الهــوس الســعـودي حـقـيقـــة أم ريـــــاء/د احمد الاسدي
Sat, 22 Feb 2014 الساعة : 12:14

أنْ يـتحـدث الـبـعـض عـن هــوس وقــلـق ( سـعـودي ) مـِــنْ تـداعيـــات احتمـاليـات عــــودة ادوات الارهــاب الـتكفيــري الذي صــدرته دوائـره المخـابراتيــه ومـؤسساته الدينيـة الوهـابيــه لســـوريـــة والعـراق ولبــنـان ودول المنطقــة الـى الشــارع السعـودي مسـتقبـلا ,وتخـوف مــِنْ هجــرة عكسيـــه لـلأرهـاب ســواء كـانت جـمـاعيــه مخـطط لهـــا او فــراديـــه عشــوائيــه لــه , فــالأمــر وإنْ بــدى مـنـطقـيــا فــي ظــاهـره لـكنــه فـــي جــوهــره يــدور ضمن دائــرة إبعــاد الـيقيـن ولا اقـول الشكـوك , عـن الـدور القــذر الـذي لعبتـــه مملكة ال ســعود التجهليـــه بتــفقيس وتـدجـيــن واحتضـان بــؤر التكفيــر والارهـاب عـبـر تـاريـخ نشــأتهـا وحـتى اللحظـــة , وفـيــه محـاولــة خبيثه لتـبـرئــتها عـــن المشـاركـة المبـاشـره بـالجـرم الارهـابـي الذي يـُـرتكـب فـعلــه يـوميــا بحـق الابـريــاء مـن السـوريييـن والعـراقييـن واللبنـانييـن مـن خـلال مــدها ودعـمها وتجهيــزهـا للجمـاعـات الارهـابيـة التكفيـريــة المسلحـه بشــريـا ومـاديــا وتســليحيـا واعـلاميــا وتـبنيهــا ســيـاسيــا فـي المحـافـل الاقليميـة والدوليــه تحـت مسـميـات وعـنـاويــن ( ثــوار وثـورة ومظـلوميـن ومهمشين وضحـايـا عـنـف السـلطــه ) ومـا اليــه مــِنْ الأغـطيــه ذات الابعـاد السـياسيــة والانســانيــه التي يـسـهـل تسـويقهـا علـى العـالـم .
القـــرار المـلكــي السعـودي بفـرض احـكـام بـالأعـتقــال والســجــن للسعـودييـن الـذيـن يـذهـبـون للقتـال فـي ســوريــة وينضمـون الـى مـا يسمـى ( الجمـاعـات الجهـاديــه ) , جــاء ليـفـنـد كـل الانكـارات السـابقــة التي طـالمـا اجـتـرهـا الكثيـريـن وادعــوا , إنَ اتهـامـات الدولـة الســوريــة للـريـاض بمشـاركتهـا المبـاشـرة او الغيـر مبـاشـرة بمـا يحـصل مـن ارهـاب وقـتـل وتهجيـر وتدميـر , وعــن وجـود عشـرات الالاف مـن السـعـودييـن الذيــن يقـاتلـون علـى الاراضي الســوريـة كلهـا كـاذبــه , وينـسـف كـل الادعـاءات التي كـانت تقــول ان الدولــة السـوريـة إنمـا تقـاتـل وتقـتـل شعبهـا ولا وجـود لمقـاتليـن اجـانب ولا ارهـاب فـيهــا , وإنَ الذي يجـري علـى الارض لا يخـرج عـن سيـاقـات الثــورة الشعبيـه الســوريـة البحتـه , والنظـام حـسب مـا يـرددون فـي المحـافل السياسيـة والمؤتمـرات الدوليـة انمـا يدعـي الارهـاب للتغطيه على بطشـه , والارهـاب الذي يدعيــه إنْ وجـد فهـو مـن صـنـع اجهـزة مخـابراتيــه , حـيث مـاعـاد مجـال بعـد هـذا الاعـتـراف الرسمـي والقـانـوني السعـودي لـلـتنظيـر بـغبـائيــة إنَ داعش ومـاعش انمـا هـم صنيعـة ( النظـام ) ومـُـأتمـريـن بـأمـرة , فمـادام السـواد الأعظـم لمقـاتلـي هذة الجمـاعات الارهـابيـة المسلحـه هـم مـن السعـوديين الـذيـن تقــر الريـاض بـتـواجدهـم وتتخـوف مـن عودتهـم اليهــا , فمـن غـيـر المنطقـي أنْ يصـدق احــدا , إنَ وهـابـي تكفيـري سعودي يمكـن أنْ يـأخـذ اوامـره مـن ( نـظـام نصيري علـوي عميل الـى ايـران ويـخضـع الـى اوامـر ولايـة الفقيــه الصفـويـة الفـارسيـه ) كمـا تنطـق بــه ألسنهـم القـذرة وعقـولهـم الخـاويـة العفنـــه , وبهـذا تكـون مملكـة ال سعـود قــد اسـقطت سـُخـف ادعـاءاتهـا وذيولهـا بنفسهـا هــذا مــن جــانـب , ومــن الجـانـب الآخـر الـذي لا يقــل أهميــة عـن ســابقــه بـل هـو مـُكمــل لــه , فـلقــد أسـقـط هــذا الاعـتـراف السـعـودي كـل ما كـان يقـال عـن محـدوديــة اعـداد السـعـودييـن المشـاركين بـحـرب الارهـاب في ســوريا , حـيث لـوكـان هـذا العـدد بسيطـا ومحـدودا لمـا اوجـبَ الأمـر أنْ يـُكـلف نفســه خـادم الارهـاب التكفيـري ملك ال سعـود اصـدار قـرارات ملكيــه , ولتـم الاكـتفـاء بـتعليمـات حكـوميـه روتينيــه بـدلا مـن هـذة الضجـه والضجيـج الاعـلامـي , ولكـن الأعـداد قــد فـاقــت ال 10 آلاف مثلمـا تحـدثت مصـادر ال سعـود أنفسهــم , وهـي بالحقيقــة تفـوق هـذا العـدد مـرات ومرات , بعـد أنْ كـانوا طـوال السنـوات الثـلاث المـاضيـه يتحـدثـون عـن اعـداد قـليلــه وغيـر مـؤثـرة علـى مستـوى الصـراع .
مـِنْ السـخـف التصـديق إنَ مـدجـنـة كمملكـة ال سعـود التي تتبنـى التكفيـر الوهـابي عقيــدة ومنهـج يمكـن أنْ تــرتعـد فـرائضهـا مـن ارتـداد ارهـاب صـنـعتـه بـأيـديهـا واحتضنتـه و تشــرف علـى عمليـاتـه فـي الخـارج , وهــي المصـدره الأول لـه والممـول الرئيسـي بـالمـال والســلاح وقنـوات الاعلام الفتنـي ومشـايخ التحـريض المذهـبــي , وخـاطــيء او صـاحب غـايــة مـَنْ يقـارن هذا الارتـداد المـزعـوم بمـا قـامـت بـه بعـض الجـاميـع الصغيـرة مـن اعمـال هنـا وهنـاك فـي اعـقـاب عـودة افـرادهـا مـن حـرب افغـانستـان , فـمقـاربـه ومقـارنـه مـن هـذا النـوع تبقـى قـاصـره وغيـر مهضـومـة , حـيث تغيـرت خـرائـط وتعـددت مشاريـع وأُســتـُـحـدثـت اهـداف وبـُـنيـت اسـتراتيجيـات جـديــده , ومـا كـان جـائـز الحـدوث بـالأمس اصـبح حـدوثــة استحـالـة اليـوم , بحكــم تـغـلغـل اصحـاب القـرار السعـودي فـي مفـاصـل منظومـات الارهـاب الـدولــي واستـحـواذهـم علـى قـرارها , بعـد أنْ كـانت جهــات عـديــدة تشـاركهـم صيـاغـة قـرار تلك المنظـومـات خـلال حـرب افغـانستــان ومـا تلاهـا .
الـتبنـي السعـودي لـلأرهـاب لا يمكـــن رمـي تـبعـاتــه واجـرامــه عـلـى كـاهل ( بـنـدر ) والقـول , إنَ بخــروجـه واســتبعـاده عــن دائــرة القـرار و عـن رئـاســة المخـابرات السعـوديــه تكـون الـريـاض قــد غـيـرت مـن نهجهــا وصـححـت مسـارات ســياساتهـا الداعمــه للارهـاب فـي المنطقـــة , لأنَ الـتـلازم السعـودي الرسمـي وشبـه الرســمي مـع مـنـظومـات الارهـاب الدولـي لســت بـوليــد اســتلام بـنـدر لـلمـلفـات الأمـنيــه والاســتخبـاراتيــة الخـاصـة بعـلاقـات الـريـاض مـع دول المنطقــة , وتحـديـدا ســوريـة والعـراق ولبنــان , بـل نـتـاج ســيـاسـات وتفـاهمـات تـدخـل فـي صــلب وجـوهـر اســتراتيجيــة تعـامـل العائلـة الحـاكمـة مـع دول الجـوار وتـجييـرهـا للتعـصب التكفيـري الوهـابــي لصـالح مشـاريعهـا وخـدمـة مصـالحهـا , ولا يمكـن لهـا التخـلـي عــن هــذة الاســتراتيجيـة مهمـا كـانـت حـدت الانتقـادات التي تـوجـه لهـا , لإن فـي تخليهـا هـذا تـخـسـر آخـر وأهـم اوراقهـا الرابحــه التي تـُـثبـت اركـان وعمـر مملكتهـا ونظـامهـا و تــديـم هـيمنتهـا علـى الانظمـة التي تسيــر فـي فـلك سـيـاساتهـا , ولكـن هــذا لا يعنـي إنهـا لـن تلـجئ مـِنْ بـاب التـكتيـك المـرحـلــي الـى تحـســيـن صــورتهـا , التي بــدت مـشــوشـه امـام الــرأي العـام اولا ولـتقـليـل الضغـوط علـى حلفـاءهـا الـذيـن وجـدوا أنفسهـم فـي حــرج وعـدم قـدرة علـى الدفـاع والتبـريـر للـدور الذي تلعـبـه ( الرياض) فـي دعمهـا واحتضـانهـا للارهـاب وتصـديـره لدول المنطقـة والعـالـم ثـانيـا , ومـن هنـا جـاء التضخيـم والتطبيـل للقـرار السعـودي الأخيـر بمـلاحقـة الارهـابييـن ومعـاقبتهـم , والـذي لا يخــرج فـي نهـايــة أمــره عـن تكتيكـات الـريـاء ولعبــة عبـور المراحـل لـيس إلا , و عـلاقـة لـه بـإنقـلاب علـى اســتراتيجيـات او تصحيح مسـارات جـوهـريـه .