعش والقاعدة وبدلا من محمد العربي المصطفى ص— عبد وهاب والقرضاوي والبغدادي وبن لادن وعرعور ومرسي وخذ فالها من أسماءها إن العار في جبين هولاء وسوف يأتي يوم يضربون كف بأخرى نتيجة فتاويهم المجنونة وأنها الخسارة في الدنيا والآخرة) يالها من سخرية والحبل على الجرار ولاتحرير القدس وفلسطين بل حماس وعباس وياسر والقدس ابتلعها اليهود إما المرحوم عبد السلام عارف(خاكية سماوية إلهية----يااهل الرمادي يا ما ذريتم الرماد في عيون الاستعمار---ويااهل الحي ياابناء وائل---وفي الناصرية عند إلقاء خطابه أغضبه احد الشيوعيين فقال النص التالي خلونه نأكل خره)وفي زمن المرحوم عبد الرحمن عارف  شاعت عبارة (فرهود) التي أطلقها العراقيون على المرحوم رئيس الوزراء الأسبق طاهر يحي التكريتي(أبو فرهود) وقد واجهه العراقيون وجها لوجه في المناسبات بالهتاف والصراخ والكتابة على الجدران واذكر حادثة شهدتها بأم عيني فقد حضرت مباراة بكرة السلة بين بنات البصرة وبغداد في ملعب الشعب طبعا ساحة كرة السلة وقد حضر رئيس الوزراء طاهر يحي التكريتي لرعاية المباراة وقد تحولت الساحة إلى ضجيج وصخب وهتاف وصراخ وكان هتاف الحاضرين(أبو فرهود) غادر على أثرها المباراة مثرثرا إي فرهود هذا ولو خرج ألان من قبره لحتج وأقام دعوى على العراقيين بسبب هذا الهتاف وقارنه بما يحدث من فرهود اليوم الذي قل نظيره في العراق منذ الحكم الوطني سنة 1958 إلى ألان (الفرهود الان مليارات---علما إن ميزانية العراق إنا ذاك فقط600 مليون دينار وكان الدينار في وقتها يساوي 3 دولار ونصف إي مليارين ومائة مليون فقط وألان 170مليون دولار فالفقر والجوع وبيوت الطين سابقا ولاحقا هي هي إذن أين تلك الشعارات والوساويس وعند تسلم البكر السلطة يرحمه الله وحصرا عند التأميم شاع الشعار آلات(نفط العرب للعرب موتوا يارجعيه)(باجر بالقدس يخطب أبو هيثم) فلا خطب ابوهيثم بالقدس وتمت تصفيته بدم بارد والنفط لا للعرب وتم تجيره إلى السلطة وصدام وتوعدنا كيسنجر عند التأميم شرا وفعلها بعد سنيين وجاء بمكانته العسكرية واحتل العراق في 2003 وكان مصير العراقيين الحروب والجوع والحصار وعندما ألت السلطة إلى صدام وانفراده جاءت الهتافات تساير عصره (بالروح بالدم نفديك ياصدام)(اخو هدله)(شايفلك دجاجة تحاربله صكور) طبعا هذه الهوسة إبان حرب الخليج الثانية(البوابة الشرقية) وعله ها الرنة طحينج ناعم  فقد انقلب السحر على الساحر وبقدرة قادر تحولت الدجاجة إلى سبع هصور والصكر إلى بعيعي وخفاش وتسللت مفردة(ايوي ايوي) إي الأمريكيين إلى نفوس العراقيين الو هنة والمرتجفة ويهرب العراقيون إمام التهم العسكرية وجنودهم هروب السراب الجراد أو هروب قطيع الأغنام إمام  ذئب جائع فأين نحن من تلك الشعارات المخجلة وأخيرا شاع الترديد والهتاف(صلوا على محمد وال محمد وعجل فرجه والعن عدوهم) ونحن مع هذا الالتماس والدعاء قلبا وقالبا إلا إن الإكثار والتسفيه والترديد غير المقنن يفسد قيمة الابتهال والدعاء كما إن السواد الأعظم من المرددين يقعون ضمن المطلوب تصفيتهم من قبل الإمام المهدي المنتظر (عج) عند تعجيل الفرج بسبب إعمالهم الشيطانية والغير إسلامية والتي يندى لها الجبين إذا التعجيل الذي يطلقه هولاء والإلحاح في الظهور يؤكد بقوة اجتثاث هولاء المرددين أولا وقبل كل شيء وأخيرا إلا يتعظ العراقيون من الشعارات التي أطلقوها ويطلقونها وسوف يطلقونها في القريب العاجل والبعيد مع تولي إي عراقي الحكم والسلطة وإنهم قادرون على بلع وهضم الشعارات والهتافات التي أطلقوها بالأمس القريب وكانوا من المتشددين لإطلاقها وبدوران سريع ابتلعوها وغيروا بلمحة بصر وسلخوا جلدهم أنهم همج رعاع كما وصفهم الإمام العظيم علي بن أبي طالب ع ينعقون مع كل ناعق قبلتهم نساءهم ودينهم دنانيرهم نعوذ الله منهم أنهم المنافقون وأورد مثلا(احدهم كان متحمسا لصدام هوايته رسم صورته وبثها في شوارع المدينة مذيلة باسمه الصريح حفظ اسمه القاصي والداني من أبناء المدينة وعند حدوث التغيير سلخ جلده بسرعة واتخذ من الدين غطاء وأطلق اللحى وتاب توبة بن أوى وتبؤ مكانه إداريه وأصبح الأمر الناهي ولم يكتف بذلك بل تسابق مع العراقيين بالترشيح لمجالس المحافظات والبرلمان عدة مرات ولكن الغريب ترشحه كل مرة مع عنوان وكتلة( دعوتي---حسني---الأعلى---الاصطلاح---الفضيلة) تحظرني نكته ظريفة مفادها( ذهب ريفي لشراء سيارة طبعا يجهل أنواع السيارات وموديلاتها وحين وصل محلات البيع تعلق به أصحاب محلات البيع وعرفوا بساطته بسبب الخبرة والعمل المتواصل أسرعوا بجلب الفطور والشاي والسيكارة وتقديم الخدمات المجانية علهم يبعون سيارة له ينتفعوا منها لأنه صيد ثمين أطلقوا أمامه أنواع كثيرة من السيارات وموديلاتها(مرسيدس—وابل----كيا---شيفرليت---- وغيرها من الموديلات)وأخيرا قال عمي والزينة ردوا عليه بسرعة مذهلة الزين وجه الله(سويه مشكله يرحم والديك)ضحك الجميع وقالوا عمي(رحم الله امرئ عرف قدر نفسه) عمي هات معك صاحب خبرة ومن أهلها ولا تدخل الميادين بدون ارث وتاريخ وفعل أنها سخرية القدر

إبراهيم الوائلي

ذي قار/قلعة سكر