حقيقة ألخُلق آلبّعثيّ في آلواقع ألعراقيّ/عزيز الخزرجي

Sat, 22 Feb 2014 الساعة : 13:05

وردتني تعليقات كثيرة حول مقالاتي الأخيرة التي إنتقدتُ و بيّنتُ فيها بشدّة عزوف الأسلاميين عن أي خلق إسلاميّ بل إنسانيّ خصوصاً في تأييدهم لقانون ألتقاعد البند 37 و 38 و ضربهم لرواتب شهرية تعادل كل واحدة منها رواتب 200 عائلة عراقية بضربة واحدة, والحقيقة إنّ تلك الأنتقادات كانتْ تردني منذ زمن خصوصاً على بعض الموضوعات التي نشرتها حول أداء السياسيين و سرقتهم لحقوق الفقراء عبر الرواتب العظام الحرام, و تركّزت بعضها خلال الفترة الأخيرة على نقدٍ واضح من آلأخ أحمد أحمدي و آخرين مفادها:

[لماذا حين تتوجه بآلنقد و الأتهام للبعثية تتوجه من خلالها أيضاً إلى كل الأطراف و القوائم و آلأحزاب؛ ما عدا جهة واحدة(دولة القانون) و يا ليتك توضّح ذلك و تبرّر وجود بعثيين في تلك الجّهة المقدسة عندك, و كذلك مسألة إعادة البعثيين إلى مناصب حساسة بآلأضافة إلى دواعي مبادرة الأستسلام الأخيرة و التنازل للأنبار و شكراً؟]

و الجواب:
إن أخلاق آلبعث الصّدامي أصبحَ مثالاً سيئاً ينطبقُ على كلّ مُتجاوزٍ منافقٍ و كذابٍ و إنتهازيّ و كل قذرٍ يدافع عن أؤلئك الظالمين سواءاً كان إسلامياً أو قومياً أو ديمقراطياً أو إشتراكياً لا فرق!

فالأخلاق البعثيّة لا تنحصر بآلذين كانوا ينتمون رسمياً لحزب البعث و يجتمعون في مؤتمراتهم الحزبية و يدفعون إشتراكاتهم الشهريّة و يكتبون التقارير و التّهم على الناس بدون حقّ؛ بلْ الحقيقة إنّ كلّ من يفعل ذلك و يتمسك بسلوك البعثيين و يسرق أموال الناس و تُسيئ أخلاقه و يحاول التسلط بآلكذب و الخداع على الناس و التظاهر بآلاسلام و الدّعوة في نفس الوقت .. فهو بعثيٌّ أصيل حتّى لو كان منتمياً لحزب الدعوة أو المجلس أو دولة القانون أو أي حزب آخر لا فرق؛ فالأنسان - بلْ هذا البشر(1)- ألذي نسى تأريخه و عشرة العمر و سيرة الصالحين الذين كان يتأسى بهم بلسانه و ربما كتاباته قبل السقوط, لكنه اليوم و بعد ما شبع بطنه من المال الحرام و الرواتب المليونية و بات يمشي و كأنه تدرّب مع حمايات صدام؛ فهو بعثيّ و مخلص لصّدام و المجرمين عبر سلوكه و عمله و لقمة الخبز التي يأكلها و أخلاقه و إدارته حتّى و إنْ صلى الخمس و معها صلاة الليل و حضور الجماعة!

و هذا آلحكم ألذي حكمناهُ على الحاكمين بإسم الأسلام و الدّعوة وغيرها من المسمّيات .. إنّما كان طبقاً للموازيين ألأخلاقيّة آلتي حدّدها الأسلام و تعلّمناها مُباشرةً من آلشهيد الفيلسوف الصّدر الأول و آلأمام الخمينيّ(قدس) و كلّ آلشهداء و الخيرين آلذين ثبتوا على منهجهم بعد ما نهلوا من علومهم و مدرستهم التي وحدها مثّلتْ خطّ ألرسالة العلويّة المحمديّة بعد غياب دام لأكثر من 14 قرناً.

لذلك حين أنتقد و أقدّم بعثيّاً كمثال بارز في المنحدر الأخلاقي ألأنتهازي ألذي إتّصفَ به مُعظم إنْ لم أقل كلّ المُتصدّين إلا ما ندر في الساحة العراقية؛
فأنّني أعني بذلك .. كلّ من يَتَخلّق بأخلاقهم و إنْ كان مجلسيّاً أو دعوويّاً أو صدريّاً أو رئيساً أو شيخاً أو سيّداً أو حتّى مرجعاً دينياً تقليدياً .. لا فرق!

أمّا آلشطر ألآخر من آلسّؤآل بكوني و كما إدعى بعض المنتقدين .. أعتبر (دولة القانون)؛ دولةً مقدّسةً, فهذا خلاف آلواقع أيضاً, و خلاف ما كتبتُ و حاضرتُ ليس آلآن بل منذ أكثر من أربعة عقود, و يُمكنكم قراءة بياناتنا و مقالاتنا حتّى آلمقال ألأخير ألذي كتبته يوم أمس و على آلرّابط أدناه ليتبيّن لكم بوضوح؛ بأنّ مسيرتي و قلمي لم ينطقا بآلباطل يوماً بل نطقا بآلحقّ بإذن الحقّ أمام كل الجائرين السارقين لحقوق الأمة:
http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=153760#axzz2taO3AsaW
و شكراً لوعيكم و تفهّمكم للحقيقة التائهة في قلب العراق و بآلاخص المدعيين للدّين و آلدعوة له و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هناك فرقٌ كبير بين البشر و الأنسان و آدم, يرجى مراجعات بحوثنا في (الأسفار).

Share |